الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قَرَارُ خَيْرٍ في وَطَنِ خَيْر
الخلاصة
قَبْلَ عِدَّة سنوات سُئِل خادمُ الحَرَمَين الشريفين المَلِكُ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيَّدَهُ الله - لَمَّا كَانَ وَقْتَئِذْ وَلِيَّاً للعهد، مِنْ أَحَدِ الصَّحَفيينّ العرب عَنْ مُسْتَقْبَلِ هذا الوطن بَعْدَ عِدَّةِ سنوات. فقالَ حينها: «إنَّ هَدفَنَا المباشر والوحيد يَنْصَبُّ على: أنْ يَحُسَّ كلُّ مُوَاطنٍ في هذا البلدِ بارتباطِهِ العميق بأَرْضِهِ، وقِيَمِهِ، وتُرَاثِه.. وذلك يتم تحقيقه بالمُحَافظةِ على مَبَادئِنَا وَعَقِيدَتِنَا، وبالتَّعَاونِ الذي تَرَاهُ بين الحاكمِ والمُوَاطِن». وَنَحْسَبُ أنَّ التوقُّعَ ذاك الذي خَاطَبَ بِهِ المَلِكُ عَبْدُالله، ذلك الصحفي.. اعْتُبِرَ بعد ذلك خُطَّةَ عَمَلِ لقيادةِ هذا الوطن الرَّاشِد، تَسْتنهِضُ الدوْرَ الأهم للحَفَاوَةِ بالمستقبل الذي تنوَّعتْ صُوَرُهُ بالفعلِ والواقعِ ما بَيْنَ نَصَاعَةِ الضمير وصِنَاعَةِ البِنَاء وَفِعْلِ الأداء وجودة العطاء. لَنَا في كُلِّ يَوْمٍ قَرَارٌ لا أخالُهُ إلا دافِعَاً في استمرارِ التِئَامِ شَمْلِ هذا الكيانِ الكبير ( المملكة العربية السعودية ) في جِسْمٍ واحدٍ مُتَّحِدٍ متحابٍ، يتفاعلُ مع عمل الجماعةِ وجماعية العمل، ذلك هُوَ القرارُ الملكيُّ بِكُلِّ تفاصيلِهِ الذي أصْدَرَهُ مُؤَخَّراً خَادِمُ الحرمينِ الشريفين الملكُ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -سلَّمَهُ الله- بتعيين صَاحِبِ السموِّ الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لوليِّ العهد. هَذَا القرارُ الذي تَتَنَوَّعُ صُوَرُهُ وَتَتَوَزَّعُ زَوَايَاهُ وَتَرْسُمُ المَلَامِحَ جَيِّدَاً في ذلك المكان الذي يَصْنَعُ في كُلِّ يومٍ تاريخاً جديداً وتفوقاً في وسائلِ إنسانِهِ لصناعَةِ المستقبل. في هذا المكان الذي وَطَّدَ أرْكانَهُ ودعائِمَهُ المَلِكُ المؤسسُ عبدُالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- وسارَ مَعَ مَسِيرةِ تاريخِه أبناؤُه مِنْ بَعْدِهِ بإرادتِهم وجهودِهِم وَطُمُوحَاتِهِم نحو فِعْلِ التطوُّرِ والإنتاج، والتمسُّكِ بهديِ الدِّين القيَّمِ قوْلاً وعَمَلاً، وإيثارِ نَفْعِ الإسلامِ وَخَيْرِ الرَّعِيَّةِ قبل كُلِّ شيء، والنَّظَرِ للمسؤوليةِ بِعَيْنِ التكليف لا التشريف، وتحقيقِ الأهدافِ النَّبِيلةِ والغاياتِ الكريمة في توفيرِ الأَمْنِ والأمانِ والاستقرارِ والرفاهية للمُوَاطِنِ والمقيم على أَرْضِ مَمْلَكِتِنَا الحبيبة. وكُلَّمَا زادتْ مَسَاحَاتُ متانةِ وصلابة وَوِحْدَةِ كَيَانِنِا في هذا الزمن سَرِيعِ الأحداث والإيقاع تمدَّدَتْ بإذنِ الله تعالى وقدرته مساقاتُ تَطَوِّرِنَا وازدهَارِنَا في هذا الوطنِ الأَشَمّ، وَمِنْ ذلك كُلِّهِ يكونُ التَّمَيُّزُ عَنْ حَضَاراتِ الكون. قَدَرُ خادمِ الحرمين الشريفين المَلِكِ عبدِالله بن عبدالعزيز آل سعود أَوَّلاً أنْ يكونَ هُوَ مصْدَرُ هذا القرار، وَقَدَرُهُ ثانياً أنْ يَكُون حَاضِنَاً لهذه القرارات النَّاضِجَةِ وَالوَاعِيَةِ والمُؤْتلفة، وَقَدَرُهُ ثالثاً أنْ يَسْتَوْعِبَ ويُدْرِكَ الظروفَ الدقيقة ليَرْسُمَ في كُلِّ قرار جِدَارَيَّةَ القُدْرَة المبكِّرة على مُوَاجهةِ المسْؤُولِيّات والنظرةِ القادِرَةِ على مُجَابَهَةِ المَوَاقِف. وَقَدَرُهُ رابِعَاً أَنَّهُ يأْتي في وقْتٍ نَحْنُ فيهِ على مَشَارِفِ الذكرى التاسعةِ على تولِّيه -يحفظه الله ويرعاه- مقاليدَ الحُكْم الذي شَهِدَ عَهْدُهُ العديدَ مِنْ أَوَامِرِهِ الملكيّة التي حَمَلَتْ بَيْنَ ثَنَايَاهَا الوعْيَ والالتحامَ بشعبِ هذا الوطن وَصُنْعِ التنْميةِ لحياةِ مُوَاطِنيه والانتقالِ بهِ إلى حياةِ الكَرَامَةِ والأَمْنِ والرَّخَاء. تَتَفَاوَتُ القرارَاتُ وَأَثَرُهَا، لكنّ هذا القرار يَتَمَاهَي في صُورةٍ دَلَالِيَّةٍ في هذا المكانِ الكبير (المملكةُ العربيةُ السعودية) إضاءة عقائدية إسلامية «فيما تقْضِي بها مِنْ وُجُوبِ الاعتصامِ بِحَبْلِ اللِه والتعَاونِ على هُدَاه، والحِرْصِ عَلَى الأَخْذِ بالأسبابِ الشَّرْعَيِّةِ والنَّظَامية، لتحقيقِ الوحدة واللُّحْمَةِ الوطنية والتَآَزُرِ على الخير» وتمتين للثقةِ في مؤسسة الحُكْمِ في هذا الوطن «انطلاقاً مِنَ المَبَادِئِ الشَّرْعية التي استقرَّ عليها نظامُ الحكم في المملكةِ العَرَبِيَةِ السعودية، ورعاية لِكَيَانِ الدولة ومستقبلها، وَضَمَانَاً -بِعَوْنِ اللهِ تَعَالَى- لاستمرارِهَا عَلَى الأُسُسِ التي قامتْ عليها لخدمةِ الدِّينِ ثُمَّ البلادِ والعِبَاد، وَمَا فيه الخير لشَعْبِهَا الوفي». إنَّه القرارُ الذي يَضْمَنُ استمراريةَ النجاح لهذا الكيانِ الكبير واستقرارِه، ويضمن له أنْ يتَّسِع للجميع، ولهُ أنْ يضمّ كافة أفراده، ولرُوحِهِ أنْ تَسْرِي وتتمدّدَ في عروقِ الجميع بِدَمٍ واحدٍ ولونٍ واحد. وقد كانَ لِسُمُوِّ وليَّ العهد صاحبِ
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
852881النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15158الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالموظفون - تعيينات
ترقيات الموظفون
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
تاريخ النشر
20140330الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية