الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لن أعيش في جلباب ضيّق!
التاريخ
2010-01-24التاريخ الهجرى
14310209المؤلف
الخلاصة
استفسر تشرتشل من مستشاريه عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية عن القطاعات التي لا تزال تحتفظ برمقها ليبدأ منها، فكان الجواب: قطاعي التعليم والقضاء، فعلم أنه سينهض ببلاده، وقد كان. هكذا نقرأ قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمديد مدة الابتعاث الخارجي خمس سنوات مقبلة تضاف إلى الخمس الأولى، صحيح أننا لم ندخل حرباً وقطاعاتنا لم تدمر، ولكن تعليمنا كان بحاجة إلى تغيير مكانه، وليس أدل من تفوق أبنائنا وتحقيقهم لاكتشافات لم يصل إلى مستواها المتقدم أبناء البلد المضيف نفسه، وقد أسفرت مراحل الابتعاث الخارجي الخمس عن تدريس70 ألف طالب وطالبة، وزمن الابتعاث الآتي لن يقل بحال عن هذا العدد، إن لم يفقه، والسؤال: ماذا سيحل بـ150 ألفاً من المتعلمين بعودتهم للوطن؟ سئل نهرو عام 1954عن مشكلاته مع شعبه، فأجاب:لدي 360 مليون مشكلة في الهند، ناظراً إلى صعابه من خلال 360 مليون نسمة تعداد سكان الهند حينها، فهل سنكون في انتظار 150 ألف مشكلة؟ نحن لا نحتاج إلى التقليل من الرهان على دور المبتعثين في الممارسة والوعي، وفي نزع فتيل الجهل وتحييد أصحابه، لإعادة التقدير للمجتمع السعودي كقيم وسلوك وتوجهات نابعة من إرادة إنسانه، نحن لا نحتاج إلى تسخيف دور العلم الذي سيأتي به أبناؤنا فلأجل هذا الدور ابتعثوا، وعلينا أن نعوّل عليهم في تجسيد الشروط المدنية للدولة المتحضرة، ولكن السؤال الاستباقي: هل سيتركوا في حال سبيلهم؟ فواقعنا الذي خبرناه يقول إن من درس في الخارج أو استشهد بطرائق بلادالفرنجةفهو حتماً علماني أو ليبرالي أو تغريبي... وقائمة المسميات تطول وتتجدد، فإن كان المستهدف امرأة فلا أسهل من تناول شرفها ومناشدة أهلها في لجم ابنتهم المتحررة التي لم تجد من يشكمها، وتظل الساقية تدور: أنت في وضع متهم في دينك وعاداتك وقناعاتك وعليك أن تدافع وتتدافع وتثبت العكس، ولن تثبت شيئاً، أو تمل وتخنق وتجدك تغادر وطنك متأسفاً عليه وعلى وطنيتك، مقنعاً عقلك أن في العمر عدد سنوات لا تريدها أن تتسرب، بمنطق أن أحيا لا أن أموت هذا هو اختياري، أو في أحسن الأحوال وكما هو حاصل، تحرص ألا تقطع الصلة بوطنك ولكن تحوله إلى مصرف للتمويل، تأتي إليه لمباشرة أعمالك، وتحصيل مستحقاتك، والعودة وبسرعة إلى حيث استقر أهلك، في دولة مجاورة أو بعيدة لا يهم، فالأهم ألا تتنفس هواء الوصاية، والسؤال: هل يكون بعد عشر سنين من الآن، هذا هو مصير أبنائنا بكل ما تكلفته الدولة على تعليمهم؟ فلا نتوقع بعد أن تتفتح عيونهم على احترام القوانين والإنسانية، وبعد أن يتعودوا على مسألة المنطق والتقدير وحرية الرأي، وبعد أن يتواصلوا مع أحلامهم وقيمهم كبشر مؤهلة، أن يرضوا بالأقل، فماذا إن حصل الصدام بين أجيال متعنتة تظن أنها تتحرك باسم الدين بتفسيرها الأحادي، مقومة الإنسان بمظهره لا بوطنيته، وبين جيل آخر لا ينتمي إلى هذه المدرسة، ولا يرغب في أن يعيش في جلبابها الضيق؟ عند التخطيط الوطني، وعند أمن الوطنيجبأن تكون الأجوبة حاضرة ومحسوبة.
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
413145النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17096الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالمنح الدراسية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
المؤلف
ثريا الشهريتاريخ النشر
20100124الدول - الاماكن
السعوديةالهند
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
نيودلهي - الهند