الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك.. وإعادة لمّ شمل الأمة في مواجهة المخاطر
الخلاصة
إذا كان ثمة متسع في الماضي لمواجهة بعض الأفكار المتطرفة بالنصح وزيادة جرعات التوعية، على أمل أن يثوب أصحابها إلى رشدهم، فإن طبيعة المرحلة الراهنة واستحقاقاتها، وما آلت إليه الأوضاع في معظم أجزاء الوطن العربي من انفلات أمني، وارتفاع معدل المواجهات على مختلف مستوياتها بما ينذر بإتلاف النسيج الاجتماعي والوطني العربي، وتهديد السلم الأهلي، مما يستدعي موقفا حازما وشجاعا لمجابهة تلك المخاطر، لأن الظرف لا يحتمل الغفلة ولا التراخي، خاصة في ظل ظهور تلك القوى المتطرفة التي اختطفت الدين، وحاولت تسخيره لخدمة مصالحها وغاياتها، وهي مرحلة بالغة الخطورة، كان ينبغي من كل صاحب مسؤولية أيا كان موقعه أن يقوم بدوره كاملا لتجلية الحقائق لعامة الناس، وتجنيبهم مخاطر الانخداع بتلك المظاهر التي تتربص بهم الدوائر عن طريق إدخالهم في لج تلك الصراعات التي استهدفت الآمنين، وقوضت أسس الأمن في غير مكان. ابتداء من علماء الأمة وقادة الرأي فيها، وانتهاء بالإعلام الوطني الصادق الذي ينبغي أن ينصرف لبيان تجاوزات تلك الفرق الضالة، وما تفعله باسم الاسلام، في أضخم عملية تشويه لصورته العادلة والمتسامحة. من هنا يأتي دور القيادات التاريخية التي تدرك مخاطر الانكفاء أو التخاذل، لترفع الصوت عاليا أمام العالم أجمع بضرورة التوحد في مواجهة تلك المخاطر والفتن الكبرى، وهو ما قامت به قيادتنا الرشيدة وفي طليعتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، الذي سمى الأشياء بأسمائها، وطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم، للحيلولة دون انتشار هذا الفكر الظلامي الذي يقتات على سفك دم الأبرياء، وتحطيم أطر الدول ونسيجها الاجتماعي، وتحويلها إلى ولايات للم شتات كل الخارجين عن اجماع الأمة. ليس هذا فحسب وإنما الالتقاء مع كل الغيورين على الدين الصحيح، والمنافحين عن وسطيته التي جاء بها رسول السلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وجمع الصف من أجل حماية العقيدة الصافية ممن يحاول زورا وبهتانا أن يقدمها للعالم على أنها عقيدة تقوم على القتل وسفك الدماء البريئة، ثم حماية الأوطان والمجتمعات من الانزلاق في ذلك الشرك المقيت، الذي لن يفضي إلا إلى انكشاف الأمن، وترويع الآمنين، وتهجير الأسر إلى الملاجئ، ومخيمات التشريد، ولعل اللقاءات المتواصلة التي يعقدها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله من حين لآخر مع بعض المسؤولين في دول الخليج، ثم الزيارة التاريخية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي تنصب في قراءة واقع الحال في النظام العربي وما آل إليه في بعض الأقطار من المآسي والخراب، واشغال المجتمعات بالبحث عن الملاذ الآمن ولقمة العيش، كل هذا يأتي من منطلق وعي قيادة هذا الوطن الذي ظل يحمل راية الاعتدال، ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، بعيدا عن المذهبيات أو الطائفيات، بحجم الأخطار التي باتت تحيط بالوطن العربي، وتهدد وجوده، مما يجعله بالنتيجة لقمة سائغة لأعدائه، متى ما تمكن أعداء الاستقرار، وأصحاب الأجندات المتطرفة- لا قدر الله- من تنفيذ مخططاتهم، وهذا ما دفع الملك القائد لأخذ زمام المبادرة في لملمة الشمل العربي، والسعي بقوة لإيقاظ نخبه وقياداته لتحمل مسؤولياتهم أمام هذه المرحلة العصيبة التي أفرزها الصمت الدولي والحسابات الخاطئة.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
870437النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15034تاريخ النشر
20140813الدول - الاماكن
السعوديةمصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر