الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
يوم عرفة .. توحيد لله ووحدة للأمة
الخلاصة
يوم عرفة .. توحيد لله ووحدة للأمةكلمة الاقتصادية اليوم عرفة والحج عرفة .. فالوقوف بها أهم أركان الحج وفيه تتجلى معاني الوحدة بين المسلمين، حيث يقف الحجاج في مكان واحد وزمان واحد ولباس واحد ملبين بصوت واحد في نداء خاشع لخالقهم الذي افترض عليهم أداء هذه العبادة العظيمة منذ عهد أبي الأنبياء إبراهيم ــ عليه السلام ــ صاحب الحنيفية السمحة التي لم تتغير مع تعاقب الدهور، بل تأكدت عبادة وشعيرة حتى بعث الله خاتم الأنبياء ــ عليه أفضل الصلاة والسلام ــ مشرعا ومؤكدا أنه «لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، وأن الحج عبادة لله ووحدانية له ووحدة بين المسلمين في لباسهم ونسكهم ونقاء قلوبهم وتضامن كلمتهم. إن يوم عرفة من أيام الله المشهودة، فاليوم يقف الحجاج على صعيد عرفات بعد أن قضوا يوم التروية وهم يستعدون للانتقال إلى مزدلفة للمبيت فيها ليلة يوم النحر مكملين شعائر هذه الفريضة التي تتجدد كل عام ومعها تتجدد رعاية الدولة لضيوف الرحمن وتسخر لهم الطاقات كافة وتوفر الخدمات الصحية وتشرف على أمنهم وترعى طمأنينتهم، وتحرص على أن يعيش كل حاج وحاجة أجواء السكينة والأمان منذ لحظة قدومهم وحتى إتمام مشاعر حجهم وعودتهم سالمين إلى بلادهم، وهو واجب ديني لا تألو الدولة جهدا في الارتقاء به من عام إلى آخر، فالتطوير برنامج يصاحب عمل المرافق العامة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. لقد دعا الإسلام لأداء فريضة الحج مرة واحدة في العمر على المستطيع وفي كل عام تجدد الدولة هذا المفهوم التوعوي الذي يركز هذا العام على أن «الحج عبادة وسلوك حضاري» أيضا فيه يؤدي الحاج فريضة الركن الخامس في الإسلام مراعيا ما تفرضه الدولة الراعية للمقدسات من أنظمة وتعليمات تم سنها لمصلحة الحجيج أفرادا وجماعات دون محاباة أو مجاملة، ففي كل عام يزداد عدد الحجاج مع توافر وسائل النقل والقدرة على أداء الفريضة حتى أصبح تكرار الحج عادة يمارسها البعض غير عابئين بما يؤدي إليه ذلك من حرمان غيرهم من أداء الفريضة، والأهم من ذلك ما يحاوله البعض من أداء الفريضة دون تصريح نظامي وهو أشبه بالتخطي غير النظامي لأماكن تفويج الحجيج وما تحذر منه الحكومة وتعمل على منع وقوعه، ما يعتقده البعض جزءا من النسك، وهو في الواقع رفث وخطيئة تخرج الحاج عن نسكه وتحول أداءه لفريضته إلى جدال عقيم وممارسة لسلوك عدائي يضر ولا ينفع أحدا، عدا ما فيه من أذى يلحق بإخوانه المسلمين ويعرض أمنهم وسكينتهم للخطر البالغ الذي نتمنى ويتمنى كل مسلم عدم حدوثه حتى لا تضطر الجهات الأمنية المختصة إلى وقفه ومنع وقوعه. إن كل مسلم متفائل بنجاح حج هذا العام وعدم حدوث ما يعكر صفو الحجيج وتمتعهم بأداء نسكهم، كما أن كل مسلم يشاهد ما أنجزته الدولة من مشاريع ضخمة وحيوية لخدمة الحجاج ولتسهيل أدائهم مناسك الحج، بدءا من جسر الجمرات، الذي يفتتح هذا العام بكامل طاقته الاستيعابية ليحل مشكلة الازدحام التي تتكرر عند الرمي في أيامه الثلاثة، خصوصا ثالث أيام التشريق، حيث يتعجل الحجاج العودة إلى ديارهم. إن حج هذا العام يشهد تطبيق قرار منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا إلى المشاعر، وفي العام المقبل سيتم تدشين مشروع قطار المشاعر، ما يسهم في حل مشكلة الاختناقات المرورية، التي هي محل عناية شديدة من الدولة، حيث تسعى إلى تسهيل حركة السير والانتقال بين المشاعر، وإن كل حاج يلمس ما تضيفه المشاريع من راحة وطمأنينة له، فخدمة الحجيج واجب وشرف لهذه الدولة وشعبها ومرافقها ورعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وكل مسؤول عن خدمة ضيوف الرحمن.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
412864النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5890الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
رعاية الحجاجمناسك الحج
تاريخ النشر
20091126الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية