الوطنية دون غلو الديمقراطية
التاريخ
2014-11-24التاريخ الهجرى
14360202المؤلف
الخلاصة
يتشدق الكثير بالعلمانية (فصل الدين عن الدولة)، والراديكالية (العودة للجذور ويقصد بها التطرف للتغيير الجذري للواقع السياسي)، والليبرالية (الحرية المطلقة في الاعتقاد والفعل)، وجميعها اختصرت في أكذوبة الديمقراطية اللفظ الجميل، وغير الموجود في أى مكان أو زمان، ويصعب بل من المستحيل أن يكون واقعا يسعد الإنسان؛ لأن المقصود به إلهاء الشعوب بالحرية مهما كانت وتعاطي المسكرات والمخدرات والانغماس في الجرائم الأخرى التي تصل حد الإبادة، والتدخل في شؤون البلدان المعتدلة بحجة الديمقراطية، وإن كان باستعمال الجهالة وضعف النفس في البعض ككبش فداء، سواء باسم الدين أو غيره. لو أخذنا المعنى العام، فإن دولة يحكمها الشعب وأسرارها كتاب مفتوح للعالم، وثرواتها وعتادها وإمكانياتها، وليست لها الخيرة والخبرة في التعاطي مع العالم الخارجي بل الداخلي أيضا، فكيف تستطيع أن تختار ما يناسبها ويناسب شعبها وعرفه ودينه، وأدق مثال ما يتشدق به العالم من حرية الفرد، وأدق مثال لعدم وجود الديمقراطية في العالم، وحق الفيتو الذي تتمتع به قلة دون الأكثرية، وغالبا ما يستعمل ضد الشعوب والدول الصغيرة والفقيرة، التي لا حول لها ولا قوة، فأين العدالة الاجتماعية من هذا؟! الرسالة المنشودة التي بصدد أن يعيها مجتمعنا المحافظ المتدين المؤمن بالواحد الأحد، الذي أنار لنا الطريق، ومنه عرفنا الحق والباطل؛ أن الديمقراطية تعني إفساد الشعوب، وليس لها علاقة بالسياسة، والتي هي أيضا معترك مصالح فردية أو جماعية. نحن تحديدا ننعم بولي أمر -حفظه الله- خادم الحرمين الملك عبدالله، ونأمل أن نكون جميعا بطانة صالحة له، وقد ذكرت في مقالة سابقة حب الله والوطن وإتباع ولي الأمر ما أطاع الله، وليس من حق أى إنسان ناهيك عن مسلم أن يكفر الآخر أو يرفضه أو يحاربه ويروعه؛ بحجة لا أساس لها في الدين او الحياة بمجملها. نحن جميعا كبيرنا وصغيرنا من هذه الأرض، وجذورنا في أعماقها، فقد ارتوت من جهد الآباء والأجداد، فليس من العدل نحن الأبناء نقتلع الجذور بحماقات فكرية جوفاء. ندعو القائمين على المناهج التعليمية، وعلى رأسهم سمو الأمير خالد الفيصل، لإحداث ما يعرف أبناءنا وبناتنا عن حب الله والوطن، وما تعنى الوطنية دون غلو، والتعامل على مستوى الأسرة والجوار وحتى على مستوى القبائل وكيفية التآخي وعدم رفض الآخر، ونحن لا زلنا بخير إن رجعنا إلى جادة الصواب، ولفظنا الغلو والعلو في كل شيء، وقد سمعت يوما الشيخ الشعراوي -رحمه الله- (وقد قدمت عبارة نحن لا زلنا بخير لأن حكومتنا لا تقصر في أي شيء يرضي الله ورسوله والمسلمين في أنحاء العالم) فقد قال الشيخ: انظر إلى الحاكم، فإن كان ظالما فإن الشعب ظالم، وإن كان عادلا فإن الشعب عادل، وربما قرنه كنوع من العقاب. وعلينا بالتالي أن نحمد الله ونشكره، وندعو لولاة أمرنا بالسداد، وأن نعينهم ونساعد في بناء الوطن بكل ما أوتينا من صدق وحب، ولا ننتظر أن تقوم الدولة بفعل المستحيل؛ لتطعم كل نائم على فراشه وهو قادر أن يبني ويساهم بماله ووقته وعلمه، ولو أدى كل فرد واجبه بإخلاص لعرف العالم أننا خير أمة أخرجت للناس .. وبس.
الرابط
الوطنية دون غلو الديمقراطيةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
866131النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15137الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد متولي الشعراوي
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالمجتمع السعودي
المؤلف
نورة بنت سعد الاحمريتاريخ النشر
20141124الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية