الحوار الوطني والركب الجديد
التاريخ
2014-08-05التاريخ الهجرى
14351009المؤلف
الخلاصة
الحوار الوطني والركب الجديد محمد بن عبدالله المشوح قبل أكثر من أحد عشر عاما انطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمبادرة رائدة كريمة صادقة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . كانت المناكفات آنذاك على أشدها والخصومة بين أطياف الوطن وتياراته في أوجها . اتهامات وتراشقات لفظية شنيعة كادت تعصف باللحمة الوطنية وهذا البيت الكبير الذي يحتضن الجميع ويسعهم وهو «الوطن» . كان الشريط والخطبة والمقالة الصحفية هي الوقود لذلك واستطاع الحوار الوطني وصلاح النية والمقصد الذي أنشئ من أجله أن يسحب ويزيل تدريجيا تلك الاحتقانات والاصطفافات المؤسفة. وبقيادة ربان المركز الراحل الحي الشيخ صالح الحصين رحمه الله، وأمينه العام كبير القلب والخلق معالي الأستاذ فيصل المعمر، ورئاسة المركز المتبقية استطاعت أن تعبر بالمركز والمتحاورين إلى شاطئ الأمان دون أن يتكلف أو يخسر الوطن شيئا.والتفت « المتحاورون» إلى بعضهم وإذا بهم يدركون وكأنهم للوهلة الأولى أبناء «وطن واحد» يجمعهم ولا يفرقهم . كل ذلك وجميعه تحقق بحمد الله . لكن كيف هو المركز اليوم ؟ وما دوره وحراكه وأهميته ومسؤوليته في الموجة الجديدة والهجمة المؤسفة من الخصومة المتزايدة اليوم ؟ أشرت سابقا إلى أدوات تلك المناكفات والاصطفافات آنذاك . أما اليوم فتتربع وسائل التواصل الاجتماعي على هرم تلك الأدوات التي تذكي وتشعل وقود الخلافات والاختلافات وتوارث وسائل سابقة وأسباب الخصومة ماضية . فاشتعل وقودها واستشرت نارها واكتوى الوطن والمواطن بشرارتها التي تكاد تنهشنا جميعا .قد يكون التشكيل الجديد للمركز هو استشعار للمرحلة الجديدة التي عليه أن ينهض بها تجاه المسؤوليات المناطة والحساسية المنتظرة منه في ظل هذا الغليان الذي يشعر به الجميع نحو بعضهم . آن الأوان أن يحافظ المركز على نجاحه السابق لا بالاكتفاء به والانكفاء عليه، بل بالبحث عن أطر جديدة ومساحات أوسع لاستيعاب الجميع.ونقلهم من تلك الحالة الهستيرية التي يعيشها البعض إلى حالة من الأمان الوطني وأن يسقيهم المركز من كأسه الباردة التي تطفي لهيب العطش الوطني والإخاء الإسلامي . المركز يتكئ على عمودين مهمين عظيمين لا مساومة عليهما ولا خلاف عليهما هما الدين والوطن . تجمعهما قيادة راشدة يحبها الجميع ويقدمون لها الولاء المطلق والصادق . ومن هنا فإن المركز بمجلسه الجديد عليه أن يفتح آفاقا جديدة من العطاء، وأن يعلي عمود خيمته الوطنية لتستوعب الجميع كما استوعبتهم سابقا، وأن يبادلوا ابتساماتهم ومودتهم كما كانوا قبل عشر سنوات. الظروف تختلف والتحديات تنوعت وغير هذا كثير يحتم التفكير بجدية نحو مهمة المركز الجديدة التي لا تقل عن مهمته السابقة الصعبة التي نجح فيها قبل عشر سنوات. ومن أهم التحديات الأخرى إيجاد مصادر جديدة تعيد الثقة للمركز وتبعث بهدوء راق المهمة الصحيحة له التي قد لا يفهمها البعض .كما أن إقامة علاقة تفاعلية وشراكات فاعلة وجادة مع الجهات الحكومية سوف تحقق تطبيقات عاجلة لتوصياته التي تحتاج غالبا إلى تفاعل الجهة الحكومية وقناعتها . كما أن من أهم التحديات التي يتعين على مجلس إدارة المركز الجديد الأخذ بها والعمل عليها بجدية هم فئة الشباب من الجنسين وإعطائهما الأولوية في المشاركة والمناقشة والرأي فهم اليوم يشكلون أغلبية كبرى في شريحة المجتمع السعودي، وهم كذلك من يتربع على وسائل التواصل الاجتماعي . كما لا أنسى أن يكون للمركز تواصل مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى كي يقدم تجربته المتميزة في الحوار بعد ما أصبح المركز يشكل مؤسسة علمية وعملية بارزة تكرس الحوار وتدعو إليه وتمارسه وتدرب عليه. رابط مختصر : مقالات أخرى لـ محمد بن عبدالله المشوح هل عيدنا جديد 29/07/2014 حل علينا العيد السعيد بعد أن من الله على الجميع بالصيام والقيام ... لاءات الهيئة 22/07/2014 هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات مسؤولية دينية ووطنية ...
الرابط
الحوار الوطني والركب الجديدالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
865722النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17510المؤلف
محمد بن عبدالله المشوحتاريخ النشر
20140805الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية