الرياض .. الحكمة في مواجهة القرصنة
الخلاصة
المحاولات السعودية الجارية على قدم وساق لوقف مسلسل العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين، نجحت إلى حد كبير في بلورة موقف ما بدأ يتضح من خلال المساعي المتواصلة للدبلوماسية السعودية مع عواصم الدول الكبرى المؤثرة. ربما يكون من المبكر الحديث عن نتائج سريعة، لكن مسحة التفاؤل التي تسود الأروقة الدبلوماسية، خصوصاً بعد التأكيد السعودي/ الفرنسي خلال زيارة الأمير سلطان لباريس قبل أيام، على خطوات مهمة لوقف العدوان، إضافة لإيفاد خادم الحرمين الشريفين لوفد سعودي رفيع إلى واشنطن ولندن وموسكو حاملاً رسائل عاجلة لقيادات هذه العواصم، وما أعلن قبل ساعات عن تحول مهم في الموقف الأمريكي الذي كان يعارض وقف إطلاق النار ، من حيث اتفاقه واقترابه من الموقف السعودي الداعي لإنهاء الحالة العدوانية الإسرائيلية ومساعدة الدولة اللبنانية على بسط سيادتها الكاملة على كل أراضيها.. خاصة وأن المملكة كانت صاحبة أول دعوة جدية وحقيقية من خلال اتفاق الطائف، استطاعت من خلاله إنهاء سنوات من الحرب الأهلية وتكريس مؤسسة الدولة اللبنانية بشكل كامل وواضح. الوضع الحرج الآن يتطلب من الجميع ـ خاصة من القوى النافذة ـ نوعاً من العقلانية لمعالجة نتائج التهورات وفك التشابك، وهذه العقلانية السياسية يجب أن تركز على وقف القرصنة الإسرائيلية أولاً، وبالتالي مسبباتها الاستفزازية من خلال تصميم دولي وإرادة واضحة لا لبس فيها أو مجاملة، تطبق الشرعية الدولية على الجميع دون استثناء أو تمييز، ودون أن تعتبر الحقوق الطبيعية للشعوب إرهاباً، ولا تضفي على نماذج الفتونة العسكرية والهيمنة والغرور مسوحات من بطولة سلمية أو حربية. التسارع العسكري المتصاعد يتطلب مداولات جدية حول صيغة ما تنهي العدوان الصهيوني وتحفظ أرواح المدنيين العزل وتنقذ منجزات بنيوية واقتصادية من الانهيار التام نتيجة ردود أفعال متهورة غير مسؤولة لتصرفات طائشة وغير مسؤولة أيضاً، المنطقة بحاجة أكثر من أي وقت لحكماء لا قراصنة، وبحاجة أيضاً لتهدئة مشاعر شعوب عانت من القهر والتفرقة والظلم السياسي من عالم لا يزال للأسف يكيل بمكيالين، والعقلاء وحدهم هم الذين يعرفون كيف يخرجون من الأزمة لا يقعون في مصيدتها.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
412974النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12093تاريخ النشر
20060725الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
بريطانيا
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
كامبردج - بريطانيا
واشنطن - الولايات المتحدة