الخليج ومشكلات العزف المنفرد!
التاريخ
2014-09-22التاريخ الهجرى
14351127المؤلف
الخلاصة
الخليجيون أدرى بشعابهم وقادرون على إدارة تبايناتهم ولا تلزمهم معونة خارجية للقيام بمسؤولياتهم الذاتية تجاه قضايا شعوبهم وتحديات دولهم. وسواء حققت تجربة العمل الجماعي الخليجي أهدافها كاملة كما نتمنى، أم شابتها أوجه قصور واعترضتها عوامل تعثر، فسنظل نعدها إنجازا حيويا على طريق مقاومة المشاريع الاستعمارية المشبوهة، ويظل الحكم التاريخي في حقها مناط تقويم موضوعي يرصد أطوار تبلوها على جبهات متعددة اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، كما على صعيد الموقف السياسي من الأوضاع المضطربة في بلادنا العربية، وما يعتورها من تحديات وجودية تعمل على استدامة التخلف، وتبذل وسعها على توسيع الفجوة بين عالم متقدم يمتلك أسباب التفوق، وعوالم استهلاكية تشتغل على جدليات السياسة، وتتبارى على إحياء القيم الضحلة ما قبل الدولة، وهي بذا تفترض لنفسها دورا حضاريا ""سفسطائيا"" يتأسس دون سياقات عصرية. ومنذ الإعلان رسميا عن قيام مجلس التعاون الخليجي، جرت سيول جارفة تحت قشرة التاريخ، وانثالت أزمات كبرى على سديم الواقع لتتجه الأنظار نحو مؤسسات العمل الجماعي العربي العتيدة، وفي مقدمها جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والتجمعات الأفريقية المماثلة، وبحكم تجربتها المتواضعة في تحقيق أهدافها المعلنة، هربت مجتمعاتنا من اليأس إلى التماس الأعذار، وقائمتها تطول غرار إلقاء اللائمة على النزعة الاستعلائية المتضخمة لبعض القادة، وقصور النصوص المرجعية، وغياب الإصلاحات الهيكلية، لكن هذه الأعذار مجتمعة أو فرادى لم تكن ملحوظة في تجربة مجلس التعاون، إذ لولا التموضع الجغرافي وهواجس الالحاق المحتمية بالسيادة لولا هذا ما وجد عائق جوهري يصد متخذي القرار عن الانتقال من مرحلة العمل المشترك إلى الاندماج المباشر في كنف الدولة العصرية، التي لا تهدر مكانة عزيز قوم، ولا تضيّع حقوق مستضعف، وما من شاهد نستحضره أكثر رقيا من الإمارات العربية ومثالها الحضاري الذي عكس قوة الوحدة في التعدد وديناميكية التعدد في الوحدة.. أعود من حيث بدأت.. الخليجيون ادرى بشعابهم.. لكن متى ألقت تلك الدراية سحبا غامقة على شعوب عربية ترى في الخليج عمقها الحيوي الاستراتيجي، وتنظر لأشقائها قادة دول مجلس التعاون بوصفهم عضدها في الشدة وسندها المدخر عند الحاجة للمؤازرة بموقف موحد إزاء مخاطر جدية تهددها، فإذا تراجع العشم، فإن على الشعاب الواقعة تحت تأثير....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
865158النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5106المؤلف
احمد الشرعبيتاريخ النشر
20140922الدول - الاماكن
الاماراتالسعودية
اليمن
مصر
أبو ظبي - الامارات
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
صنعاء - اليمن