رجل المهمات الصعبة
التاريخ
2009-04-14التاريخ الهجرى
14300418المؤلف
الخلاصة
رجل المهمات الصعبة الدكتور/ أحمد بن عمر الزيلعي ماذا عساي أن أقول عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختياره نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو ذلك الرجل المتقد ذكاءً، وفطنة، وحلماً، وأناة وحزماً، وعزماً؟! هو رجل المهمات الصعبة، والمواقف الحازمة، رجل الأمن بشموليته، وبجميع أبعاده ومهامه، ليس على مستوى المملكة، وإنما على مستوى الوطن العربي الذي تخيّره وزراء داخليته ليكون رئيساً فخرياً لهم. وما كان لذلك أن يتأتى في ظل التنافس الظاهر والخفي بين بعض الدول العربية وبعض، لولا أن الرجل فرض على الجميع كفاءته ومقدرته وخبرته ودرايته بمهام عمله، واحترامه لنفسه ولغيره فأحبوه جميعاً واحترموه، ووضعوا ثقتهم فيه حين تخيّروه رئيساً لمجلسهم، فكانوا كمن يقول الشاعر: لم يؤثروك بها إذ عينوك لها لكن لأنفسهم كانت بك الإثَرُ والأمير نايف يعدّ من عقلاء الناس وحكمائهم، وممن يزن أفعاله وأقواله بميزان ثابت وعقل صائب، ومنطق سليم. يتضح ذلك من أحاديثه وتصريحاته العلنية ومؤتمراته الصحفية التي يعقدها على الهواء مباشرة، حيث تأتي كلماته هادئة موزونة بحيث يضع كل مفردة من مفردات كلامه في موضعها الصحيح، وسياقها السليم، وما عرفت عن سموه طوال متابعتي لأحاديثه التي أحرص على متابعتها، سقطةً أو زلة لسان. وهو (حفظه الله) مستنير الفكر، ثاقب الرأي، جيد الإنصات، يحب الوضوح في الرؤى، ويحرص على استعمال أدق الألفاظ التي لا تحتمل التأويل، أو التحريف، أو تؤخذ على أي وجه في غير أهدافها الواضحة، ومقاصدها السليمة، لاحظت هذا حينما تشرفت بالعمل تحت رئاسته في مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، فكانت بالنسبة لي تجربة جديدة تعلمت من سموه، ومن حسن إدارته للنقاش، واستماعه لآراء الآخرين، ودقته المتناهية الشيء الكثير. وفوق هذا وذاك، عرف الأمير نايف باهتماماته الثقافية، وسعة اطلاعه، وحبه للكتاب، وحرصه على اقتنائه؛ فكوّن لذلك مكتبة عظيمة وعامرة بمختلف المظان، عرفت ذلك من خلال حديث تلفزيوني أو إذاعي شيق لسموه استمعت إليه منذ مدة طويلة، واستمتعت بما دار فيه، وبهرت بثقافة سموه، وحُسن اطلاعه، ومتابعته لما ينشر. وعلى الرغم مما التصق بمنصب وزير الداخلية في بعض البلدان من الشدة والصرامة والبطش وتكميم الأفواه إلا أنه ليس كذلك مع سمو الأمير نايف الذي رأينا من مواقفه وأفعاله وأقواله وتصرفاته بأنه يستخدم أسلوب المناصحة والتوجيه والمسامحة إلى جانب الحزم حينما يكون الحزم ضرورياً لأمن المجتمع وحماية أفراده. وعلى الرغم من الهاجس الأمني الذي لازم سموه سنين طويلة إلا أنه قريب إلى الناس، يحب الإحسان، ويصنع المعروف، ويفعل الخير، ويسمع الرأي الآخر، ويرعى الإعلام، ولا يحجر على الأقلام الواعية المسؤولة، أو يصادر الكلمة الصادقة الناصحة، أذكر أنه في لقاء أبوي سابق له مع طلاب المرحلة الثانوية في مكة المكرمة، في ذلك اللقاء أجاب سموه بصدق وصراحة وشفافية متناهية على جميع الأسئلة التي طرحها عليه بعض أولئك الطلاب، وبعد أن اختتم سموه اللقاء تدخل أحد الوزراء السابقين الذي كان يجلس قريباً منه، وهو غير وزير التربية والتعليم حينذاك، وقال - بما معناه - يا سمو الأمير: ما تنشره صحافتنا المحلية هذه الأيام عن وزارته وغيرها من الوزارات لو نُشر في أكثر صحافة العالم حرية لرُفعت ضدها دعاوى وقضايا لا حدود لها، فأجابه سموه إجابة دبلوماسية تحتمل عدم اعتراضه على ما ينشر في الصحافة المحلية، وعدم مسايرته وموافقته على ما طرحه ذلك الوزير، ثم ختم سموه إجابته بقوله: «لتتسع الصدور يا أخ فلان» ذلك بعض ما يدلل على شخصية الأمير نايف الواعية المتفتحة والمدركة لحركةالتطور والتقدم في فكر المواطن السعودي، ولو استعرضنا جميع ما رصدناه لسموه من الأحاديث والتصريحات الدالة على سموّ فكره، وسعة صدره، وذكائه، وفطنته، وتسامحه، واقترابه من الناس، ورعايته للثقافة والإعلام، لجاءت في مجلدات ضخمة، يضاف إليها مجلدات أخرى عن إنفاقه بسخاء على جائزته للسنّة النبوية، ورعايته للتعليم والبحث العلمي ومبرّاته، وإغاثاته، وصدقاته التي لا تنقطع في الداخل والخارج. وحينما يضع رجل الإصلاح والتطوير والتنوير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) ثقته في سمو الأمير نايف بتعيينه نائباً ثانياً لمجلس الوزراء فإنما يعرف أكثر من غيره أهلية سموه للثقة، ومقدرته على تحمل المسؤولية، وأنه أهل لها، وفي محلها، فهنيئاً لسمو الأمير نايف ولأنفسنا بهذه الثقة الغالية التي هي في محل اعتزازنا وتقديرنا وفخرنا، ولا نملك إلا أن ندعو لسموه (حفظه الله) صادقين مخلصين بالتوفيق والعون والسداد من الله سبحانه وتعالى. عضو مجلس الشورى
الرابط
رجل المهمات الصعبةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
412518النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14904المؤلف
احمد بن عمر الزيلعيتاريخ النشر
20090414الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية