الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قرار الملك... ومسؤولية الإعلام
الخلاصة
جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضي بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء في وقت مناسب، بعدما طفحت ساحة الإعلام الفضائي والمكتوب والمسموع بمئات الفتاوى الشاذة والمنفِّرة، التي تحولت إلى مادة للسخرية ممن صدرت عنهم، وأسهمت بالتالي في تشويه الدين الحنيف، والإساءة للمؤسسات الدينية الرسمية التي هيأت لها الدولة العلماء الأكفاء المؤهلين للإفتاء والبحث والإرشاد.ومن شدة الجَلَبة التي أثارتها تلك الفتاوى الناشزة، طغت الجوانب المتعلقة بالفتوى في الأمر الملكي على قضيتين أخريين لا تقلان أهمية، وهما من صلب الواقع الذي يعيشه المسلمون في السعودية – مواطنون ومقيمون، وهما الاحتساب وتنظيم خطب الجمعة. وكلاهما أمران عانى منهما المجتمع المسلم في السعودية، وربما في كثير من بلاد المسلمين، وقد لا تقلان من حيث الأهمية والجدوى للمجتمع من فوضى الفتاوى. والقارئ للأمر الملكي الذي تزامن صدوره مع حلول اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك، يلاحظ أن لغته جاءت صافية وسليمة وخالية من الإبهام، إذ وضع مبضع الحكيم على المشكلات الثلاث التي أضحت تقض مضاجع المسلمين، وشخصها بدقة، ثم وضع لكل منها حلاً ناجعاً، وترك مساحة من الحرية لمن شاء أن تكون فتواه بين السائل والمسؤول.والحقيقة أن أمر الملك عبدالله جاء في أوانه تماماً.وكانت لفتة حكيمة أن يقع اختيار خادم الحرمين على وزير الثقافة والإعلام ضمن من أحيلت إليهم نسخة من الأمر الملكي، ذلك أن الإعلام – خصوصاً القنوات الفضائية – تكاد تتحمل المسؤولية الرئيسة عن فوضى الفتاوى، وإتاحة الفتوى لمن يمكن حشرهم بلا حرج في زمرة «أنصاف المثقفين والجاهلين والعابثين والمتطاولين».وما يؤسف له أن العرب وحدهم يملكون 1000 من القنوات التلفزيونية الفضائية البالغة جملتها خمسة آلاف، وإذا شئنا الدقة، فإنهم يملكون 1016 قناة فضائية، تبلغ نسبة القنوات الدينية منها 19 في المئة، في حين تبلغ نسبة قنوات الفيديو كليب 18 في المئة!وما دام الأمر كذلك، فإن ثمة طلباً على العلماء والمفتين والخطباء لشغل برامج تلك القنوات، وهو من دون شك طلب يفوق عدد أعضاء هيئات علماء المسلمين في الدول العربية كافة. ولا بد – والحال كتلك – من ملء تلك الشواغر بمن وجد في نفسه الجرأة على الفتوى، والفتوى بما اتفق، والبناء على شواذ الآراء، وفتح فتوق رتقها الفقهاء قبل قرون خلت، درءاً للفتنة وجمعاً لكلمة اتباع....
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
410253النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17301الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية. وزارة الثقافة والاعلام
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
الفتاوى الشرعية
وسائل الاعلام
تاريخ النشر
20100817الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية