الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المملكة ومصر.. التهنئة بنكهة الموقف
الخلاصة
--> لو اصطفت الدول العربية إلى جانب بعضها، بمثل شهامة الموقف الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- مع جمهورية مصر العربية، وعلى نفس المستوى من الغيرة على الأخ الشقيق، ونفس الدرجة من الحميمية، التي تبلغ أقصى مدى من الأخوة المجردة إلا من الحب، والذي ترجمته برقية الملك عبدالله وتهنئته للمشير عبدالفتاح السيسي بالفوز في الانتخابات الرئاسية؛ نقول لو بلغ الاصطفاف العربي هذا المستوى أو بعضه؛ لكانت الأمة قد قطعت الكثير من الأشواط، باتجاه التعاون الخلاق، الذي يؤكد وحدة المسار والمصير، ويحدد لهذه الأمة الكبيرة مكانتها العالية التي تستحقها بين أمم الأرض. تهنئة خادم الحرمين الشريفين لشقيقه الرئيس المصري، والتي حظيت بالكثير من الحفاوة في الأوساط المصرية، سواء الشعبية منها، أو على المستوى الرسمي؛ جسدت ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأشقاء، واشتملت في مضامينها المتعددة على ما يُفترض أن يضمره الأخ لأخيه، وما يُعيد صياغة تشكيل اللحمة العربية، بعيدا عن الشعارات والمزايدات، فقد حملت النصيحة الصادقة إلى جانب الدعم المعنوي والأدبي والمادي، ورسخت مفهوم التوافق السياسي، الذي يحمي البلدين، ويصون كرامة الأمة، ويُبعدها عن مواطن الفتن، وبنفس الوقت قطعت الطريق أمام المزايدين والمتخرصين الذين يراهنون على رؤى خاسرة ما عاد هذا وقتها ولا زمانها، وفرضت واقعا جيوسياسيا يجعل كلا من البلدين العمق الاستراتيجي للآخر، على اعتبار أن ما يصيب طرف لا بد وأن يصيب الآخر، وأن استقرار جناحي الأمة، وقوى التحليق فيها هو ما سيرسم خارطة المستقبل لأمة عربية، تدرك المخاطر التي تحيط بها، مثلما تدرك مكامن قوتها المتمثلة في الوقوف بجانب بعضها في السراء والضراء. لقد استعمل خادم الحرمين الشريفين في برقيته تلك، اللغة الصافية التي تذهب مباشرة للموقف؛ لتعبر عنه بكل جلاء، اللغة التي تصل حد المصافحة المباشرة، لتقول للشقيق ها أنا إلى جوارك، أشد عضدك، وأقف بجانبك؛ لنعمل معا من أجل استعادة زمام المبادرة؛ لتعود مصر -هذا البلد الوازن- إلى موقعها في مقدمة الركب العربي، ولتمارس دورها الريادي الأصيل، الذي طالما لعبته على مدى تاريخها، قبل أن تعبث بها بعض الأجندات التي لا تزال تعيش في غابر التاريخ، وفي ظل أوهام ما عاد العالم الحديث يتسع لها، مستندة على شعارات خاوية، لا يمكن أن يكون لها أي حضور إلا على الورق. جاءت هذه البرقية التاريخية، بمفرداتها، وبمصداقيتها، وبموقفها الحازم؛ لتؤكد أن القادة الكبار هم من يستطيعون وحدهم تعديل مسار المركب، متى ما أدركوا أن اللحظة لا تحتمل المزيد من المغامرات، أو الدخول في تجارب عابثة ليس من شأنها سوى إيقاف عجلة التنمية، وإدخال المجتمعات في دوامة البحث عن الأمن والرغيف، عوضا عن أن تنصرف للعمل على بناء المستقبل لمواطنيها ولأجيال المستقبل. وهذا الموقف، وهذه اللغة، هما ما سيجعلنا مهيئين أكثر لإعادة قراءة واقعنا العربي، الذي يحتاج إلى هكذا مواقف؛ ليعيد صياغة علاقاته ببعضه البعض، وفقا لمنطق الأخوة، والمصير المشترك، وعلى ضوء ما يحقق مصالح شعوب هذه الأمة، وتطلعاتها باتجاه المستقبل. مقالات سابقة: كلمة اليوم القراءات: 50 var addthis_config = {""data_track_clickback"":true}; <!-- document.write(''); // --> الرأي زوجوهم.. ماذا تنتظرون؟!
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
847749النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14967الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
تاريخ النشر
20140607الدول - الاماكن
السعوديةمصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر