إنه بابا عبدالله
الخلاصة
جرت العادة على أن يتوج الملك على العرش ليحكم الأرض ويبسط الخير والنماء على أهلها، تلك هي القاعدة المتبعة على مر العصور والأزمان، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تُوّج فيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية ليكسر تلك القاعدة ويتوج ملكاً على عرش القلوب قبل عرش الحُكم، وحُقّ للقلوب أن تزدهي.. فكيف استطاع - وبكل اقتدار - بلوغ الأفئدة؟ حسناً، سأقف وإياكم قبل الإجابة مع صغيرتي وما حدث بيننا، ففيها تكمن نصف الإجابة، أترككم مع الحديث: (أبي.. أبي..) (ماذا تريدين.. منذ الآن وقبل أن تتفوه بكلمة لن أعطيك المزيد من النقود فقد أخذت كفايتك اليوم منها) اقتربت مني والفرحة تملأ محياها وكأنها تحمل لي أجمل البشائر: (انظر أبي.. انظر ماذا اشتريت بالنقود التي أعطيتني في الصباح..) كانت قد اشترت صورة لملك القلوب معلقة إياها على صدرها متفاخرة: (ما أجملها يا ابنتي).. قلت لها ممازحاً: (وهل تعرفين صاحب الصورة..؟) نظرت إليّ باستغراب وقالت: (طبعاً.. انه بابا عبدالله..) قالتها وكأنما حيزت لها الدنيا بامتلاكها الصورة، قلت لها مشاكساً إياها: (لكنني أبوك وهو ملك..؟؟) فأردفت قائلة: (أنت أبي هنا.. وهو أبي هناك على التلفاز..) قاطعتها: (ولماذا تحبينه..؟) أجابت: (هكذا.. أحبه فقط..) سكتت قليلا ثم أردفت قائلة: (لماذا تسألني أبي..؟ هل هناك أحد لا يحب بابا عبدالله..؟!) تبسمت وقلت لها: (أتعلمين أنه سيزورنا قريباً..؟) قالت: (نعم أعلم.. لقد قالت لنا المعلمة ذلك.. ومن يومها وأنا أضع هذه الصورة على صدري هنا قريباً من قلبي ليراها بابا عبدالله ويعلم أنني أحبه كثيراً كثيراً كثيراً..) تبسمت وفرحت كثيراً عندما رأيت هذا الفرح الجمّ على محياها عندما تتحدث دوماً عن ملك القلوب، طبعت على جبينها قبلة ثم جرت بعيداً وهي تقول: (عندما يأتي بابا عبدالله أريدك أن تأخذني له لأقبله كما قبلتني أبي..). أظن الآن أن الإجابة على السؤال قد اتضحت، فهي ليست بضع كلمات تنثر على الأسطر، إنما هي مجموعة أحاسيس ومشاعر نمت وكبرت على مر الأيام ليترجمها قلب تلك الطفلة البريء فرحاً وسروراً، حيث تعايشت وعطاءات ملك الخير المتوالية على شعبه الكريم. هذه هي طفلة الجوف، طفلة الشمال الوفي، التي ترعرعت كما الجوف على حب الوطن والمليك، ولك أن تنزل إلى شوارعها، إلى أزقتها وبيوتها لتسمع أهزوجة الفرح بقدوم الملك، أو انصت لحفيف الأشجار وهي تتغنى بملك القلوب، أو استنشق عطر الأزهار المنتشي بروح الملك، أو انظر لتلك النخلة هيبة ووقاراً لمرور ملك الأفئدة، ولا غرابة في ذلك؛ إذ قدمت الجوف ومنذ التأسيس راية الولاء والطاعة للمؤسس - المغفور له بإذن الله - الملك عبدالعزيز آل سعود. لن توفيك الحروف حقك.. ولن يكفينا ملء الأسطر والصفحات للتعبير عن مكانتك.. والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. يعلم الله كم أدخلت على قلوبنا الفرحة بابتسامتك الهادئة، وأسرت قلوبنا بتواضعك الجم. تتفاخر الجوف - وقد حق لها - بهذا اليوم الخالد في تاريخها العريق، فافرحي وابتهجي فها هو والدك قد جاء ومعه كل الخير والمحبة والإخاء، ها هو الآن يكتبك تاريخاً جديداً، ويحملك بأكفه إلى حيث الأمل والمستقبل الزاهر. فأهلاً بك والدي، أهلاً بك فارس الجزيرة العربية أهلاً ملك القلوب
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
409295النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12641الموضوعات
الجوف (السعودية)عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - رئيس المجلس الاقتصادي الاعلى
تاريخ النشر
20070509الدول - الاماكن
السعوديةالجوف - السعودية