الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المملكة والصين.. والشراكة الإستراتيجية
التاريخ
2014-03-19التاريخ الهجرى
14350518المؤلف
الخلاصة
اختتم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- جولته الآسيوبة التي شملت باكستان واليابان والهند وجزر المالديف بزيارة الصين، وقد شهدت الزيارة مباحثات اقتصادية وسياسية وعسكرية هامة للطرفين. وتعد زيارة سمو الأمير سلمان والوفد المرافق له للصين الأولى منذ توليه ولاية العهد، ولهذا فالزيارة تتمتع بأهمية كبيرة في توطيد العلاقات بين المملكة والصين وتعميق التعاون المتبادل، ولهذه الزيارة أبعاد اقتصادية وسياسية وعسكرية، ولكننا سنركز على الأبعاد الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين. يذكر أن مملكتنا الحبيبة تعد أكبر شريك تجاري لبكين في منطقة غرب آسيا وإفريقيا خلال العقد الماضي، حيث إن حجم التبادل بين الدولتين بلغ 73 مليار ريال، يقابلها توسع الاستثمارات السعودية في الصين لتصل إلى نحو 600 مليون دولار، كما أن الصين تولي اهتماما بالغا للتعاون في مجال الطاقة مع المملكة، ويتمتع البلدان بإمكانات التكامل القوية في هذا المجال، وفي عام 2013، استوردت الصين 53.9 مليون طن من النفط الخام من المملكة، ما يمثل خُمس إجمالي واردات الصين من النفط. والعلاقة بين المملكة والصين تاريخية، وهناك اهتمام متبادل بتطوير العلاقات بين الطرفين، وظهر ذلك جلياً بعد الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم المساعدة إلى الصين إبان تعرض إحدى مدنها للزلزال. ولكن السؤال ما هي أهمية الصين الاقتصادية بالنسبة للمملكة؟! خرجت الصين من رحم بلدان العالم النامي كقوة اقتصادية صاعدة استطاعت أن تحقق نموا اقتصاديا متزايدا، أهّلها لتنافس اقتصاديات الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتبر الصين قوة بشرية على الصعيد العالمي، حيث يفوق عدد سكانها حوالي 1.3 مليار نسمة بكثافة سكانية تقارب 136 نسمة في الكلم المربع. وقد عرفت الصين نموا اقتصاديا سريعا خلال العقود الأخيرة حيث تتميز الزراعة الصينية بضخامة الإنتاج، وتعتبر الصين من أهم الدول المنتجة للأرز والقمح والذرة وللمزروعات الصناعية (خاصة القطن وقصب السكر والنباتات الزيتية)، والخضروات، وتمتلك كذلك ثروة مهمة من الرؤوس الحيوانية، كما تساهم الصين بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للصناعات الأساسية كصناعة الصلب والألمونيوم، والصناعات التجهيزية والاستهلاكية (في طليعتها صناعة اللعب والنسيج والأحذية). وعندما نتحدث عن العلاقات الاقتصادية بين المملكة والصين نجد أنفسنا أمام حقائق راسخة أهمها أن المؤشرات الإحصائية المعلنة حتى نوفمبر 2011، تقول: إن أرقام التبادل التجاري، شهدت ارتفاعا مضطردا حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين بنهاية نوفمبر 2011 م ما قيمته (58 مليار دولار أمريكي)، بنسبة نمو قدرها 50% عن العام الذي قبله، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ مطلع عام 2012م (60 مليار دولار أمريكي)، وهو الهدف الذي حددته حكومتا البلدين لبلوغه بعد ثلاث سنوات، وهذا النجاح المبكر يعكس مدى الدعم الكبير الذي يحظى به التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين من القيادتين والحكومتين، كما يدل على همة قطاع الأعمال ونشاط القطاع التجاري والاقتصادي في البلدين بوجه عام، وهذا يعني أيضاً وجود المناخ الإيجابي والمشجع الذي تتطور فيه أوجه التعاون والعلاقات الثنائية في كل المجالات. وختاماً.. وبعد استعراض كل هذه العوامل، نستطيع أن نُؤكِّد على أن جمهورية الصين الشعبية الصديقة هي شريك استراتيجي للمملكة العربية السعودية على الأمدين القصير والبعيد، كما يجب أن نشير إلى آمال وتطلعات الشعبين العظيمين السعودي والصيني نحو علاقات أوثق وتعاون أشمل وأكثر ديمومة على كل المستويات. والله الموفق.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
854004النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
1903الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
التبادل التجاريالسعودية - العلاقات الخارجية
المؤلف
سعد السبيعيتاريخ النشر
20140319الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الرياض - السعودية
بكين - الصين