خادم الحرمين الشريفين يستقبل مجموعة من المشاركين في مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والحضارات
افتح/ انسخ
التاريخ الهجرى
15 / 11 / 1429الخلاصة
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في مقر إقامته بمدينة نيويورك مساء أمس الأربعاء مجموعة من المشاركين في مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والحضارات. / وفي بداية الاستقبال ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية - / بسم الله الرحمن الرحيم / أيها الأخوة الكرام يطيب لي أن أرحب بكم ، وأتمنى أن يكون هذا الحوار فاتحة خير للإنسانية ، فليس للإنسان إلاّ أخاه الإنسان مهما كان. وأعتقد أن الأيام والسنين التي فاتت لن تعود إن شاء الله - ، كفى ما حصل من القتل ومن العداوة ومن الإفراط في حقوق الغير. / والحمد لله الذي سخركم من جميع الأديان ، لأن الأديان نقية ، كلها منزلة من الرب عز وجل ، ويحثنا الرب عز وجل على التآخي والتآلف وعمل الخير للعاجز والفقير والمحتاج والمريض وهذه كلها طرق إنسانية ، وأعتقد أنكم وغيركم إن شاء الله تحثون على محبة الإنسان لأخيه الإنسان ، وعندما يفكر الإنسان في الماضي وما ارتكبه من أخطاء على أخيه يتساءل ما هي الأسباب ؟ ما هي الأسباب إلاّ النفس ، والنفس كما تعرفون أمَّارة بالسوء ، وأعتقد أن العالم أحس وانتبه لهذه الأمور لأن ليس فيها فائدة ، فإلى متى سفك الدماء ؟ والعداوات لماذا ؟ وبأي حق ؟ . / والرب عز وجل ما أنزل ديانة إلاّ وفيها دليل واضح على الرأفة بالإنسان ، وأعتقد أنه لا يوجد أي إنسان عمل خطيئة على إنسان إلاّ وتندم وتحسر وتأسف إلى أبعد الحدود ، لماذا هذا العدوان. الأديان براء من هذه الأعمال ولكنه الشيطان والأعمال السياسية التي دخلت في الأديان وشوشت عليها. / الآن البشرية في حاجة إلى البشر مثلكم يدلونهم ويرشدونهم ويفهمونهم ما هي الحقائق ، لأن الرب عز وجل أمرنا بالتعوذ من الشيطان والنفس لأن الشيطان والنفس إذا اجتمعا فهذا يعني أن الإنسان أصبح محكوماً عليه بالشر والعداوة للغير. / نحن بشر ، نحن مخلوقات للرب عز وجل ، ولا يوجد دليل يجيز عداوة الإنسان لأخيه الإنسان إلاّ الذي يعمل شراً ضد أخيه. / هذا ما أحببت أن أشرحه لكم في هذه الأمسية وأتمنى لكم ولنفسي أن نغذي النفس بالصبر لأنه لا يوجد عمل يفيد الإنسان إلاّ الصبر. / كما أتمنى لكم الخطى الحثيثة في تأثيركم الروحي ، وعلى كل من هو على دين أن يحث جماعته على التآخي وعلى الألفة وعلى المحبة ، وأهم شيء الصراحة والصدق. / تحياتي لكم ولكل إنسان في هذا الكون مهما كان. وبقيت نقطة هامة وهي الأسرة ، الأسرة هي التي تظم الإنسان لعائلته وبيته وأبنائه ، والآن لا يخفى عليكم جميعاً أن الأسرة بدأت تتحلل ومع الأسف وصلتنا نحن في الشرق الأوسط ، إذا كبر أولادك وبناتك وبلغ عمر الواحد ثمانية عشر عاماً ثم يغادر البيت ، وهذا من فلذات أكبادنا وما نعلم له أي مصير ، لأن فلذات أكبادكم تشاهدونهم يعملون أشياء وما للأب أو للأم الحق في ردعهم ، والأسرة أنتم تعرفونها ، الأسرة هي التي تجمع كلمة الأب والأم والأولاد وهذه كلها نريد كل العالم من الفرد إلى الجماعة كلهم يحرصون عليها. وشكراً لكم. / عقب ذلك ألقى ممثلون عن الديانات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية كلمات أمام خادم الحرمين الشريفين حيث ألقى أحد المشاركين في الحوار كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وهنأه بهذه المناسبة الكريمة وقال / إنني أمثل المجتمع المسيحي وأشكركم بحرارة على كلمتكم الحكيمة والتزامكم بالعمل من أجل ترقية الحوار والصداقة والسلام في أنحاء العالم / وأكد التزام أتباع الديانة المسيحية بتشجيع جهود السلام والعدل والتفاهم والمودة بين الجميع في هذا العالم مشيراً إلى أن لكل إنسان الحق في الحرية والسعادة والتقدم. / ثم ألقى أحد المشاركين في الحوار من أتباع الديانة اليهودية كلمة عبر فيها عن مشاركة اليهود في الاقتناع بوسائل السلام والتصالح. / وقال / إن الحوار الذي بدأتموه في مدريد إضافة إلى وجودكم هنا في نيويورك إنما هو تأكيد لالتزامكم بدعم الاعتدال الديني / بعد ذلك ألقى أحد المشاركين في الحوار من المسلمين كلمة أعرب فيها عن شكره وشكر المشاركين في الحوار في مكة المكرمة وفي مدريد لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته الكريمة بالدعوة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في العالم ووصفها بأنها دعوة إنسانية وإسلامية في صميمها انطلقت من الإيمان بالله ثم بأن البشرية كلها أسرة واحدة وأن الله كرم بني آدم وبعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. / وقال / يا خادم الحرمين الشريفين إن الله سبحانه وتعالى جعلكم مفتاحاً للخير للعالم كله ومغلاقا للشر ووفقكم لبناء الجسور للتعاون على البر والتقوى وهدم السدود التي تفرق بين إنسان وإنسان / وعبر عن أمله في أن يستمر الحوار ويأتي بالثمار الطيبة للبشرية كافة. / عقب ذلك ألقى الأمين العام لهيئة الدين والسلام كلمة عبر فيها عن سعادته برؤية المؤمنين والقادة الدينيين يتلاقون ويحترمون بعضهم البعض ويتعاونون في أصعب الظروف بإخلاص وإيمان. / وقال / لقد سمعنا منكم عن تعطش الأسرة الإنسانية للإيمان بالله والوحدة فيما بينهم وفقا لمعتقداتهم والاحترام المتبادل بينهم وأن المشاكل الكبيرة التي تواجه الإنسانية والتي أشرتم إليها هي مشاكل الحروب والفقر تتخطى حدود الدول / وأضاف في ختام كلمته يقول / إننا جميعاً نتطلع إلى السلام والحوار والتضامن ونشعر بالامتنان لصوتكم الذي ارتفع ليسمعه العالم / أثر ذلك أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود أن دول العالم لو اتجهت الى السلام وبعدت عن الحروب والنزاعات التى لا تحل ألا بالاسلحة التى تخسر عليها الدول ملايين الملايين واتجهت الى الفقر والعمل الانسانى فى الصحة لما كنا شاهدنا هذه الامراض ولا هذا الفقر. / ثم القى مشارك فى الحوار من الجمعية الاسلامية فى أمريكا الشمالية كلمة أبدى فيها سعادته واعتزازه بالمشاركة فى الحوار مع قادة الموسسات الدينية موضحا أنه أمكن تحقيق النجاح فى ديمقراطية جماعية. / ولفت النظر الى أنها المرة الاولى التى ينتخب فيها أمريكى من أصل أفريقى لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية. / وقال / أننا ننظر الى المملكة العربية السعودية كدولة رائدة ومصدر للاستنارة فى العالم الاسلامى أن جامعاتكم ومعاهدكم الدينية يمكن أن تمدنا بما نحتاجه فى الغرب لشرح الاسلام فى القرن الحادى والعشرين باعتباره دين السلام والاعتدال / 0 / عقب ذلك أشار خادم الحرمين الشريفين الى أن انتخاب الرئيس الامريكى الجديد باراك أوباما يدل على أن الشعب الامريكى فعلا شعب ديمقراطى وبرهن بهذا الاختيار للعالم كله أنه شعب ديمقراطى مائة فى المائة وأن شاء الله نرى منه خيرا للبشرية وهذا ما أتمناه لزعماء العالم ككل أن ينزل الله فى قلوبهم محبة وأخاء لجميع البشر. / بعد ذلك تحدث أحد المشاركين مرحبا بخادم الحرمين الشريفين في أمريكا وقال / اليوم يوم عظيم لأنكم ألقيتم خطاباً شجاعاً وصريحاً وهو يعبر عن ثلاث مراحل الأولى مرحلة الاجماع الداخلي بين المسلمين على ضرورة الحوار وبدأ في مكة المكرمة ، والثانية مرحلة البحث عن شركاء في مدريد ونجحنا في ذلك والمرحلة الثالثة اليوم من أهم نقطة في العالم أرسلتم رسالة واضحة للبشرية / وعبر عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين على تبنيه لفكرة الحوار وجعله الخطاب الإٍسلامي العام إن شاء الله. / ودعا المشاركين من المسيحيين واليهود إلى أن يكونوا شركاء مع المسلمين في الولايات المتحدة لإنزال مبادرة خادم الحرمين الشريفين منزل العمل مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق مؤسسة السلام الإسلامية بنهاية العام الحالي والتي ستركز على مفهوم التعايش والحوار بين المسلمين في الولايات المتحدة وبين المسيحيين واليهود وإذا حققت هذه المؤسسة النجاح فإنها ستقدم نموذجاً مهماً. / ثم ألقى أحد المشاركين كلمة نوه فيها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين وقال / إننا لا نتصور مدى الخطوة العملاقة التي اتخذتموها فمبادرتكم تعني بالتأكيد أن الدين سيكون أداة حقيقية للسلام ولمساعدة العالم على فهم المعنى الحقيقي للإسلام / ودعا الله أن يبارك جهود خادم الحرمين الشريفين معتبراً أن هذا اليوم يوم تاريخي لجميع المشاركين. / إثر ذلك تحدثت امرأة من المشاركين قائلة / إنني واحدة من الناس الذين جلبوا من افريقيا وقد اهتدينا عبر السنين إلى الإسلام واحتفظنا بهويتنا الإسلامية رغم العبودية / وأشارت إلى أن الحوار بين أتباع الأديان مهم لأن الكثير من أفراد أسرهم لا يزالون مسيحيين ولذلك فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تعمل على إنهاء هذه الانقسامات الظاهرة. / ورداً على هذه المداخلة قال خادم الحرمين الشريفين / كلنا عبيد للرب عز وجل والحمد لله رب العالمين / وفي ختام لقائه بالمشاركين في مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والحضارات أعرب خادم الحرمين الشريفين عن أمله في أن يرى الجميع بخير ويعمهم التآلف والتقارب والعمل على نشر هذه المبادئ الإنسانية الأخلاقية متمنياً لهم النجاح والتوفيق. / حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة ومعالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد النفيسي.
المصدر-الناشر
واسرقم التسجيلة
59878النوع
تقريرالشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهيم عبدالعزيز العساف (وزير المالية)
سعود الفيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (وزير خارجية السعودية)
عبدالاله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (مستشار خادم الحرمين الشريفين)
مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رئيس الاستخبارات العامة)
عادل احمد الجبير (السفير السعودي في الولايات المتحدة)
غازي عبدالرحمن القصيبي (وزير العمل)
اياد امين مدني (وزير الثقافة والاعلام)
الموضوعات
التعددية الدينيةالسعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الاجتماعات
المنظمات الدولية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - استقبالات
الاسلام والغرب
الاسرة - الاحوال الاجتماعية
مبادرة الملك عبدالله للسلام
الهيئات
منظمة الامم المتحدةالجمعية الاسلامية (أمريكا الشمالية)
مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان والثقافات
تاريخ النشر
2008-11-13الدول - الاماكن
السعوديةنيويورك (الولايات المتحدة الامريكية)
مكة المكرمة
الولايات المتحدة الامريكية