أدباء ومثقفو المحافظات والأقاليم في المملكة : الثقافة ليست حكراً على المدن الكبيرة.. والمبدعون فيها يعترف بهم العالم
التاريخ
2014-11-08التاريخ الهجرى
14360115المؤلف
الخلاصة
إن كنت تقطن في مدينة داخلية أو محافظة صغيرة فهذا يعني أنك ستكون قريباً من الكتاب والكتابة يمضي يومك مع القراءة وليلك تدبج به المقالات وتدوزن القصائد، وهو أمر يكاد يكون من أصعب الأمور في المدن الكبرى بضجيجها وصخبها ورعونتها، إلا أن الأصوات الثقافية والأقلام الإبداعية في مدن ومحافظات الأطراف لا يحظون بما يعيشه الأديب والمثقف في أمهات المدن فهم يعانون من قلة الاهتمام وضآلة المتابعة من قبل المؤسسات الثقافية الكبرى فلا نادي أدبياً يجمعهم ولا مركز ثقافياً يدعمهم ولا مكتبة كبرى يتفيؤون ظلال معارفها ولا دور نشر تدفع بإبداعهم للملتقى، فكلما أرادوا أن يحققوا شيئاً مما يتعلق بأدبهم ضربوا أكباد المركبات وشدوا رحالهم إلى أقرب مدينة تنعم بهذه الخدمات فمضت عليهم الساعات الطوال وهم ينهبون الأرض بسياراتهم حتى يستمعوا إلى محاضرة أو يقتنوا كتاباً أو يحيوا أمسية، ناهيك عن بعدهم عن أضواء الصحافة، فلا يكاد يعرف اسم أحد منهم في قائمة المبدعين إلا بعد سنوات طويلة يكون قد تردد فيها على المدن الكبرى ليحتك ويتعرف على وسطها الثقافي من ناد أو جمعية أو صحيفة. الرفاعي: لا أجمل أن يصل أدبك بنكهته القروية دون أن تؤطره عراكات المدن الكبرى ثقافة ""الرياض"" استطلعت آراء نفر ممن شكلت أسماؤهم حضوراً بارزاً في حراكنا الثقافي وهم ينتمون إلى مدن داخلية ومحافظات صغيرة مثل: ينبع البحر والدوادمي ورجال ألمع والقطيف والقنفذة والليث فكانت هذه الآراء التي تنم عن وعي ومعرفة. في مطلع هذا المحور تحدث الناقد الشاب الدكتور عبدالله بانقيب الأستاذ بالكلية الجامعية بالقنفذة متمنياً من أصحاب القرار بوزارة الثقافة دعم المحافظات الصغيرة بمركز ثقافي أو نادٍ أدبي وقال أيضاً: الثقافة حق مشاع للجميع، لا يُحتَكر هذا الحق بمكان أو زمان ما، ولذا فإنّ من الواجب على مسؤولي الثقافة في أي مكان الحرص على تقديم الرعاية التي تتطلبها الثقافة بشكل متساوٍ عادل يتيح لجميع أبناء البلاد ممارسة دورهم الثقافي أنّى اشتط بهم المكان. الرويس: اضطر فنانو الدوادمي التجمع في بيت شعبي يمارسون فيه إبداعهم ولا شكّ أنّ المدن الكبرى في بلادنا نالت من حظوظ الاهتمام أكثر مما نالته المدن الصغرى، ولا أقصد بهذا أنّ المدن الكبرى أخذت حظها كاملا، بل لا زالت هي وأنديتها تعاني من شح الموارد والدعم، ولكن عند مقارنة ما نالته بما حظيت به الثقافة في المدن والمحافظات الصغرى نلقى الفرق شاسعاً، فنجد غيابا للمؤسسات الثقافية في تلك المدن والمحافظات، بل إنّ كثيرًا منها لا يوجد بها جهة ثقافية ترعى أدباء تلك المحافظات، وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي اللازم، على الرغم مما تزخر به هذه المحافظات من أدباء لا يقلّون من حيث المستوى الفني عن أدباء المحافظات الكبرى، ولكن قصور الاهتمام الثقافي والإعلامي غيّب هؤلاء الأدباء فلم يأخذوا حقهم من الذيوع وتسليط الضوء. قاسم الرويس عبدالله بانقيب ربما أنّ بعض المحافظات وُجدت بها لجان ثقافية تابعة لبعض الأندية، صحيح أنّ هذه اللجان تحاول بمساندة النادي الذي تتبعه تقديم جزء من الدور المطلوب، ولكن الحقيقة أنّ المؤمّل أكبر، وأنّ هذه اللجان على ما قدمته من جهود مشكورة تبقى دون الطموح الذي ينشده أدباء هذه المحافظات وناشئتها من المبدعين الصاعدين. وأخيراً أتمنى من أصحاب القرار بوزارة الثقافة الالتفات إلى هذه المدن والمحافظات وتقديم ما تحتاج إليه من نادٍ أو مركزٍ ثقافي يكون ظلا يفيء إليه أدباؤها، ونفْعُ ذلك لن يعود على هذه المدن والمحافظات فحسب، بل سيشمل الوطن جميعا، إذ ستتسع رقعة الوعي والثقافة، وسيعرف المشهد الثقافي عددا أكبر من الأدباء وأصحاب الاهتمام الثقافي. مضواح: الإعلام الجديد ساهم بشكل كبير في تجاوز هذه الصعوبات إلا أن الناقد والشاعر الأستاذ محمد الخباز أن الثقافة تتبع المال أنَّ اتجه لا إرادياً، إلى جانب أن التفاوت بين المدن والمحافظات الصغيرة هو أمر طبيعي في كل دولة، وذكر أيضاً: ببساطة، فإن ما أراه من أمر التفاوت بين المدينة المركز وبين المدن الهوامش هو أمر طبيعي جداً، ليس على المستوى الثقافي فقط بل على باقي المستويات الاقتصادي منها والهندسي والخدماتي، فالمدن المراكز تجذب إليها رؤوس الأموال الكبيرة للاستثمار، فينعكس ذلك على هندسة المدينة ونموها وتطورها العمراني، ويلحق بذلك تطور الجانب الخدماتي من مستشفيات ومدارس ومدن ترفيهية ومراكز تسوق وغير ذلك، ولا أعتقد أن هناك دولة من الدول تتساوى فيها جميع مدنها من الناحية العمرانية ومن الناحية الخدمية. الجانب الثقافي ليس شاذاً عن هذه النظرية، فمكان توفر رؤوس الأموال هو مكان توفر الجامعات والمكتبات الضخمة والمراكز الثقافية، وهذا ما يؤدي إلى جذب المهتمين بالثقافة إليها، للعيش الدائم أو للزيارات الثقافية المتقطعة كزيارة
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
868468النوع
تحقيقرقم الاصدار - العدد
16938الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهيم مضواح الالمعي
حسين سرحان
حمد الجاسر
سعد الرفاعي
عبد العزيز بن محيي الدين خوجة
عبدالله بانقيب
قاسم الرويس
محمد الخباز
المؤلف
محمد باوزيرتاريخ النشر
20141108الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية