هل تريد إسرائيل الأمن من دون مقابل ؟
التاريخ
15-11-2007التاريخ الهجرى
14281105المؤلف
الخلاصة
تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ حوالي 60 عاماً حالة عدم استقرار بسبب الوضع الفلسطيني الإسرائيلي على أثر إقامة إسرائيل على جزء من الأراضي الفلسطينية سنة 1948م، ونشوب عدة حروب بين العرب وإسرائيل وكان بينها حرب 1967م التي انتهت باحتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين وبعض الأراضي العربية الأخرى وهي صحراء سيناء التابعة لمصر وهضبة الجولان التابعة لسوريا. وقد انسحبت إسرائيل من صحراء سيناء على أثر المفاوضات التي تمت بينها وبين مصر عقب الحرب التي نشبت بين العرب وإسرائيل سنة 1973م وانتصر فيها العرب، إلا أن الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين وهضبة الجولان السورية لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، رغم قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت بعد فترة وجيزة من الاحتلال سنة 1967م التي تطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، إلا أن إسرائيل أصرت على احتلالها ولم تتجاوب مع القرارات الدولية، واستمر هذا الاحتلال رغم مؤتمر مدريد الذي عقد سنة 1991م بهدف إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي، وحضرته الأطراف المعنية وهي الدول العربية الفاعلة وإسرائيل، كما حضرته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي - آنذاك - كما أن إسرائيل لم تستكمل الانسحاب من بقية الضفة الغربية وكامل قطاع غزة رغم اتفاق أسلو الذي تم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث لم تنسحب إلا من عدد من مدن الضفة الغربية، وهو في الحقيقة انسحاب شكلي لأن القوات الإسرائيلية تقوم من حين لآخر بدخول هذه المدن إما بصورة استفزازية أو لملاحقة بعض المطلوبين من قبلها. من ناحية أخرى لم يؤثر على الموقف الإسرائيلي في عدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية وبقية الأراضي العربية الأخرى تحول العرب نحو إستراتيجية السلام، فبعد أكثر من 57 عاماً من تبني العرب للموقف الرافض لإسرائيل ووجودها بينهم وعدم الاعتراف بها، غَيَّر العرب هذه الإستراتيجية مبدين استعدادهم للسلام مع إسرائيل بشرط انسحابها من الأراضي المحتلة سنة 1967م بما فيها القدس الشريف، كما لم يؤثر على هذا الموقف المتشدد من إسرائيل وعدم تراجعها عن احتلال الأراضي العربية قيام منظمة التحرير الفلسطيني بتعديل ميثاقها بإلغاء الفقرات الواردة به التي تدعو إلى عدم الاعتراف بإسرائيل وتدميرها. فالعرب كانوا منذ سنة 1948م وهم يرفضون وجود إسرائيل والمصالحة معها أو التفاوض معها، كما رفضوا مشروع تقسيم فلسطين الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة مع أنه يعطيهم مساحة من فلسطين تزيد عن مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يكتفي الفلسطينيون والعرب اليوم بالمطالبة بهما لإقامة الدولة الفلسطينية. كما لم يؤثر على الموقف الإسرائيلي بعدم ترك الأراضي العربية المحتلة المبادرة التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحظيت بموافقة الدول العربية أثناء القمة العربية التي عقدت في لبنان سنة 2003م بما في ذلك العراق والمعروف بتشدده حيال إسرائيل، وهذه المبادرة تدعو إلى إحلال السلام والتعايش بين إسرائيل والعرب وتتضمن اعتراف العرب بإسرائيل والتعايش معها مقابل انسحابها من بقية الأراضي العربية المحتلة سنة 1967م بما فيها القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى الذي يعتبر أحد مقدسات المسلمين لكونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولأن الصلاة فيه تعادل 500 صلاة في غيره باستثناء الحرمين الشريفين. إذاً بعد كل هذا مما قدمه العرب والفلسطينيون في سبيل التعايش وإحلال السلام ماذا تريد إسرائيل؟ هل تريد أن تجمع بين الأمن والسلام والاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة؟ هل تريد إسرائيل أن يعيش شعبها في أمن ورفاهية ويعيش الشعب الفلسطيني في تشرد وفقر وشغف؟ ومحصلة ذلك كله هل تريد إسرائيل الأمن والسلام من دون مقابل؟ فقد ورد عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً بأن أمن إسرائيل مقدم على إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا يعني أن السلام أو الأمن لن يتحقق لأن تحقيق الأمن والسلام لا يتم إلا بالمعادلة التي بنيت عليها الإستراتيجية العربية وقرارات الأمم المتحدة، وهي الأرض مقابل السلام. فإذا كانت إسرائيل تريد الأمن والسلام فعليها أن تفي بمطلب العرب وهو الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
409653النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12831الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالله بن راشد السنيديتاريخ النشر
20071115الدول - الاماكن
السعوديةالشرق الاوسط
العالم العربي
دار العلوم
دول منظمة المؤتمر الاسلامي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا