الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
محاربة الأفكار المنحرفة مسؤولية شرعية ووطنية
التاريخ
2015-01-11التاريخ الهجرى
14360320الخلاصة
googletag.cmd.push(); الصفحة الرئيسة وطني الغالي د. عبداللطيف بن عبدالرحمن الحارثي (*) الإرهاب داء عضال، وسرطان قاتل، وشر مستطير، عم العالم، وآذى المسلمين أكثر من غيرهم، آذننا بحرب معلنة تستهدف بلادنا بكيانها ومقدراتها وأمنها وتنميتها، ولا قدرة لدولة منفردة ــ أيا كانت ــ أن توقف انتشاره إذا استعر؛ فضلا عن أفراد فيها معدودين دون المجتمع كله بكافة مكوناته، بل لا بد من تضافر جهود المجتمع الدولي بأسره ليقف دونه، ويحاربه حربا مشتركة شاملة لا هوادة فيها ولا تهاون، ولا تأخذه بهم رأفة فيها ولا تراجع؛ حربا بما تعنيه الكلمة من معانٍ على كل صعيد؛ وخاصة صعيد الفكر، فلا محل لتيارات فكرية وحزبية متطرفة لا تعترف بهوية الوطن ولا ينتمي ولاؤها إليه مرتهنة في ذلك لشعارات تنضوي تحت مظلات جهات شتى.ولا غرو أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا وطن، وليس له عقل يكبح غلواءه، وإنما ارتكازه في الأساس على الغلو، ذلك المستنقع الآسن الذي تولدت فيه معظم التنظيمات المتطرفة على اختلاف أشكالها ومسمياتها ومع تعدد المنتمين لها أو المتعاطفين معها، والتي تهدف في أولوياتها إلى الإساءة إلى هذا الكيان الشامخ في أمنه واستقراره، وقد قال النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» ، وإنما يهلك الناس إذا تصدر لهم رؤساء جهال فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا.لقد كان الإرهاب نواة ثم ضرب أوارها ذات اليمين وذات الشمال، فاتسعت دوائرها لتجسد ظهور التنظيمات المتطرفة المتعددة، وقودها الأعنف أغرار مجرمون لا يراعون شيخا ولا امرأة ولا طفلا، ولا يقدرون سلطانا في سلطانه، ولا عالما في كرسي علمه، ولا يفقهون في دين الله إلا ما اعترفوا هم بأنه الحق، فهم لا يقيمون لخلاف معتبر وزنا.وفي هذا قال الإمام سفيان الثوري ــ رحمه الله: وأسباب هذا التشدد كثيرة؛ أهمها: الجهل بالخلاف، والكبر، وتعظيم النفس، فالجهل بالخلاف يجعل الإنسان يحسب أن القول الفقهي الذي هو عليه هو الحق الوحيد الذي من خالفه ضل أو كفر أو فسق، والكبر والتعالي وتعظيم النفس تجعل الإنسان يحسب أن ما وصل إليه تفكيره هو الحق الذي يجب على الناس اتباعه.ومن هنا جاء قول الإمام أحمد ــ رحمه الله: (من لم يعرف الخلاف لا تحل له الفتوى)، وكلما غاص الإنسان في بحار الفقه علم صدق هذا القول.لقد قتل الإرهابيون النفس واعتدوا على المال وانتهكوا العرض بناء على ذلك.نسوا وأنساهم الشيطان بأن أصحاب محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهم خير الخلق بعد النبيين فتحوا البلدان وما اعتدوا على شيء من ذلك البتة، فأي الفريقين أهدى سبيلا.ظنوا آثمين أنهم يتقربون إلى الله بما يغضبه ويحرمه: (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، ولغوا في الدماء، وقتلوا الأبرياء وهم يقرأون: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، ويعلمون كيف اقترن في كتاب الله الفساد في الأرض بسفك الدماء كما في الآية: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).إنهم يقتلون ويقرأون في كتاب الله ــ عز وجل ــ أن التعدي على النفس البشرية يعدل الاعتداء على الإنسانية جمعاء، فقد كتب الله: (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).وقال سبحانه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).ويجدون في سنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قوله عندما قتل بعض أصحابه رجلا كان في صفوف مقاتليه بعد أن قال الرجل لما هم الصحابي بقتله: أشهد أن لا إله إلا الله... فقتله وجاء فرحا إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقص عليه بطولته، فقال له: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ فقال الصحابي: إنه قالها خوف السيف، فقال النبي له مرة أخرى: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، فعاد الرجل إلى مقالته، كل ذلك والنبي يقول منكرا عليه: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، فغضب النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى قال الصحابي: وددت أني ما أسلمت إلا يومئذٍ.وبلغه أن رجلا آخر من أصحابه قتل أناسا أرسله لقتالهم، فشهدوا شهادة الحق، فلم يقبل منهم، وقتلهم متأولا، فلما بلغ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ذلك رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
844271النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17669الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
وزارة الداخلية - السعوديةتاريخ النشر
20150111الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية