الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الوقفة الإنسانية لخادم الحرمين مع المرضى في إفريقيا
التاريخ
2014-12-17التاريخ الهجرى
14360225المؤلف
الخلاصة
لقد تعددت الوقفات الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – التي يقدمها لكل محتاج ومريض وفقير، ومنها التبرع السخي بمبلغ 35 مليون دولار الذي وجه به لمكافحة (إيبولا) في دول غرب إفريقيا، الذين يعانون ويقاسون ويكابدون شدة هذا الألم، ولا يستطيعون علاجه، وعندما حل بهم المرض ترى من أصيب به ضربهم الهزل، وشحبت ألوانهم، وضمرت أبدانهم، حتى ضعضعهم المرض وأنهكهم الوجع، ومن يشاهدهم يتألم لحالهم. فسخر الله لهم خادم الحرمين الشريفين بقلب الرحمة والعطف والإحسان لتخفيف الداء عنهم ورفع ساحة البلاء الذي نزل بهم بهذا التبرع السخي لإنقاذ حياة المصابين وتأمين سلامة المهددين من العدوى، وسيقوم على تنفيذ هذا التبرع البنك الإسلامي للتنمية، بتأمين الوسائل والأجهزة الطبية اللازمة واتخاذ الأسباب والاحتياطات التي تحد من انتشار هذا المرض الفتاك فلعل الله أن يكشف ما عراهم من الأمراض والأوجاع ويميط عنهم كل سقم ومرض وداء ويصرف عنهم كل أذى من هذا الوباء، ولا ريب أن هذه المساعدة المالية سيكون لها أكبر الأثر في نفوس المصابين والحد من انتشار عدوى هذا المرض. العطف على المريض والمبتلى والوقوف معه في حالة الشدة لتفريج همه وتنفيس كربه ومساعدته في علاجه من أعظم أبواب الخير التي حث عليها الشارع الحكيم فقد أخرج مسلم في الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل). ولأن هؤلاء المرضى لا يستطيعون علاج أنفسهم ولا حماية مجتمعهم من انتشار هذا المرض المعدي فكانت وقفة خادم الحرمين الشريفين وقفة الإنسان المستشعر حقوق إخوانه المسلمين الذين نزلت بهم هذه الكربة وحل بهم هذا المرض، وإذا أحب الله عبداً سخره لفعل الخير ونفع الناس، وقد جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي له ديناً أو تطرد عنه جوعاً)، أخرجه الطبراني في الكبير. وقضاء حوائج الناس من علاج المرض ونحوه، هو طاعة كبرى يثاب عليه فاعله الأجر العظيم، ومرضَى (إيبولا) في هذه الحال يعدون من حالات الفقراء والمساكين الذين لا يستطيعون حيلة ولا قدرة على العلاج، ووقفة خادم الحرمين مع هؤلاء المرضى وتحصين غيرهم ممن هو معهم من فعل الأسباب المشروعة التي فيها زيادة الأجر والثواب؛ لأنه من الإحسان، وقد قال الله تعالى: (سنزيد المحسنين)، أي بما يقدمونه من أعمال الخير جزاء عاجلاً أو آجلاً. وصاحب الإحسان إلى الخلق رحمة الله قريبة منه (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، وكلما كان العبد أكثر إحساناً كان أقرب إلى رحمة ربه وكان ربه قريباً منه برحمته. وعمل الإحسان الذي قدمه خادم الحرمين لهؤلاء المرضى والمحتاجين استشعار منه بإيصال الخير إليهم ورفع معاناتهم من هذا المرض الذي نزل بساحتهم؛ لأن المريض يشعر في نفسه بحال ضعف وهَمٍّ إذا لم يكن لديه القدرة على علاج نفسه. والوقوف مع المريض في معاناته وتخفيف مصابه والإسهام في سد حاجته من الأخلاق والآداب التي حث عليها الإسلام ورغب فيها وجعل القيام بها من العمل المحفوظ أجره عند الله (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، و(ولا نضيع أجر المحسنين) فالإحسان إلى الآخرين لا يضيع عند الله بل يحفظه لمن فعله ويوفيه من الأجر بحسب عمله وإحسانه. فالإحسان إلى الخلق مرتبة عالية وفّق الله خادم الحرمين إليها، يوم أن علم أن بعض ضعفاء المسلمين يمرون بهذه الظروف القاسية وقف معهم في محنتهم، وسعى في تأمين وسائل علاجهم ووقايتهم من انتشار هذا المرض وإدخال السرور عليهم، كم هي الفرحة والبسمة التي ستدخل في قلب كل مريض حينما يعلم أن الله سخّر له عبداً من عباده ليقف معه في محنته وعلاجه، لاشك أن وقعها عظيم على النفس وأثرها كبير على الإنسان. وقد تعودنا من قيادتنا هذه المواقف الإنسانية خصوصاً في مواطن الضيق والشدة. أسأل الله أن يجعل ذلك زيادة في الأجر والثواب لخادم الحرمين، وبركة في حياته ووقته، وسعادة وفوزاً له عند ربه. الاسم الايميللن ينشر الموقع Comment
المصدر-الناشر
صحيفة الشرقرقم التسجيلة
872824النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
1109الهيئات
البنك الاسلامي للتنميةالمؤلف
عبدالله عبدالرحمن الشتريتاريخ النشر
20141217الدول - الاماكن
السعوديةدول غرب افريقيا
الرياض - السعودية