الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حديث خادم الحرمين الشريفين لصحيفة الرأي الأردنية
View/ Open
xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
1428/06/12Author
Abstract
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن المملكة العربية السعودية تستشعر خطراً داهماً على الكيان العربي بأكمله وعلى مصير العرب ومقدراتهم ومصالحهم مشدداً على أن ما تبذله المملكة من جهود لإصلاح ذات البين وجمع الكلمة وتوحيد الصف هو واجب ومسؤولية عظيمة / وقال إن المملكة لا تبحث عن دور ولا تنافس أحداً على دور ، هذا مصيرنا وقدرنا ولا سبيل لنا إلا أن نواصل تحمل المسؤولية تجاه أشقائنا وأمتنا ، وندرك أن التواني عن ذلك سيؤدي بنا جميعاً إلى أوضاع لا تسر / جاء ذلك في حديث لخادم الحرمين الشريفين أدلى به لرئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية عبدالوهاب زغيلات نشرته اليوم وعبر فيه حفظه الله عن عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وما يربط البلدين من علاقات قائمة على المحبة والثقة المتبادلة / وشدد حفظه الله على أن ما يحدث في العراق من تطورات خطيرة وقتل وتدمير لمقدرات الشعب العراقي وطال دور العبادة أمر يدمي القلب وأن المملكة لن تتردد في دعم ومؤازرة الشعب العراقي الشقيق في المحنة التي يمر بها اليوم / وبين أيده الله أن السبيل إلى حل ما يعاني منه لبنان اليوم من مأزق سياسي هو إدراك جميع القوى السياسية فيه بأنه لا مفر من الالتقاء والتحدث إلى بعضهم البعض بصفتهم شركاء لا متنافسين / ووجه خادم الحرمين الشريفين نداء للإخوة في فلسطين الذين عاهدوا الله في بيته الحرام أن يغلبوا العقل والحكمة وأن يتحملوا مسؤوليتهم الجسيمة أمام شعب فلسطين وأمام أمتهم وأن يصلحوا ذات بينهم لكي لا يحدث ما لا تحمد عقباه / وفيما يلي نص حديث خادم الحرمين الشريفين / سؤال / لعل ما يمكن البدء به في حضرة جلالتكم هو السؤال عن نهج التطوير الذي كرستموه في المشهد السعودي والذي تجلى في ترتيب مسألة انتقال الحكم. هل هناك آليات جديدة لتحقيق رؤيتكم؟ / جواب / نهج التطوير الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية عن قناعة وتبصر هو استكمال لما بدأه المؤسس الموحد جلالة الملك عبدالعزيز- رحمه الله. وقد مرت مسيرة التطوير على مدى العقود الماضية بعدة مراحل، يؤخذ في الاعتبار في كل مرحلة منها مستجدات العصر ودرجة تقبل المجتمع السعودي واحتياجات البلاد. ونحن ماضون في هذا النهج الذي يستند إلى كتاب الله وسنة رسوله ومصلحة الشعب السعودي. والمطلع الذي يتابع عن قرب ما يستجد في المملكة من تنظيمات جديدة وتعديلات لتنظيمات سابقة يرى أن مسيرة التطوير المتواصلة جزء لا يتجزأ من نظام الحكم وآلياته، ونحن على قناعة بأن ما وصلت إليه المملكة اليوم من تطور متوازن وتقدم في جميع مجالات الحياة هو ثمرة من ثمرات هذا التطوير المتواصل، ونحمد الله على ذلك / سؤال / ماذا عن مسألة الشورى والانتخابات؟ هل ينتهي المشوار بعد مدة إلى انتخابات تطال مختلف الهيئات ذات العلاقة في المملكة من بلديات إلى مجلس الشورى؟ / جواب / مسألة الانتخابات في المملكة تحكمها المتغيرات السياسية والاجتماعية ومصلحة البلاد والمجتمع السعودي. وكما تعلمون المجال مفتوح أمام المواطنين لإيصال آرائهم إلى المسؤولين في الدولة وعبر العديد من المنافذ مثل المجالس الأسبوعية المفتوحة ومجلس الشورى ومجالس المناطق والمجالس البلدية، وعبر وسائل الإعلام. نحن نؤمن بملاءمة التدرج في التغيير. نحو الأفضل وبما يحقق مصالح المملكة وشعبها، والذي يهمنا ويهم جميع المواطنين في المملكة هو حسن أداء جميع هذه المؤسسات لما يوكل إليها من مسؤوليات جسيمة، وبالنسبة لمجلس الشورى فنرى أنه يمثل المجتمع السعودي بالفعل، ونحن راضون في هذه المرحلة عن أدائه ونتطلع بالتأكيد إلى المزيد من الفعالية، ولن نتوانى عن دعم كل خطوة تمكنه من تطوير هذا الأداء ليصل إلى المستوى الأمثل / سؤال / يلحظ المراقب زخما في الحضور السعودي الإقليمي على وجه الخصوص والدولي في شكل عام.. هل تستشعرون خطرا ماثلا على دور المملكة ككيان محوري في المنظومة العربية؟ / جواب / نحن نستشعر خطراً داهماً على الكيان العربي بأكمله وعلى مصير العرب ومقدراتهم ومصالحهم، الأمر لا يتعلق بالمملكة فقط. أينما نظرتم ستجدون أكثر من بلد عربي شقيق يعاني من أزمات خطيرة، بعضها يكاد يصل إلى شفير الحرب الأهلية. انظر إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين الحبيبة وما وصل إليه الأمر بين الأشقاء الفلسطينيين، وانظر إلى ما يحدث في العراق من مآس وأهوال، وما يجري في لبنان وما يتعرض له السودان من أخطار، وما آل إليه وضع الصومال. وما تبذله المملكة من جهود لإصلاح ذات البين وجمع الكلمة وتوحيد الصف هو واجب ومسؤولية عظيمة سيسألنا الله عما قمنا به تجاهها. المملكة لا تبحث عن دور ولا تنافس أحدا على دور، هذا مصيرنا وقدرنا ولا سبيل لنا إلا أن نواصل تحمل المسؤولية تجاه أشقائنا وأمتنا، وندرك أن التواني عن ذلك سيؤدي بنا جميعا إلى أوضاع لا تسر، وإذا كانت خدمة الأمة العربية تنافسا، فليتنافس المتنافسون في / . هذه الأمة مستهدفة في أراضيها وخيراتها ومقدراتها، ولدينا إيمان راسخ بأن تضافر جهود جميع الدول العربية - القيادات والشعوب- سيمكننا بتوفيق من الله من مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه أمتنا / سؤال / تشهد الساحة العراقية ما يشبه الحرب الأهلية بالإضافة إلى الصراعات الإقليمية والدولية ، بما ينذر بتهديد المنظومة العربية عموما ودول الجوار خصوصا.. فما تصور جلالتكم لمستقبل العراق وآفاق حل أزمته؟ / جواب / ما يحدث في العراق من تطورات خطيرة وقتل وتدمير لمقدرات الشعب العراقي وطال دور العبادة أمر يدمي القلب. ولا بد من توقف هذا التدهور فالوضع بالغ الخطورة الذي ينذر بشر مستطير للمنطقة بأكملها إذا لم يتداركه العقلاء في العراق وفي دول المنطقة ودول العالم المؤثرة. يجب أن يعود المنطق وان يستشعر العراقيون جميعهم مصلحة العراق ويتجاوزوا المصالح الطائفية والإقليمية، وأن يدركوا أن تحقق مصلحة العراق وتجاوز هذا الوضع المأساوي تكمن في أخذ كل منهم في الحسبان مصالح الأطراف الأخرى دون تجاوز أو افتئات / والمملكة كما يعرف الجميع كانت ولا زالت وستستمر في دعم ومساندة كل جهد وتوجه يمكن من تحقيق ذلك، ولا نريد إلا استتباب الأمن وعودة الاستقرار إلى الشعب العراقي الذي يعاني اليوم معاناة مريرة، وعانى الويلات في العقود الثلاثة الماضية. ونحن مثلما هو معروف للجميع حريصون على وحدة العراق واستعادة سيادته على أراضيه / سؤال / سبق للمملكة أن دعت المرجعيات الدينية في العراق للحوار في مكة المكرمة والتي صدر عنها / وثيقة مكة / ... فهل هناك نية لدى المملكة لدعوة القيادات السياسية في العراق لحوار مماثل؟ وما هو موقفكم من مشروع الفيدرالية في العراق؟ / جواب / لن نتردد في دعم ومؤازرة الشعب العراقي الشقيق في المحنة التي يمر بها اليوم. وإذا ما تبين لنا أن دعوة القيادات السياسية التي تمثل الشعب العراقي ستؤدي إلى نتائج / إيجابية تخدم العراق وتنهي معاناته وتسهم في عودة الأمن والاستقرار إلى ربوعه فلن نتوانى عن ذلك. لقد قلنا وكررنا إن مصير العراق يقرره شعب العراق وممثلوه بإرادتهم المستقلة / سؤال / نجحت السعودية في دحر الإرهاب الداخلي وتجفيف منابعه كما جاء على لسان جلالتكم.. فهل نستطيع القول إن ملف الإرهاب الداخلي قد تم طيه؟ وكيف تسهم المملكة في مكافحة الإرهاب الخارجي؟ وكيف ترون الدور الأردني في مكافحة الإرهاب؟ / جواب / الإرهاب آفة خطيرة عانت ولا تزال تعاني منها شعوب في مختلف مناطق العالم، وهو ظاهرة تستمد وقودها من الفكر المنحرف الذي لا يقره الله عز وجل ولا تعاليم رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ولا الفطرة البشرية السوية. وقد شاهدنا جميعا ما نتج عنه في الفترة الراهنة وفي السنوات الماضية من إزهاق لأرواح بريئة، وتدمير وحشي لمؤسسات تخدم المجتمع ولممتلكات المواطنين. ونحمد الله على أن مكننا من إحراز نتائج متقدمة في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والجميع يعلم ما حققه رجال الأمن البواسل في محاصرة ما تبقى من فلول الإرهابيين واستباق العمليات الإرهابية قبل وقوعها. كما كان لوعي المواطن السعودي والمقيمين في المملكة دور في محاربة الفكر المتطرف الذي غالبا ما يؤدي إلى الانجرار نحو الإرهاب / نحن في المملكة جميعا متيقظون، ورغم انحسار الإرهاب الذي وقع فيه البعض من مواطنينا وبعض من قدموا إلى بلادنا إلا أننا لن يهدأ لنا بال حتى نجتثه من منابعه، ونحن مصممون على ذلك. ومن وجهة نظرنا، نرى أن الدور الأردني في مكافحة الإرهاب دور فعال وحقق نجاحا متقدما، وخصوصا منذ وقوع الأعمال الإرهابية المشينة في هذا البلد الحبيب العام الماضي، والتعاون بين بلدينا في مجال مكافحة الإرهاب معروف ومستمر وأثبت أهميته وفعاليته / سؤال / للمملكة دور تاريخي في لبنان وعلاقات قوية مع جميع الإطراف فهل تعتقدون أن ما يجري في لبنان يأخذ طابعا طائفيا ومذهبيا؟ أم أنه مجرد حشد لأوراق بهدف تحسين شروط التفاوض.. سواء مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف النووي أم فيما يخص انتزاع الاعتراف بدور إقليمي كبير في المنطقة؟ / جواب / لبنان بلد شقيق وشعبه عزيز علينا بكل فئاته، ويهمنا أمنه واستقراره وإنهاء الخلافات بين قواه السياسية. وفي كل محنة يمر بها لبنان كانت المملكة من الدول السباقة لبذل الجهود لإنقاذه مما يحل به من أخطار، كان ذلك في عهد الملك خالد- رحمه الله- الذي عقدت بدعوة منه وبرئاسته قمة عربية استثنائية في الرياض في السنوات الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية، وفي عهد الملك فهد- رحمه الله- حينما دعا كافة ممثلي الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية للاجتماع في المملكة ورعى اتفاق الطائف، ثم مساندة المملكة لبنان سياسيا واقتصاديا ودعمها القوى لإعادة إعماره، لتمكينه من تجاوز آثار الحرب الأهلية، ولا زال دعم المملكة للبنان مستمرا على جميع الأصعدة / السبيل إلى حل ما يعاني منه لبنان اليوم من مأزق سياسي هو إدراك جميع القوى السياسية فيه بأنه لا مفر من الالتقاء والتحدث إلى بعضهم البعض بصفتهم شركاء لا متنافسين، وبصفتهم مرتبطين بمصير مشترك لا مناطق معزولة في سياج واحد. إن التدخل في شؤون لبنان بطريقة تزيد الفرقة والتشرذم بين أبنائه أمر مرفوض، ومخطىء من يعتقد انه سيحقق مكاسب من وراء الاتجار بمعاناة لبنان وأبنائه / سؤال / شهدت الأيام الأخيرة بوادر تهدئة بسبب الأطراف المتنازعة في لبنان.. فهل تعتقدون جلالتكم أننا أمام حل قريب للأزمة اللبنانية؟ / جواب / هنالك جهات لا تريد الخير للبنان لأن لبنان يمثل نموذجا يتناقض مع النموذج الذي تريد هذه الجهات أن تكون عليه الدول العربية، والذي يبعث على القلق أنه كلما بدأت / بوادر نجاح الجهود العربية تظهر، تندلع أزمة جديدة تعصف بهذه الجهود وتزيد الأمر تعقيدا، سواء باغتيال شخصيات سياسية مهمة، أو التحريض على العنف، أو نشوب اشتباكات مسلحة مثلما هو حاصل اليوم في نهر البارد. الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم تتطلب من الدول العربية والدول الحريصة على خير لبنان بذل جهود مضاعفة، لان استمرار الأزمة في لبنان سينعكس سلبا على المنطقة بأسرها / سؤال / تظل فلسطين قضية الأمة المركزية، وقد شهدت الساحة الفلسطينية مؤخرا تداعيات تنذر باقتتال أهلي.. فهل يمكن للحوار الفلسطيني الذي دعوتم إليه في رحاب مكة المكرمة أن يسهم في حل الخلافات الفلسطينية؟ / جواب / لقد سارت الأمور بعد اتفاق مكة المكرمة بين الإخوة الفلسطينيين على نحو واعد بعث على التفاؤل، لكن سرعان ما انقلبت الحال بعد ثلاثة أشهر من التوقيع على ذلك الاتفاق. ولا شك في أن تعنت إسرائيل وإصرار بعض القوى الدولية على عدم مساعدة الفلسطينيين على تعزيز التوافق بينهم قد أدى إلى تردي الأوضاع وحدوث هذه الانتكاسة الخطيرة التي وقع فيها إخواننا الفلسطينيون. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر الوضع على ما هو عليه اليوم، لأن في ذلك خدمة لمن يغتصب الأرض الفلسطينية وإضرار فادح بالقضية الفلسطينية العادلة وقد يقضي على الآمال بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف / وهنا أوجه نداء إلى الإخوة في فلسطين الذين عاهدوا الله في بيته الحرام، أن يغلبوا العقل والحكمة وان يتحملوا مسؤوليتهم الجسيمة أمام شعب فلسطين وأمام أمتهم، وأن يصلحوا ذات بينهم لكي لا يحدث ما لا تحمد عقباه / سؤال / استضافت المملكة القمة العربية الدورية في آذار الماضي.. هل كانت تلك القمة قمة مختلفة يمكن لقراراتها ان تحدث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك واستعادة الدور / العربي الإقليمي الذي شابه الضعف والتراجع ما شجع جهات إقليمية / عدا الدولية / للطموح إلى دور ونفوذ على حساب العرب؟ / جواب / لقد عقدت القمة العربية الدورية التاسعة عشرة في الرياض من أجل الحد من الضعف والتراجع في العمل العربي المشترك. دول العالم تسابق الزمن في مساعيها من أجل التكتل والتكامل والتعاون، بينما العرب الذين لا تتوفر في أي منطقة في العالم عناصر تكامل وتعاون مثلما هو متاح لهم يدير معظمهم شؤونه بمعزل عن الدول العربية الأخرى. / هذا هو بالتحديد سبب ضعفنا وتراجعنا قياسا بصعود الآخرين وميل الكفة لصالحهم في علاقاتهم مع الدول العربية. ليست المسألة مسألة بحث عن دور أو استعادة دور، بل إنها جهود صادقة ومخلصة لتحقيق ما يأمرنا به ربنا من تآزر وتعاضد، وهذا ما يقضي به العقل والمصلحة العربية. نحن في المملكة وكما عاهدنا أشقاءنا ماضون في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف منطلقين من قناعتنا الراسخة بعظم المسؤولية والأمانة تجاه الأمة العربية وتجاه شعوبنا والعبرة بالعمل والتطبيق، لا بالخطب والتصريحات والقرارات التي تظل حبرا على ورق / سؤال / هل ما تزال مبادرة جلالتكم التي تبنتها قمة بيروت عام 2002م مطروحة كمشروع عربي وحيد لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، أم أن هناك نية لتعديلها؟ وما هي إمكانية تفعيلها وتطبيقها؟ / جواب / المبادرة التي تبنتها القمة العربية في بيروت هي المبادرة التي أجمع عليها العرب وحظيت بتأييد واسع من قبل معظم دول العالم، وقد لمسنا لدى قادة الدول الصديقة في أسبانيا وفرنسا وبولندا التي زرناها في جولتنا الأخيرة دعما لهذه المبادرة، التي من شأن موافقة جميع الأطراف عليها والتزامها بما نصت عليه حل صراع لا زال قائما منذ قرابة نصف قرن، وهو صراع نتجت عنه عدة حروب هددت أمن العالم بأسره لا هذه المنطقة فحسب، وتسببت في ويلات ومآس للشعب الفلسطيني وسلب للحقوق العربية ولا زال هذا الصراع قائما بسبب مراوغة الطرف الإسرائيلي وتكريسه للاحتلال الذي يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ومصادرته للمزيد من الأراضي الفلسطينية / ونأمل أن تحذو قوى دولية مؤثرة حذو قوى دولية أخرى في دعمها للمبادرة العربية بدلا من محاولة تجنبها من خلال طرح مشاريع حلول أخرى / سؤال / راجت في الآونة الأخيرة مصطلحات ذات أبعاد سياسية تهدف إلى تقسيم العرب إلى محاور متقابلة حيث هناك من يطلق عليهم المعتدلين فيما يوصف الآخرون بالمتطرفين.. كيف يرى جلالتكم مستقبل هذا الفرز المصطنع؟ وهل تعتقدون أن القمة العربية التي عقدت في الرياض قمة عودة الوفاق العربي على قاعدة الانتصار للمصالحة العربية وحدها؟ / جواب / هذه المصطلحات التي يروج لها إعلام أجنبي وترددها بعض وسائل الإعلام العربية المشبوهة التوجهات، ليست بالجديدة. فقد سبق في عقود مضت أن صنفت الدول العربية على نحو يوحي بالتضاد والانقسام، ولم ينجح من كانوا وراء محاولات التصنيف تلك في مساعيهم / في حقيقة الأمر نحن في المملكة العربية السعودية لا تهمنا هذه التصنيفات ولا تؤثر في توجهاتنا ولم تضعف من عزمنا على التعاون مع جميع الدول العربية طالما أن هذا التعاون لخير الجميع وطالما انه ليس موجها ضد دولة عربية شقيقة أو دولة صديقة، ونحن أصدقاء لكل من يحترمنا ولا يتعدى على حقوقنا وحقوق أشقائنا. وغاية ما أرجوه هو أن يدرك من ينخدع بهذه التصنيفات من إخوتنا العرب أن الهدف منها هو زرع الفتنة وتكريس الاختلاف. جدار برلين سقط، ولا مجال لبناء جدار بين العرب / سؤال / أين يقف تيار الاعتدال العربي الذي تقوده السعودية من محاولات التدخل على الأرض العربية؟ / جواب / محاولات التدخل الإقليمية التي تحاول الإضرار بأمن واستقرار الدول العربية لن تفلح، وسترتد آثارها على الدول التي تمارس هذا التدخل، لأن الشعوب العربية مرت في تاريخها المعاصر بظروف عصيبة بسبب هذه التدخلات، ومن شان الوعي المتراكم بنتائج تلك الظروف أن يفشل مساعي كل من ينتهز لحظات الضعف العربي لتحقيق مآربه الخاصة، ومرة أخرى أقول معروف من هو المعتدل، من غير مساومة على الثوابت والحقوق، ومن / هو متطرف وفي الوقت نفسه يفرط في حقوقه ومقدراته ومقدرات أؤتمن عليها، وليس المقصود هنا دولة بعينها ، ولكنني أتحدث من منطلق مبدئي / سؤال / احتضنت المملكة مؤخرا القمة الخليجية وقد راجت أنباء عن خلافات داخل المجلس حول بعض القضايا الاقتصادية والمالية.. فما هي آليات معالجة القضايا الخلافية بين دول الاتحاد؟ وكيف ترون مستقبل هذا التجمع الإقليمي؟ / جواب / مجلس التعاون الخليجي الذي تحتضن المملكة مقر أمانته العامة أنشىء لتحقيق أهداف كبرى تخدم دول الخليج وتصب في المصلحة العربية وهو مجلس يسعى قادة دوله الأعضاء إلى بناء كيان مؤسسي يكون نموذجا للعمل العربي المشترك / وفي مسيرة عمل المجلس هنالك أحيانا بعض الاختلافات في وجهات النظر وسط توافق على معظم ما يبحث في القمم التي تجمع قادة دول المجلس وكبار المسؤولين في معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية في دوله الأعضاء. مثل هذه الاختلافات التي تمثل الاستثناء لا القاعدة تحدث في كل التجمعات الإقليمية، مثل الآسيان والاتحاد الأوروبي والميركوسور وغيرها / ولذلك فلا مجال لتضخيم اختلاف محدود قد يطرأ في فترة معينة في وجهات النظر من قبل دولة أو أكثر من دول المجلس تجاه جزئية من اتفاقية اقتصادية أو تنظيمية. المبدأ المتبع في مجلس التعاون هو التدرج والأخذ في الاعتبار أوضاع كل دولة في فترة معينة، وهي أوضاع قد تتغير في فترة لاحقة، وحدث ذلك كثيرا في الماضي ولم يؤثر على مسيرة المجلس، بل زاده ثباتا ورسوخا / سؤال / تربطكم بجلالة الملك عبدالله الثاني علاقات أخوية مميزة انعكست على العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.. وقد ثمن مجلس النواب الأردني هذه العلاقة والمواقف السعودية الداعمة للأردن.. فما هي آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين؟ / جواب / تربطني بأخي جلالة الملك عبدالله الثاني علاقات أخوية قوية قائمة على المحبة والثقة المتبادلة والاتصال والتشاور بيني وبين جلالته قائم ومستمر، هدفه خدمة مصلحة الشعبين السعودي والأردني ومصالح الأمة العربية / أما العلاقات بين الشعبين السعودي والأردني فيطول الحديث عن عمقها ومتانتها، لأنها قائمة على القربى والجوار والدين والمصير المشترك، ولذلك فلا غرابة في أن نجد هذا القرب وهذه الحرارة في الروابط بين قيادتي وشعبي البلدين، وأسأل الله أن يديم علينا جميعا نعمه، وأن يعيننا على تحقيق طموحات شعبينا في العزة والمنعة والحياة الكريمة / انتهى
Publisher
واسVideo Number
55808Video subtype
خبرPersonals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالله الثاني بن الحسين (ملك الأردن)
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود
Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - مجلس الشورى
العالم العربي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات الخارجية
مكافحة الارهاب
وسائل الاعلام