الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جلستان المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها
الخلاصة
عقد المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها، الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - اليوم جلسة عمله الأولى لمناقشة محور المؤتمر الأول بعنوان ( الاجتهاد الجماعي وأهميته في مواجهة مشكلات العصر ) بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. / وقد استعرضت الجلسة التي عقدت بمقر الرابطة بمكة المكرمة وترأسها معالي وزير الأوقاف والإرشاد السابق في جمهورية السودان الدكتور عصام بن أحمد البشير وشارك فيها كل من معالي رئيس محلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، و الشيخ محمد تقي العثماني، و الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي، و الدكتور شعبان محمد إسماعيل، و الدكتور أحمد الريسوني.موضوع الاجتهاد الجماعي وأهميته في مواجهة مشكلات العصر. / و بين المشاركون مفهوم الاجتهاد وأنه يهدف إلى تحصيل حكم شرعي سواء كان ذلك متعلقاً بقضية عامة أو خاصة، ولا يشترط أن يتم ذلك من خلال هيئة أو مجمع . / وقالوا / إن واقع الاجتهاد الجماعي المعاصر من خلال المجامع الفقهية وهيئات الإفتاء يشهد أن هذا الاجتهاد لا يقتصر على الأحكام والمسائل الفقهية وإنما يتجاوز ذلك إلى بعض القضايا والوقائع غير الفقهية كمسائل العقائد وأصول الدين / وأكدوا أن للاجتهاد الجماعي أهمية بالغة وبخاصة في عصرنا الحاضر وذلك في ضبط الفتوى والبعد بها عن الشطط والإضطراب ، مشيرين إلى أن الاجتهاد الجماعي لاسيما في ظل المجامع والهيئات الفقهية القائمة يعد نتاجاً لتفاعل جمع من العلماء المجتهدين والخبراء المختصين وتكاملهم وتشاورهم ، وثمرة لتقليب وجهات النظر المختلفة والآراء المتعددة في القضية محل الاجتهاد، وبهذا فهو أقرب إلى الحق وأدعى للقبول والاطمئنان. / وأوضح الباحثون أن المجامع الفقهية أسهمت بشكل فاعل ومؤثر لا في تحقيق الاجتهاد الجماعي فحسب بل في ترسيخه مفهوماً قائماً بذاته ومصطلحاُ مستقلاً عما سواه وممارسة عملية منظمة، عمادها البحث العميق والاجتهاد الأصيل والدليل المتين، والبعد عن الشبهات والريب، في مشورة علمية ناصحة من أهل علم أخيار أكابر تشدهم آصرة التآخي، وتقوي علاقاتهم الآمال في وحدة الأمة. / وخلص الباحثون إلى أن العلاقة بين الاجتهاد الجماعي والفتوى هي أن الاجتهاد الجماعي وسيلة والفتوى نتيجة، وفرق بين الوسيلة والنتيجة، على أن ذلك لا يمنع وجود أوجه من التشابه بينهما خارجة عن ماهية كل منهما. / وأبانوا أن أهمية الاجتهاد الجماعي في ضبط الفتوى وتنظيمها تظهر من خلال ثلاثة جوانب هي أن الاجتهاد الجماعي أقرب إلى الحق وأدعى للقبول والإطمئنان وأن الاجتهاد الجماعي وسيلة لتنظيم الاجتهاد ومنع غير المختصين من الخوض في غير اختصاصهم لاسيما بعد ظهور التخصص العلمي وأن كثرة النوازل المستجدة في هذا الزمن واتصافها بطابع العموم والتشعب. / وفي ختام الجلسة أجاب الباحثون على أسئلة المشاركين في مناقشة المحور الأول للمؤتمر ، كما علق عدد من العلماء مبدين آراءهم بما تم عرضه من خلال مداخلات أثرت الجلسة بكثير من الآراء. / عقب ذلك ناقش المشاركون في المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها، ومن خلال الجلسة الثانية محور المؤتمر الثاني بعنوان ( التلفيق ) . / وقد ترأس الجلسة الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي ، وشارك فيها الدكتور عبد الله بن محمد السعيدي ، والدكتور غازي بن مرشد العتيبي، والدكتور جبريل بن المهدي ميغا. / وبين الباحثون أن التلفيق ظهر في القرون المتأخرة وهو فرع من فروع التقليد، والمراد به التقليد المركب من مذهبين فأكثر في مسألة عملية واحدة. / وقد فسره بعض الباحثين بمراعاة الخلاف وجعله بعضهم بمعنى تتبع الرخص وخرجه بعضهم على مسألة إحداث قول ثالث . / وبعد عرض آراء الفقهاء من خلال البحوث التي تم استعراضها في الجلسة خلص الباحثون إلى أن التلفيق لا يجوز للمجتهد قصده من غير نظر في الأدلة المعتبرة ، بل يجب عليه أن ينظر فيها ، فما أداه اجتهاده إليه عمل وأفتى به، وإذا توصل إلى رأي فيه تلفيق بين قولين أو أكثر فلا تثريب عليه لأن التلفيق حصل تبعاً لا بالقصد الأول وإذا عجز عن معرفة حكم المسألة إما لعدم وقوفه على الأدلة ، وإما لتعارضها في نظره ، فإنه يلجأ إلى التقليد الذي لا تلفيق فيه. / وبين أصحاب الفضيلة أن العامي يجب عليه سؤال أهل الذكر، ولا يجوز له التلفيق لأنه لا يرجح قولاً على آخر أو يلفق بين قولين إلا تبعاً لهواه وشهوته، ولو قيل بجواز التلفيق له لكان ذلك فتحاً للإباحية من أوسع أبوابها. / ولما كان من أبرز ما اعتمد عليه بعض من أجاز التلفيق أنه سبب للتيسير الذي هو من أعظم المقاصد الشرعية، وذلك من خلال مراعاة ضرورة المستفتي وحاجته ، أو ضعف دينه وحاله ، أوسعى المفتي في تصحيح عبادة المستفتي أو معاملته ، فقد بين الباحثون أن التيسير مقصود شرعي يجب على المفتي أن يراعيه في حدود الضوابط التي دلت عليها الشريعة بأدلتها الجزئية أو الكلية ، وأن المكلف لا يقع في أمر يقتضي التيسير إلا وفي الشريعة الرحبة ما يدل على التوسعة فيه من غير حاجة إلى تلفيق أو غيره ولهذا لم يحتج الفقهاء خلال قرون متطاولة إلى التلفيق مع كثرة النوازل والوقائع التي حدثت في زمانهم. بعد ذلك عرض المشاركون في الجلسة آراءهم بالبحوث التي تم استعراضها من خلال مداخلات أثرت المحور بآرائهم ومن ثم أجاب الباحثون على الأسئلة التي عرضت عليهم في الجلسة التي كان فضيلة الدكتور فهد بن سعد الجهني مقرراً لها.
المصدر-الناشر
واسرقم التسجيلة
75835النوع
خبرالشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ(رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء )
عبدالله بن عبدالمحسن التركي( الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي)
الموضوعات
الاسلام - مؤتمراتالجمعيات الدينية
الفتاوى الشرعية
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - استقبالات
العالم الاسلامي - مؤتمرات
الهيئات
رابطة العالم الإسلاميالمؤلف
وكالة الأنباء السعودية (واس)تاريخ النشر
2009-01-18الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة (السعودية)