الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وثيقة مكة وإصلاح ذات البين
التاريخ
2007-02-06التاريخ الهجرى
14280118المؤلف
الخلاصة
وثيقة مكة وإصلاح ذات البين عندما يفكر أي كاتب مهتم بالشأن الفلسطيني، تتملكه الحيرة من أين يبدأ وإلى أين سينتهي، ولا سيما أن الأحداث أسرع من التفكير بالكتابة وأن الاقتتال الفلسطيني أصبح يأخذ أبعاداً إقليمية عربية ودولية، ولكن دعوة خادم الحرمين الشريفين لحركتي فتح وحماس خطفت الأضواء لتنهي هذه الحيرة وتحدد بداية ونهاية المسار، ولهذا لا بد أن نلقي عليها نظرة تأمل وتحليل لأهميتها من حيث مكان اللقاء وزمانه ومكانة المملكة العربية السعودية في نفوس المسلمين وما تتمتع به من المصداقية والنفوذ على المستوى العالمي، ولهذا نتمنى أن ينجح الدور السعودي في مسعاه الطيب والمبارك. الغريب في الأمر أن جميع التصريحات وردود الفعل على المبادرة من القمة إلى القاعدة تؤكد أهمية وقف الاقتتال بين الفرقاء، ولكن لماذا الاقتتال بين الحركتين؟ ولمصلحة من هذا الاقتتال؟ وهل هو صراع على السلطة؟ وهل هو ترسيخ لثقافة الثأر؟ وسندع للقارئ الكريم يشارك الكاتب في التأمل والتدبر والتفكير في نصوص هذه المبادرة ومعاني كلماتها وما ترمي إليه، ولا سيما أن نص المبادرة السعودية فيه إجابات شافية وافية لأنها انطلقت من الدعوة الى تحكيم العقل وتغليب لغة الحوار على لغة السلاح والدمار. هذه الدعوة الكريمة التي انطلقت، جاءت لتلعب دورها الإسلامي والعربي والأخلاقي تجاه أمانة الكلمة والفعل، انطلاقا من شعورها بالمسؤولية نحو القدس وفلسطين والفلسطينيين، وهي تنظر بحزن وألم عميقين لما يدور على الساحة الفلسطينية والتزاما بالقيم والأخلاق والمبادئ والأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي وشريعة السماء. إن ما يحدث في أرض فلسطين لن يخدم غير أهداف أعداء الأمة الإسلامية والعربية ويضع ألف علامة استفهام أمام المجتمع الدولي الذي ينظر باحترام لعدالة القضية، ولكن ما الهدف من هذه المبادرة؟ لا شك في أن الهدف من هذه المبادرة هو وقف القتال واستئناف الحوار وفك الحصار وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن ما هو موقف الطرفين؟ جاءت تصريحات الجانبين بالموافقة الفورية، ولكن هل تملك الحركتان قوة التأثير على العناصر المسلحة؟ إذا لم يتوقف القتال فهذا يعني أن كلاهما لا يملك قدرة التأثير على إيقاف القتال وأن ثقافة الثأر هي التي تسود على الأرض ولهذا لا بد من العمل على تغيير هذه الثقافة التي تعبر عن جهل بالدين والعقيدة وضعف الإيمان. من هذه الحيثية ينبغي على الحركتين أن تقوما بواجباتهما تجاه الشعب الفلسطيني ووأد الفتنة في مهدها والعمل معاً لتشكيل محكمة دستورية عليا لمحاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم بحق هذا الشعب الذي يناضل من أجل تحرير القدس والأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني ونيل حقوقه المشروعة لتقرير المصير وعودة اللاجئين الى أرض الوطن. ومن يدرس ردود الفعل على المبادرة يتساءل هل جاء دور الحكماء والعقلاء من قيادات الشعب الفلسطيني حتى يتوقف نزيف الدم الفلسطيني على الفور؟ إن هذه المبادرة جاءت كطوق نجاة منقذ لمن يتمسك به لينجوا من أمواج بحر الدم الفلسطيني العاتية والمتلاطمة وكأنها إعصار مدمر لبقايا مقدرات وإمكانيات هذا الشعب المتهالكة وحتى لا تبقى حالة الفلتان الأمني وطاحونة القتل والتناحر بين إخوة السلاح ودرب الكفاح لتطحن منجزات النضال والإرث التاريخي للبندقية الفلسطينية وغصن الزيتون الذي أفرز ثقافة الزيت والزعتر وتحول كل ما سبق إلى ثقافة الميليشيات والتحزب والثأر الذي يعيدنا الى الوراء أعواماً عديدة في الوقت الذي تتقدم فيه كافة الأمم وتتسابق في ما بينها نحو النمو الاقتصادي والتقني والرفاهية. إن طوق النجاة هذا لا بد أن يمنع جميع الأطراف الإقليمية والدولية التي تخطط وتعمل لتصفية حساباتها في ما بينها في المنطقة العربية من خلال مشاريع تأجيج الصراع تحت مسميات الوساطة والمبادرات والديموقراطيات والشرق الأوسط الجديد والتي تهدف لتصفية القضية وتقسيم المنطقة برمتها لتدخل في بؤرة صراع طائفي جديد وحرب أهلية لا تبقي ولا تذر لتستمر في التخلف أو تبقى فوق برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة، ولهذا لا بد أن يستشعر كل العرب أن الخطر محيط بهم جميعاً وأنهم في مركب واحد، فإما أن ينجوا جميعاً وإما أن يغرقوا جميعاً. لقد أثبت تاريخ الصراع في المنطقة العربية أن الحرب تندلع من فلسطين وأن السلام يبدأ في فلسطين، وهنا نتساءل هل سينجح اللقاء والحوار بإصدار وثيقة مكة؟ وهل سيتم التوقيع عليها والالتزام بكل بنودها؟ أم سيعود كل منهما بخفي حنين؟ التوقعات تتجه إلى أن العناصر الأساسية للوثيقة التي ستصدر لن تخلو من أي من البنود التالية: * تحريم ومنع إراقة الدم الفلسطيني واعتباره خطاً أحمر فوق كل المهاترات. * إعلان فوري لوقف القتال بين الفلسطينيين والالتزام به ومعاقبة من لا يلتزم. * استئناف واستمرار الحوار بين الفصائ
الرابط
وثيقة مكة وإصلاح ذات البينالمصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
407882النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10297الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
مصطفى الغريبتاريخ النشر
20070206الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين