مؤسسة الفكر العربي والسعي إلى التفوق
الخلاصة
عزيزي رئيس التحرير مؤسسة الفكر العربي لمن اطلع على موقعها الإليكتروني يرى أنها قد وضعت لنفسها أهدافا كبيرة واضحة ممكنة التحقق - إذا التزمت بها وسعت لها سعيا حثيثا - ومن أهم ما يميز تلك الأهداف الاستقلال حيث عرّفت به نفسها : « إنها مؤسسة دولية أهلية مستقلة ، غير ربحية ليس لها ارتباط بالأنظمة أو التّوجهات الحزبية أو الطّائفية، وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة ، ومبادئها ، وقيمها ، وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة ، وتعنى بمختلف سبل المعرفة من علوم وطب واقتصاد وإدارة وإعلام وآداب في سبيل توحيد الجهود الفكرية والثّقافية التي تدعو إلى تضامن الأمة ، والنّهوض بها والمحافظة على هويتها» . ومن هذا التعريف الذي مهدت به المؤسسة نستطيع أن نقترب من تلك الأهداف السبعة الرئيسة ، ولعلي أقف عند الهدف الأخير منها وهو : « استخدام البرامج الإعلامية والثقافية التي تسهم في نشر الفكر العربي ، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمة العربية لدى الآخرين» . فقد أشار سمو الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الأخير لمؤسسة الفكر العربي في القاهرة « فكر 7» أن القنوات الفضائية في الوطن العربي قد تجاوزت 400 قناة ، وإشارة سموه تؤكد تلك الأهمية لاستخدام البرامج الإعلامية والثقافية ، وهو أيضا دليل على الفوضى الإعلامية التي يعيشها الوطن العربي بخاصة والعالم بعامة، حيث لم تعد هناك إمكانية للسيطرة على البث الفضائي الذي أضحى جلّه عبئا ثقيلا على الأسرة والمجتمع ورجال التربية لما ينشره من أمور سيئة تهدد التربية والسلوك وتناقض قيم وثوابت المجتمع العربي وموروثاته. ولتحقق مؤسسة الفكر العربي أهدافها بات من الملح جدا أن تكون لها قناتها الفضائية التي تتمكن من خلالها الوصول إلى أهدافها ، وتتواصل مع محيطها العربي بخاصة والعالم بعامة ،حيث أضحى البث الفضائي - رغم اختلاف الأهداف والمناهج والوسائل - في سباق محموم. قليل من الناس من يكون النجاح حليفه في كل مسؤولية تسند إليه ، ولعل من أسباب ذلك - في المقام الأول - التوفيق ، وما يتمتع به أولئك من سمات وإمكانات شخصية ، ومن أولئك القلة الأمير خالد الفيصل الذي كان النجاح حليفه في جميع المسؤوليات والمهام التي تقلدها عبر ما يزيد على 40 سنة فقد كان له نجاح كبير في رعاية الشباب ثم إمارة منطقة عسير لأكثر من ثلاثة عقود حيث اقترن اسم سموه في كل مشاريع المنطقة وتنميتها وسياحتها ، ولا يمكننا أن نغفل الجهد الكبير والمتميز في إشرافه على جائزة الملك فيصل العالمية منذ تأسيسها ، والإدارة المتميزة التي أبرز من خلالها مؤسسة الفكر العربي خلال سنوات قليلة ، ونجاحه الرائع في المهمة الكبيرة لإمارة منطقة مكة المكرمة التي شرفه بها خادم الحرمين الشريفين ، وما تميز به حج هذا العام من نجاح شهد به الجميع يؤكد ذلك ويعززه ، ولعل ما أعلن عنه سموه من سعيه لمشروع جامعة الفيصل في محافظة جدة يضاف إلى تلك النجاحات الكبيرة لهذا الرجل الناجح. إن السعي إلى التفوق الإعلامي والثقافي المرتكز على أهداف واضحة نبيلة هدف مشروع يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية ووسائل تقنية متقدمة ، ويحتاج قبل ذلك كله إلى عزيمة صادقة وقوية ، وهي جميعها متوافرة لدى مؤسسة الفكر العربي. عبد الله بن مهدي الشمري - الخفجي
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
412169النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
12979الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الثقافة العربيةتاريخ النشر
20081227الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر