الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
خادم الحرمين الشريفين يدلي بحديث شامل لصحيفة فرانكفورتر الجماينة الألمانية
افتح/ انسخ
التاريخ الهجرى
1428/10/27الخلاصة
أدلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بحديث شامل لصحيفة فرانكفورتر الجماينة الألمانية تناول فيه حفظه الله العلاقات السعودية الألمانية والوضع الدولي في عصر العولمة ومؤتمر السلام للشرق الأوسط وجهود المملكة العربية السعودية على المستويات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى القضايا العالمية وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ودور المملكة على مختلف الصعد. / وفيما يلي نص حديث خادم الحرمين الشريفين رعاه الله - / سؤال مع بداية رحلة جلالتكم إلى ألمانيا. كيف ترون جلالتكم ألمانيا ، وماذا تتوقعون من ألمانيا سياسيا واقتصاديا ، هل يشكل تاريخ ألمانيا عبئا على صورتنا في العالم ؟ / جواب ألمانيا دولة ذات تاريخ وحضارة إنسانية عريقين ، ومنارة إشعاع فكري ، يحق لشعبها أن يفتخر بها , ومن غير المنطق أن تُختزل صورة ألمانيا وتاريخها ، أو يؤخذ شعبها بجريرة حقبة زمنية مظلمة عاشتها ، كان الشعب الألماني هو ضحيتها الأولى ، كما وأن العالم برمته عانى من جرائم هذه الفترة. وأعتقد أن ألمانيا استطاعت أن تتجاوز هذه / المرحلة التاريخية لتعود دولة كبيرة بمكانتها السياسية والاقتصادية وتساهم بجهد كبير في دعم الأمن والسلم الدوليين والتنمية البشرية ، وهذا ما لمسناه من خلال عضويتها وترؤسها مؤخرا للاتحاد الأوروبي ، وقد شهدت هذه الفترة تنسيقا وتشاورا مستمراً على صعيد جهود حل الأزمات التي تعيشها منطقتنا من جانب ، ومن جانب آخر على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي والثقافي المشترك بين بلدينا. / سؤال عن مركز الثقل في عالم ينتقل حالياً من غرب أوروبا إلى آسيا ، ومن المتوقع أن يكون القرن الحادي والعشرين هو قرن / الصين / هل يمكن أن يكون أيضاً هو / قرن العرب / ؟ / جواب أعتقد أن عصر العولمة الذي نعيشه الآن استطاع أن يلغي جميع الحدود السياسية والاقتصادية والثقافية بين جميع دول العالم ، وبتنا كأسرة دولية نعيش في عالم يتجاوز في مفاهيمه الحدود الجغرافية ، ويؤثر ويتأثر بعضه البعض مهما تباعدت المسافات وتعددت الثقافات. وهو الأمر الذي أضحى يستوجب منا تعزيز التعاون المشترك لتحقيق التنمية البشرية التي تظل هدفنا جميعا ، والعرب مؤهلون دون شك بما لديهم من مخزون حضاري ، وثقافة عريقة ، وإمكانات بشرية ومادية لأن تكون مشاركتهم وإسهامهم في عالم القرن الواحد والعشرين مشاركة وإسهاما محسوسا وهاما وأساسيا. / سؤال لقد كنتم جلالتكم من كبار المناصرين والمدافعين والمنادين أيضاً بضرورة التوصل إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية ، وقمتم جلالتكم بتقديم مبادرة السلام التي تبنتها الجامعة العربية ؟ المؤتمر الذي يُعقد الشهر المقبل في أنابوليس كمحاولة جديدة في جمع الأطراف المعنية بالقضية ، هل تتوقعون جلالتكم له النجاح ؟ / جواب مبادرة الرئيس الأمريكي بالدعوة لعقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط اقترنت بعنصر هام يتمثل في معالجة القضايا الرئيسية للنزاع المتمثلة في إنهاء الاحتلال ، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة الأطراف ، ومعالجة مشكلة اللاجئين ، والقدس ، وتحسين أوضاع الفلسطينيين وغيرها من القضايا التي تشكل محور النزاع ، وقد حظيت هذه العناصر الإيجابية بترحيب المملكة ، بل والجامعة العربية / لذلك نأمل أن يعالج المؤتمر هذه القضايا المحورية ، وأن يتسم بالشمولية في الحل على كافة المسارات ، ووفق جدول زمني محدد بما يضمن نجاح المؤتمر ، وذلك بعد أن أثبتت التجارب فشل الحلول الجزئية التي تعاملت مع تداعيات النزاع دون جوهره / . وهذا ما يضمن بمشيئة الله نجاح المؤتمر. حيث أن الفشل كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية ينبغي أن لا يكون خيارا. / وأعتقد أنه آن الأوان للانتقال من مرحلة الحديث عن السلام كعملية إلى إقرار السلام كواقع عبر خطوات حقيقة وملموسة / سؤال في نهاية الأسبوع الماضي عُقد في مدينة أسطنبول مؤتمر دولي لمناقشة وسائل مساعدة العراقيين لاستعادة الأمن والاستقرار. هل تلحظون جلالتكم تقدما في هذا الإطار - كما تدعى الحكومة العراقية - وهل ترون جلالتكم أن الجهود التي تمت حتى الآن لإدماج السنة في الحياة السياسية في العراق كافية ؟ / جواب هنالك توافقاً إقليمياً وعربياً ودولياً تاماً على أهداف الحفاظ على أمن العراق واستقراره وإعادة اعماره ، في ظل استقلاله وسيادته ووحدته الإقليمية. والطريق الوحيد الذي يضمن تحقيق هذه الأهداف يتمحور بالدرجة الأولى في الوفاق والمصالحة الوطنية بين جميع أبناء العراق بكافة فئاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية والمذهبية وانتماءاتهم العرقية ، والمساواة فيما بينهم جميعاً بدون استثناء في الحقوق والواجبات ، والمشاركة في الثروات / وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح فئوية ضيقة. / وقد خرجنا بانطباع بأن هذا الهدف لم يتحقق بعد على الصعيد الداخلي ، مما يضع الحكومة والشعب العراقي أمام مسئولية تاريخية في مضاعفة الجهود لتحقيق الوفاق الوطني / . أما على الصعيد الخارجي فإن المطلوب من دول الجوار أن تسعى إلى تعزيز هذه الأهداف بعدم التعامل مع العراق من منظور طائفي ، وأن تنصب جهودها على دعم ومساعدة جميع العراقيين دون تفرقة أو تمييز بين طائفة وأخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدات المالية والإنسانية ، وغيرها من المساعدات الأخرى. / سؤال تقوم تركيا حالياً بالتهديد بغزو شمال العراق لمطاردة ومحاربة المتمردين الأكراد. ما هو رد فعل المملكة العربية السعودية في هذه الحالة ؟ / جواب نحن ندين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو مبرراته ، أو أي تسلل عبر الحدود ، ونأمل أن تكون هنالك جهود مشتركة بين العراق وتركيا لوقف هذه العمليات. / سؤال تقدم وزير الخارجية السعودي - الأمير سعود الفيصل - باسم مجلس التعاون لدول الخليج العربية باقتراح آلية متعددة الأطراف لإمداد إيران باليورانيوم المخصب الذي تحتاجه لمفاعلها النووي ، هل تعتقدون جلالتكم أن كافة الجهود الدبلوماسية ، وكذلك العقوبات الاقتصادية سيكون مصيرها الفشل ، وسينتهي الأمر حتماً إلى حرب بين الغرب وإيران ؟ وهل تشكل / إيران النووية / تهديدأً للمنطقة والعالم ؟ / جواب نحن حريصون على خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، والعالم يخشى أن يؤدي برنامج إيران النووي إلى تطوير الأسلحة النووية. وإيران أعلنت من جانبها أن برنامجها النووي يهدف إلى استخدامه للأغراض السلمية ، إذا / كان هذا هو الحال فإننا لا نرى أي مبرر للغة التصعيد والمواجهة والتحدي التي لا تزيد الأمور إلا تعقيدا. / لذلك نحو ندعو إلى حل هذه الأزمة سلمياً عبر الحوار والتفاوض بين الأطراف بما يكفل حق إيران وأي دولة أخرى الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفقا معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها ، مع تطبيق هذه المعايير على كافة الدول في المنطقة دون استثناء. / ومقترح إقامة مجمع لتخصيب اليورانيوم في بلد محايد هو جزء من جهودنا الدبلوماسية التي تسعى إلى حل هذه الأزمة سلميا ، كما أن هذا المقترح يهدف إلى ضمان إنشاء المجمع وفق أعلى معايير السلامة البشرية والبيئية ، وتحت إشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كما أنه يضمن تزويد الدول بالكميات اللازمة لها باليورانيوم المخصب لاستخداماتها السلمية. / سؤال في ظل فشل لبنان في التوصل إلى حل فيما يتعلق بالرئاسة فيها. هل جلالتكم قلقون من ازدياد حالة التوتر بلبنان ؟ وما الذي يمكن أن تقدمه المملكة العربية السعودية للعمل على استقرار لبنان ؟ / جواب لا شك أن حالة التوتر التي يعيشها لبنان تشكل مصدر قلق بالغ لنا جميعا ، خاصة في ظل تجربة الحرب الأهلية الأليمة التي مر بها ، والمملكة مستمرة في جهودها سواء على المستوى الثنائي أو عبر الجامعة العربية وعلى الصعيد الدولي في سبيل حل الخلافات القائمة وتحقيق التوافق الوطني بين اللبنانيين ، ونأمل أن تسفر الجهود القائمة على حل مشكلة الانتخابات الرئاسية. / سؤال لقد قامت دمشق مؤخراً بإظهار بعض المؤشرات الإيجابية فيما يتعلق بلبنان وفلسطين. هل ترون جلالتكم بالفعل تغييرات في سلوك وسياسات سوريا؟ / جواب نحن نأمل ونتطلع أن يكون الدور السوري دور صانع للسلام وداعم للحل ومساعد في تحقيق الوحدة سواء في لبنان أو في فلسطين. / سؤال لقد لعبت المملكة العربية السعودية مؤخراً دور القائد في العالم العربي ، هل شكل هذا عبئاً على جلالتكم ؟ / جواب المملكة لا تسعى إلى قيادة ، ولكنها بدون شك حريصة على تحمل مسئولياتها ، والتصدي للتحديات التي تواجهها كوطن وكعالم عربي وللأمة الإسلامية وكاقتصاد عالمي. / ونحن لا نرى عبئا في التصدي للقضايا الملحة التي تهدد أمن المنطقة والعالم ، أو في البحث عن الطرق والوسائل التي تمكن إنسان منطقتنا من أن ينعم بحرية واستقرار ويلتفت إلى المساهمة في تنمية شاملة لمجتمعه ، بل نرى في ذلك ما يفسر معنى المسؤولية ويعطيها مسوغها ومنطق وجودها. / سؤال لقد بدأت المملكة العربية السعودية في اتباع خطوات جادة وطموحة للإصلاح في مختلف المجالات. ما هي الخطوات التالية في هذا الإطار ، وما هي نصائح وتوصيات جلالتكم للآخرين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ، خاصة وأن المملكة العربية السعودية قد نجحت بدرجات كبيرة وغير متوقعة في مجال مكافحة الإرهاب. / جواب المشروع الإصلاحي في المملكة بدأ مع نشوء الدولة السعودية الحديثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أطر للدولة المعاصرة ، وسار على هذا النهج أبناؤه الملوك البررة من بعده ، ويستند المشروع الإصلاحي على مبادئ الشريعة الإسلامية وقوانينها ومقاصدها ، وتقاليدنا العربية الموروثة ، وينتهج مبدأ استشفاف الآراء والاتجاهات السائدة في المجتمع ، ويتسم بإحداث تغييرات تدريجية وتراكمية في البنى والهياكل لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني ، وصولاً إلى الشمولية في الطرح ، والتكامل في التنفيذ والبرمجة في التوقيت ، ويحافظ في نفس الوقت على هوية المجتمع السعودي وتراثه العريق. / وقد شهدت المملكة في العقدين الماضيين عدداً من الخطوات الإصلاحية التي ظهرت نتائجها في توسيع المشاركة الوطنية في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإدارية والتعليمية وغيرها التي أتاحتها أنظمة الحكم الأساسية وتعزيز دور مجلس الشورى ، وانتخابات المجالس البلدية ، وبروز العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي تعتبر روافد لاتخاذ القرار من جانب ، ومن جانب آخر تشارك بفعالية في أداء وظائف حيوية لا يمكن للمؤسسات الحكومية القيام بها وحدها. / وسوف تستمر المملكة في نهجها الإصلاحي بما ينسجم مع طبيعة الحياة ومتطلبات العصر وما تستوجبه من تحرك وتغيير وتجديد نحو الأفضل بمشيئة الله تعالى. / أما فيما يتعلق بالإرهاب ، فإنه يظل الخطر الداهم الذي يتهدد أمننا جميعاً كأسرة دولية ، ويهدف إلى زعزعة شعوبنا ودولنا دون فرق بين جنس أو دين أو عرق أو ثقافة ، ونحن في المملكة حققنا خطوات كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة وذلك بفضل وقوف الشعب السعودي صفاً واحداً في مواجهة هذه الظاهرة الشاذة عن مبادئه الإسلامية ، وأخلاقياته ، ولن تقف جهودنا حتى يتم اقتلاع هذه الآفة الخبيثة من جذورها بمشيئة الله تعالى. / وفيما يتعلق بتعزيز الجهود الدولية في التصدي لظاهرة الإرهاب فقد استضافت المملكة مؤتمراً دولياَ لمكافحة الإرهاب شاركت فيه العديد من دول العالم على مستوى الخبراء والمختصين في قطاعاتها الأمنية وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات الهامة والعملية لتطوير التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب ، ونأمل أن يتم العمل على وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ تفعيلاً لهذه الجهود خاصة فيما يتعلق بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يتيح التعامل السريع فيما بيننا في تبادل المعلومات والخبرات والتجارب في هذا الشأن. / انتهى
المصدر-الناشر
واسرقم التسجيلة
59149النوع
تقريرالشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود الفيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الاسلحة النوويةالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - ايران
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - لبنان
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
مكافحة الارهاب
السعودية - العلاقات الخارجية - ألمانيا
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - المناصب والمهام