الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هدية جامعة الملك عبدالله إلى الجامعات السعودية الأخرى
التاريخ
2009-09-30التاريخ الهجرى
14301011الخلاصة
آفاق تنمويةهدية جامعة الملك عبدالله إلى الجامعات السعودية الأخرى د. عبدالقادر الفنتوخأصبح حلم جامعة الملك عبدالله البحثية الرائدة حقيقة مليئة بالحياة، مُتحفزة للإسهام العلمي والتقني في المجالات الحيوية المهمة التي اختارتها للانطلاق بها واحتلال مكانة معرفية مُتميزة، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً. ولا شك أن هذه الجامعة نالت دعماً كبيراً، وهذا الدعم ما هو إلا استثمار يظهر مردوده في المُستقبل من خلال عطاء الجامعة وعبر مُنجزات خريجيها. لقد حصلت الجامعة على أفضل ما يُمكن أن تحصل عليه أي جامعة عالمية طموحة: الإنسان المُتميز المُتمثل في الأساتذة أو الدارسين المُختارين، وكذلك المساعدين، الفنيين منهم والإداريين؛ والمكان الجميل المُحفز للدراسة والبحث والإنجاز؛ والأجهزة والمعدات والإمكانات البحثية الدراسية الحديثة؛ إضافة إلى الدعم والتشجيع الشخصي لخادم الحرمين الشريفين راعي الجامعة وصاحب الرؤية الطموحة لمسيرتها المستقبلية. تحمل جامعة الملك عبد الله هدية ثمينة لجامعات المملكة الأخرى سواء التي سبقتها أو التي تلحق بها. تحمل هذه الهدية الثمينة اسماً من كلمة واحدة هي المُنافسة. فالمنافسة طريق للإبداع والابتكار والتميز على كُل من مستوى الفرد والأسرة والمُؤسسات، بل وعلى مستوى الأمم والإنسانية جمعاء. فإذا نجح الابن الأول في أسرة من الأسر، كان ذلك بفعل المنافسة الإيجابية حافزاً لإخوانه على النجاح بل والتفوق أيضاً. وإذا نجحت مُؤسسة في مدينة من المدن كان ذلك بذات الفعل حافزاَ على نجاح المُؤسسات المجاورة لها أو المُتعاملة معها. وتنضم جامعة الملك عبد الله إلى أسرة الجامعات السعودية لتكون بنجاحها المتوقع مُحفزاً لأخواتها ودافعاً للانطلاق مثلها نحو الإسهام المعرفي المُتميز محلياً وعالمياً. ولعل الرؤية التي أفرزت جامعة الملك عبد الله ارتأت أيضاً أن لهذه الجامعة دوراً في تجديد بيئة التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة، وضخ دم جديد في عروقها، كي تُكون أداة فعّالة لتحقيق آمال الأمة وتطلعاتها. وإذا كانت جامعة الملك عبد الله قد أهدت تحدي المنافسة الإيجابية إلى أخواتها من الجامعات السعودية الأخرى، فإن على هذه الجامعات أن ترد الهدية بمثلها بالمنافسة الإيجابية أيضاً وهي لا شك تستطيع ذلك. فهي أيضاً نالت وتنال من الدعم الكثير. بل إن دعم الجامعات السابقة كان مستمراً لسنوات طويلة تراكمت خلالها الخبرات المُفيدة. وإذا كان الزمن قد تسبب في تراكم الغبار هنا وهناك، فإن هدية المُنافسة الإيجابية تقضي بنفض هذه الغبار والتزود بطاقة العطاء من جديد ودخول حلبة المنافسة، كجامعة الملك عبد الله، محلياً وعالمياً على حد سواء. إذا كانت جامعة الملك عبد الله قد اختارت أفضل الأساتذة، فإن في جامعاتنا من تخرجوا من أفضل جامعات العالم، بل إن كثيراً من هؤلاء استطاعوا أن يضعوا بصمات من الإنجاز العلمي في المجلات العلمية المُحكمة حول العالم. ولعل بين ما ينقص بعض جامعاتنا هو البيئة المُحفزة داخل الجامعة، والتفاعل المُحفز مع المُجتمع. لقد وعت كثير من جامعاتنا ذلك وهي على طريق التطوير، وما تحتاجه للمستقبل هو إرادة الاستمرار في هذا التطوير، فهو الذي يسمح لها برد الهدية ربما بأفضل منها، خصوصاً إذا كان التطوير شاملاً ومستمراً وتحكمه تطلعات وإرادة تُماثل تلك التي جعلت جامعة الملك عبد الله حقيقة واقعة. لا شك أن التعليم العالي في بلادنا، وفي هذا العصر بالذات الذي يُتيح له دوراً مُتنامياً في حياة الإنسان، يقف أمام تحديات مُستقبلية كثيرة. وهو لحسن الحظ يلقى دعماً غير مسبوق، ليس فقط عبر إنشاء جامعة الملك عبد الله، أو من خلال إنشاء جامعات المناطق، أو في التحفيز والتطوير الذي تشهده الجامعات الأخرى المُختلفة، بل في كُل ذلك معاً. وعسى أن ننجح في هذا العمل الصالح، والله ولي التوفيق.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
416811النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15073تاريخ النشر
20090930الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية