الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المُنعطف الأخير.. وأزمة الخروج..!
التاريخ
2014-09-16التاريخ الهجرى
14351121المؤلف
الخلاصة
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ـ الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ قائد مسيرة هذه الأُمة، فنحنُ في مأزق ومآسٍ لا يعلم بها إلا الله، فوجود هذا الرجل يُعطي للأمتين العربية والأسلامية الأمن والأمان، والاطمئنان، فقراراته الحكيمة، ومُتابعاته المستمرة للأحداث العالمية ومُجريات الأمور، وتوجيهاته للمسؤولين في الداخل ونصائحه وكلماته لقادة العالم في كُل محفل وتحذيراته ـ حفظه الله ـ من الإرهاب وانتشار هذا السرطان وتفشيه في هذه المعمورة وأنه سيطول القاصي والداني إن لم نبادر باجتثاث هذه الآفة الخبيثة من جذورها..! هذه التحذيرات، وهذه الكلمات التي يُفترض أن يضعها الجميع صوب أعينهم في معالجتهم لعديد من القضايا، سواء ما يتعلق بالأحداث العربية الدائرة رحاها في شرقنا الأوسط والقتل والدمار في سوريا والعراق بالتحديد، أو ما يتعلق بالأزمات العالمية التي هي امتداد لهذه المنعطفات الخطيرة التي تنعكس على كافة الشعوب في العالم، ولو عُدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار أتباع الأديان كان الركيزة الأساسية والنقطة المهمة في البدء بمُعالجة ومُحاصرة الإرهاب.. إذاً الدين يعتبر نقطة الالتقاء والاختلاف والبذرة الأولى في الصراع بين الشعوب، ولكي يسود السلام على هذه الأرض لابُد من التعايش السلمي واحترام الآخر وتقبل الرأي واحترام الديانات، ومن هُنا تنطلق المبادرات الداعية إلى حل الخلافات ـ إن وجدت ـ سواء اقتصادية أو سياسية على طاولة الحوار، ويسودها النقاش الهادئ المُتوخى من العقلانية في الطرح وننطلق بعدها إلى إعمار هذه الأرض بدلاً من الحروب وسفك الدماء للنيل من الآخر وأخذ الحق بالقوة. ومن هُنا تراكمت الأزمات، وأصبحنا في دوامة كيفية الخروج، ومع الأسف الغالبية يطرح حلولاً لا تتماشى مع مُتطلبات المرحلة ومع المُطالبين بالأمن والاستقرار بل يوجدون حلولا تزيد من اشتعال الأزمات وكأنك يا (بوزيد ما غزيت)، بل سكبوا «الجازولين» على النار وزودوا المناهضين للدعوات السلمية الحاقدين على الأُمم والشعوب الراغبين برؤية الدماء والعاشقين لخراب البيوت وتشريد الأطفال بالبواريد القاتلة والمتفجرات الحارقة لتزداد المنطقة احتراقا وتزداد الشعوب حروبا ويكون هاجس الفرد في هذه البقعة من الأرض البحث عن مأوى له ولأسرته وأماكن للقمة العيش لأطفاله، أصبح هاجس الفرد كيفية الهروب من شظايا الجماجم المُتناثرة في ساحات القتال التي تفجرها جماعات «داعش» ومن على شاكلتهم في منطقتنا التي أرهقتها الأيديولوجيات النابعة من تعاليم التشدد التي تتخذ من الدين ذريعة لمزيد من سفك الدماء، والدين بريء من كُل تلك المذابح والقتل والدمار.. فالإسلام دين السلام والمحبة والتعايش السلمي ودعوات الرسول الكريم ومن بعده الخلفاء الراشدون للشعوب كافة إلى نبذ العنف، فمن أين جاءت دعوات التشدد هذه؟ ووصلت بهم الحالة إلى هيستيريا قطع الرؤوس وتصوير المشهد كلغة انتصار بنظرهم..؟ ألا تتفقون معي أن (الدين) أصبح بيد هؤلاء ـ ممن يُجيّرون ـ الدين، ويُفسرون الأحاديث وبعض الآيات لتتناسب مع أجندتهم، وأصبح الدين مع الأسف (بيد هؤلاء)غريباً على مجتمعنا وأمتنا وأصبحنا بين ليلة وضحاها وكأننا في دين جديد، وانعطاف جديد لم يأتِ به الله ورسوله، فهل من المنطق وبأي قانون إنساني يسمح بقطع الرؤوس ُوبأي قانون وأي ديانة وجدوا أدلة تسمح لهم بسفك الدماء؟ (أليست الكُتب السماوية جمعاء تدعو إلى إعمار الأرض ؟) من أيقظ الشر في أُمتنا، ودعم شياطين الأنس والجن لتتلاعب بعقول شبابنا ليكونوا أسلحة وذخائر يُعلّقون الأحزمة الناسفة على صدورهم وفي عقولهم الباطنية، حفروا أسماء الحور العين اللواتي في استقبالهم هُناك في جنات النعيم، أي ضحك على الأُمة وأي دليل استندوا إليه؟ وهل غفت الأُمة وظلّت في سُبات عميق كنومة أهل الكهف..؟! ومع الأسف مازال جُزء من مناهجنا وخطبنا في منابر الجُمع واجتماعات المُتنزهات وحلقات التدريس في بعض المساجد والمدارس وبعض المُعلمين والمُعلمات ينتهجون نفس الأسلوب القمعي الداعي إلى مزيد من العنف ضاربين بكافة التعليمات، والتوجيهات الصادرة بهذا الخصوص عرض الحائط، غير مُبالين بالنتائج الهدّامة والانكسارات المؤرقة والانحطاطات المُخيفة لمستقبل الأمة برمتها..!! الاسم الايميللن ينشر الموقع Comment
المصدر-الناشر
صحيفة الشرقرقم التسجيلة
873719النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
1017الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةمكافحة الارهاب
المؤلف
ابراهيم بن صالح المسلمتاريخ النشر
20140916الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
سوريا
الرياض - السعودية
دمشق - سوريا