يا سلام؟
الخلاصة
تذكر الكاتبة في بداية مقالها أنه إذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش يعتبر أرييل شارون "رجل سلام" فألف سلام على السلام وعلى آلاف الضحايا الذين سيسقطون بفعل هذه القناعة. وليس من دليل أفصح على سلم - أو سلامة - شارون سوى ما يحصل اليوم في فلسطين وما حصل سابقاً في لبنان، وربما يستسيغ هذا العسكري الضخم مناخ هذين البلدين ليمارس رياضته السلمية المفضلة فيهما وهي ليست العدو أو القفز فوق العوائق أو رمي الكرة الحديد، بل كلها معاً بالإضافة إلى الاجتياحات الحربية الكاسحة التي لا تترك وراءها بشراً ولا حجراً.وقد يستوجب الوضع التفكير ملياً في خطاب سياسي عربي موحد ولو بدا الأمر مستحيلاً في الوقت الحالي. لكن من الحنكة السياسية في النهاية وفي أدنى تقدير للخسارة، يمكن استعمال سياسة "الباب المفتوح" في عرض المطالب العربية الممكن تحقيقها لكن مع إرفاقها باحتمالات رد فعل عربي موحد ايضاً اذا لم تتحقق. وتبدو المبادرة العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت كمرحلة متقدمة على طريق الحل لكن يجب تقديمها لواشنطن كمشروع عربي يلتزم به الجميع بدلاً من أن يقر به البعض قسراً لتفادي الخلاف مع المملكة العربية السعودية أو تكتيكياً لتلافي المشكل مع الأميركيين. فإذا كانت هذه المبادرة المدعومة دولياً حتى الآن تبلورت بعد عقود طويلة فلابد اليوم من أن تشكل الإطار الواسع لمخاطبة الغرب الذي لا يفهم منطق موت المدنيين بهدف قتل مدنيين خصوصاً وأنه عاش مرحلة منها لا تزال تؤثر على خلفيات قراره في "تفهم" رد الفعل الإسرائيلي. وإذا ترافق الكلام السياسي الواقعي الصادر في المبادرة مع صور مخيم جنين ورد الفعل الوحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل والمدني هو الآخر والذي يقتله الجيش الإسرائيلي داخل المنزل أو على الطريق الى المدرسة أو موقع العمل، يصل العرب ربما الى الهدف الوحيد الواجب العمل عليه وهو تغيير رأي الدولة العظمى أولاً وبعدها باقي الدول الغربية بأنهم يؤمنون بمنطق الحياة الآمنة لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وليسوا هواة مطالبة بالانتفاضة والموت كهدف في ذاته ليرد عليهم شارون بتقديم الحرب والقتل وكأنها أيضاً هدف له في ذاته.وإذا زار القادة العرب واشنطن في المستقبل القريب، عليهم أن يحملوا ورقة بمطالب محددة، تماماً كما يفعل اليهود والإسرائيليون، لا أن يتحدثوا في العموميات. فهل يأخذ كل مسؤول معه أوراق الضمانات الأميركية التي شكلت أساس مؤتمر مدريد ويسأل الرئيس بوش عن الإنجازات التي تحققت وعن تلك المؤجلة حتى الآن؟
الرابط
يا سلام؟المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
79369النوع
مقالالوصف المادى
الكترونيالشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودجورج دبليو بوش (رئيس أمريكا)
ياسر عرفات (رئيس فلسطين)
أرييل شارون (رئيس إسرائيل)
بنيامين نتنياهو
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ولي عهد السعودية)
النزاع العربي الإسرائيلي
السعودية - العلاقات الخارجية - الشرق الاوسط