الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة الكويت ومصير المبادرة العربية للسلام
التاريخ
2009-01-24التاريخ الهجرى
14300127المؤلف
الخلاصة
عندما قدمت المبادرة السعودية إلى قمة بيروت العربية في آذار (مارس) 2002 اعتمدتها القمة فأصبحت ملزمة لكل الدول العربية، وهي تقول ببساطة إن العرب مستعدون لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا التزمت إسرائيل بإعادة الحقوق إلى أصحابها، علماً بأنها يجب أن تلتزم بذلك وفقاً للقانون الدولي دون حاجة إلى مقابل. وقد ثار الجدل حول المبادرة ومفهومها، وما إذا كان وفاء إسرائيل بشروطها يلزم الدول العربية بالتطبيع معها، كما حظيت المبادرة بأعلى درجة من الجدل بحيث أصبح مصيرها محكاً للشقاق العربي، ويمكن أن نحدد إجمالا أربعة مواقف عربية ظهرت تجاه هذه المبادرة. الاتجاه الأول، يرى أنه لا يزال أمام إسرائيل وجهة نظر عربية، وأنها يجب أن تستمر على أن يستمر الضغط على إسرائيل لقبول هذه المبادرة. أما الاتجاه الثاني، فيرى أن إسرائيل استقبلت المبادرة العربية بالطريقة الإسرائيلية، وهي بدء مذابح جنين باعتبارها تحية صهيونية للعالم العربي، وأن إسرائيل ظلت تنظر إلى هذه المبادرة من منظور مشروعها، ما أعطى الانطباع بأن إسرائيل قد ضمنت العالم العربي وليست بحاجة إلى أن تقدم له شيئاً مما جاء في المبادرة، لأنه ببساطة يتناقض مع مشروعها الصهيوني، كما أن خطابات الضمان الأمريكية المقدمة لإسرائيل عام 2004 تلغي تماماً منطق هذه المبادرة. ولذا وجد هذا الاتجاه أنه آن الأوان لإعلان وفاة المبادرة بعد أن تركت أمام أبواب إسرائيل في العراء طوال تسع سنوات. ومعنى ذلك في نظر هذا الاتجاه أن السلام غير ممكن، خاصة بعد ما حدث في غزة من بربرية أخرجت إسرائيل عن دائرة الإنسانية. ويترتب على ذلك عند هذا الاتجاه أن البديل هو البحث عن احتمالات أخرى ومن بينها دعم المقاومة العربية. وقد بدا هذا الاتجاه بالنسبة للبعض في العالم العربي على أنه انتصار المقاومة ضد منهج التسوية. أما الاتجاه الثالث، فيرى أن إلغاء المبادرة العربية يجب أن يسبقه تحضير البدائل. وخلال افتتاح القمة قدم خادم الحرمين الشريفين رأياً رابعاً وهو الذي ساد المؤتمر وأجمعت القمة عليه، وهو أن إسرائيل عصابة إجرامية، وأن إحراقها لغزة يجب ألا يمر بغير عقاب، وأن مأساة غزة تعني أن هذه المبادرة لن تبقى إلى الأبد، فترك هذا الاتجاه الباب مفتوحاً أمام الإبقاء عليها أو سحبها، وأن العالم العربي يحتفظ بزمام المبادرة في هذا الشأن. أهمية هذا الاقتراح أنه أجتذب الجميع وأخرج القمة من مستوى الملاحاة، خاصة أن خادم الحرمين الشريفين أتبع هذا الاقتراح بعمل مؤثر وهو تحقيق المصالحة بين الإخوة، الذين لاشك أحرجهم الشقاق بينما غزة تحترق وهم يتجادلون في قضايا مهما كانت أهميتها إلا أنها أدنى مما يتطلبه التضامن العربي من أجل غزة. والحق أن هذا الرأي يعني أن العالم العربي يمر بالمبادرة إلى مرحلة جديدة، ومؤدى ذلك أن العالم العربي لن يفرط في حقوقه فأعاد الكرة مرة أخرى إلى ملعب إسرائيل، ووضعها تحت اختبار جديد، ولكن هذا الاختبار لكي ينجح لابد من دفع الموضوع بقوة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة أن المبادرة تقول إننا نحن الذين نريد السلام، أما إسرائيل فهي التي تدفعنا دفعاً إلى الصدام.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
416367النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5584الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالله الاشعلتاريخ النشر
20090124الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
غزة - فلسطين