الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عيد الأضحى المبارك .. معان لوحدة المسلمين
الخلاصة
اختصر سماحة المفتي في خطبته الوافية يوم عرفة كثيرا من المعاني الإيمانية والقيم الروحية التي غابت عن حياتنا اليومية حيث ركز فضيلته على مبدأ المسؤولية معززاً بذلك، وفي هذا الموقف، أهمية الالتزام بالمسؤولية وأداء الأمانة فتناول مسؤولية ولاة الأمر داعياً شعوب العالم الإسلامي إلى الحفاظ على وحدتها ونبذ الفرقة والاختلاف كما تناول مسؤولية العلماء والدعاة مذكراً إياهم بواجب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان أحكام الشرع على وجهها الصحيح ثم أكد مسؤولية الأبوين تجاه الأبناء ومسؤولية المعلمين في أداء رسالتهم ومسؤولية رجال الأعمال في الابتعاد عنما يخالف الشرع والنظام حاثاً إياهم على إخراج الزكاة وتقديم الصدقة والأمانة في أعمالهم. لقد أجابت خطبة يوم عرفة عن كثير من التساؤلات التي تدور في ذهن أي إنسان مسلم فكل مسلم هو على ثغر من ثغور الإسلام ينوب عن باقي الأمة متى أدّى واجبه وتحمل مسؤوليته وإن انعدام المسؤولية يؤدي إلى مظالم شهد التاريخ أنها كانت سبباً لسقوط حضارات وتفتت مجتمعات وإن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى من يذكرهم في مناسباتهم الدينية بحقيقة المسؤولية التي تعتبر من المسلمات والأمور التي لا يجوز تجاوزها وما لم يتم الوقوف عندها وإلا فإن جيلاً من الشباب والشابات، وتحت ما يجري من أحداث مؤلمة في العالم الإسلامي، سيكونون ضحية لمن يريد إغواءهم وجرهم إلى مستنقع الصراع مع إخوانهم من المسلمين في الداخل أو الخارج كما أنهم سيكونون هدفاً يسهل استخدامه لغايات لا تتصل بالإسلام من قريب ولا من بعيد. إنها المسؤولية التي يجب أن نتعلمها ونعمل بها ويذكر بعضنا بعضاً بها وهي مبدأ سارت عليه هذه البلاد منذ توحيدها على يد مؤسسها الراحل الملك عبد العزيز - رحمه الله وطيب ثراه - وقد سار على نهجه أبناؤه من بعده حتى تسلم القيادة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز الذي عزز لدى المسؤولين معنى المسؤولية وركز عليها في أعماله وقراراته ولعل ما نشهده من تطوير في خدمات الحج ومشاريعه وتنظيماته هي شاهد على أن المسؤولية هي لب الإدارة وهدفها وطريقها الذي لا تحيد عنه، فموسم الحج يعتبر موسم استنفار أمني وخدماتي تشارك فيه جميع الأجهزة الحكومية دون استثناء وهذه العناية الفائقة ليست وليدة السنوات الأخيرة التي تزايد فيها عدد الحجاج وتيسرت فيها سبل الحج ولكنها عناية ولدت مع ميلاد الدولة السعودية التي رأت أن من واجبات ولي الأمر القيام بنفسه على رعاية شؤون الحج فهذا الركن العظيم من أركان الإسلام يميز المسلمين في عبادتهم فيتبعون في ذلك رسولهم - عليه أفضل الصلاة والسلام - وكذلك الخلفاء الراشدون ومن تبعهم ، ولأن المملكة لم تكن في يوم من الأيام تنتظر من أحد جزاءً ولا شكورا على قيامها بواجبها الذي تستعين فيه بالله - سبحانه وتعالى – ثم بسواعد أبنائها من رجال الأمن والقائمين على الخدمات، حيث تنظر الدولة إلى موسم الحج على أنه شعيرة دينية ومصالح اقتصادية لكثير من المسلمين في الداخل والخارج، حيث تحرص الوزارات والمصالح الحكومية على استمرار تلك المصالح بل ودعمها أيضاً دون أن تكون هناك رسوم أو ضرائب أو جباية من أي نوع كان فالدولة لا تريد سوى نجاح موسم الحج وتحقيق مصالح البلاد والعباد. إن خادم الحرمين الشريفين و أفراد الأسرة المالكة كافة والشعب السعودي يهنئون العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ويتمنون للأمة الإسلامية العزة والرفاهية كما يرفعون أيديهم إلى الله - سبحانه وتعالى - بالشكر والثناء على نعمه العظيمة، حيث نشهد في موسم حج هذا العام نجاحاً لخطي الحج الأمنية والخدمية واستفادة قصوى من مشروعي جسر الجمرات وتوسعة المسعى، وإن كل مسلم يدعو الله - سبحانه وتعالى - للحجاج بإتمام حجهم وللمسلمين بأن يكون عيد الأضحى المبارك فرصة لإصلاح ذات بينهم واجتماع كلمتهم.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
410159النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5537الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية. وزارة الشؤون الاسلامية
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
المسجد الحرام
المسجد النبوي
المناسبات الدينية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
تاريخ النشر
20081208الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية