الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جريمة مزدوجة
الخلاصة
الاعتداء الإرهابي الدامي الأربعاء على صحيفة ""شارلي إيبدو"" الساخرة في باريس والذي أوقع 12 قتيلًا، يدق ناقوس الخطر مجددًا على تنامي موجة الإرهاب، ويؤكد من جديد على تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - التي أطلقها في أغسطس الماضي وقوله إن الإرهاب لن يتوقف على المنطقة وسيمتد إلى أوروبا وأمريكا، ودعوته الجميع إلى محاربته بـ""قوة وسرعة"". ولعل أهم ما اتسمت به جريمة الأربعاء أنها جريمة مزدوجة استهدفت أرواح أناس أبرياء وأيضًا حرية الرأي، كونها استهدفت مؤسسة صحفية في دولة تفخر بأنها عاصمة النور والتنوير والحرية، وهي جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال، طالما أنه يوجد دائمًا حق مشروع لكل معترض على المواد التي نشرتها أو تنشرها تلك المطبوعة أو غيرها من المطبوعات في فرنسا أو غيرها من الدول من خلال الحوار الحضاري وحرية إبداء الرأي ، والرأي الآخر، إلى جانب الحق في المقاضاة أمام المحاكم المختصة. لاشك أن هذا النوع من العمليات الإرهابية القذرة الذي يتم بدوافع التطرف يحمل في طياته مخاطر كبيرة لأنه يعزز مشاعر الإسلاموفوبيا، ويدفع إلى تنامي نزعات الانتقام ونزعات التطرف الدينية والقومية لدى (الآخر)، ويعمل في عكس الاتجاه والتوجه العقلاني الذي تدعو إليه قوى الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، والتي تأتي المملكة على رأسها، الداعية إلى حوار الأديان والثقافات باعتبارها الوسيلة المثلى لتعزيز العلاقات بين الدول والشعوب. تتطلب جرائم الإرهاب التي تتم بدوافع دينية من قبل تنظيمات إرهابية متطرفة، مثل جريمة باريس أمس الأول، ومن قبلها جرائم الاعتداء على المساجد والكنائس والكنس في العديد من الدول، بما في ذلك دول أوروبية كالسويد، ضرورة إصدار كافة دول العالم قوانين تؤكد على احترام كافة الأديان السماوية وعدم الإساءة إلى الرموز الدينية، وذلك لعدم إعطاء جماعات التطرف الإرهابية المبررات لارتكاب تلك الجرائم التي أصبحت تهدد أمن واستقرار الشعوب. ليس من الصعب التكهن بمسؤولية تنظيم داعش الإرهابي عن تلك الجريمة الجديدة، لجهة ما يضمه هذا التنظيم الإرهابي بين صفوفه من مئات الأوروبيين، بما يبدو أنه بدأ في الشروع في تنفيذ تهديداته السابقة باستهداف أوروبا، وهو ما يستدعي تكثيف هجمات التحالف الدولي ضد هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تسعى جميعها إلى هدف واحد هو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم دون أي استثناء.
الرابط
جريمة مزدوجةالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
845968النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
1888تاريخ النشر
20150109الدول - الاماكن
السعوديةالسويد
العالم الاسلامي
الولايات المتحدة
اوروبا
فرنسا
الرياض - السعودية
باريس - فرنسا
ستوكهولم - السويد
واشنطن - الولايات المتحدة