الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأسرة أولا عند محمد ابن نايف
التاريخ
2009-09-13التاريخ الهجرى
14300923المؤلف
الخلاصة
الأسرة أولا عند محمد ابن نايف عبدالملك علي الجنيدي موقفان يلخصان لنا سلوك الدولة ورجالها أعزها الله ونصرها على كل باغ ومجرم في التعامل مع الأسرة والمحافظة على خصوصيتها وقدسيتها.الموقف الأولكانت الساعة تقترب من العاشرة ليلا، أما المكان فهو إحدى الشقق السكنية في حي الصفا بمدينة جدة، وذلك قبل عدة سنوات.كانت الأم منهمكة في الترتيبات الأخيرة للمنزل الصغير وأطفالها قد توزعوا في البيت.وفجأة شق سكون تلك الليلة زخات من الرصاص وأصوات أناس يهرولون إلى المبنى. كانت الثواني المعدودة كفيلة بتجمع الأسرة الصغيرة حول الأم والخوف يلف المكان.انقطع أزيز الرصاص ليظهر صوت سيارات الأمن فيتغير الحال.مضت دقائق معدودة وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان.إذ طرق الباب شخص ما، يبدو أنه هو الهارب من رجال الأمن.كان الطرق عنيفا حتى تخيلت الأم أن الباب قد خلع من مكانه.سمع الطارق ضجيج الأطفال بالبكاء فتوقف ليستغيث. قال للأم وأطفالها: أنا شاب والشرطة تطاردني بالله عليكم آووني أحتاج مساعدتكم.ردت الأم ولماذا تطاردك الشرطة.فأجابها: الموضوع طويل وكل ما أحتاجه أن تفتحوا لي الباب أختبئ حتى تغادر الشرطة ثم أترككم وشأنكم.فأجابت الأم: استح على حالك، كيف تختبي بين النساء والأطفال ثم أنني لن أفتح الباب خوفا على نفسي و صغاري منك ثم إن ديننا ينهى أن نؤوي محدثا وأنت قد أحدثت وإلا لما طاردتك الشرطة.عندها أدرك أن هذا الملاذ الأمن الأخير لن يكون له فتوسل إليها قائلا. افتحي يا والدة فالشرطة لا تقتحم البيوت التي فيها نساء.رفضت الأم وأجابته: أنهم خير منك إن كانت تلك طباعهم، ولن أفتح لك الباب مهما توسلت.انقطع الصوت وسمعت ركضه بعيدا عن الشقة.تذكرت أنا جملة الشرطة لا تقتحم البيوت التي فيها نساء وأنا أستمع لمحادثة الأمير محمد مع الإرهابي الهالك، وأطرقت بالتفكير في هذه الدولة التي فيها من شيم الأخلاق ألا تقتحم شقق الأمنين حتى للتفتيش أثناء المطاردة فكيف تحارب؟ ولماذا تحارب؟ ولمصلحة من يراد هدم هذا النظام الاجتماعي؟ففي الوقت الذي تداهم قوات الأمن المساكن ليلا ونهارا في كثير من دول العالم، بل ويصل الأمر إلى اعتقال من تشاء والإفراط في استخدام القوة، تقدم قوات الأمن لدينا مثالا للإنسانية الراقية في عدم انتهاك خصوصية المنزل وأهله، مع أن هذا السلوك الراقي قد يستغل من قبل المجرمين ومرضى النفوس، مثل ذلك الدعي ولسان حال قوات الأمن لدينا لأن يخطئ الحاكم في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة.والأمر نفسه تكرر وفي الخفاء في حادث الاعتداء على الأمير محمد بن نايف. الموقف الثانيلا تزال الأسرة حجر الزاوية في منظومتنا الاجتماعية، ومن هنا جاءت عبارات الأمير محمد بن نايف مليئة بالإنسانية وبالشيم وبالأخلاق العربية وهو يحاور ذلك الإرهابي ويعيد عليه مرة بعد أخرى أن أمر الأسرة هام ويجب على المرأة أن تعود هي وأطفالها. كان ذلك الحديث في الخفاء وما كان له أن يظهر لولا ما أقدم عليه أولئك المجرمون من جريمة مقززة تتنافى مع الشرف والأخلاق والدين وكل فضيلة، ولسان الحال لم يكن الأمير بحاجة إلى أن يكشف لنا اهتمامه بقيم وعادات المجتمع لولا غدر أولئك البغاة.ما نحن بصدده هو ذلك الصدر الرحب والإنسانية التي أظهرتها الدولة أعزها الله مع أولئك البغاة ولا أقول المغرر بهم، فالأطفال القصر الذين هربوا إلى اليمن مغرر بهم، أما الكبار فهم ليسوا كذلك وهم مسؤولون عن تصرفاتهم. هذه المعاملة التي تندر من حسن الاستقبال والمناصحة والتأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي بل ويصل الأمر إلى مساعدتهم في الزواج وكذلك في العمل التجاري والمساعدة المالية. فماذا كانت النتيجة؟رد هؤلاء المغرضون على الإحسان بالسوء، وعلى الثقة بالغدر، لكن الله أبى وهو يعلم السر وأخفى، فرد كيدهم في نحورهم لم ينالوا شيئا، إلا الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة.كان كلام الإرهابي واضحاً وملغماً، عندما قال للأمير سيكون في رمضان هذا نقلة نوعية، وإذا بالدعي يقصد شيئاً ربما لم يدر في خلد الأمير محمد، لكن الله سلم وجعل تدبير ذلك المجرم تدميره لتتطاير أشلاؤه وليهلك عن بينة ولسان الحال قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاحماك الله سمو الأمير ووفق سمو النائب الثاني وزير الداخلية لتحموا أمن هذه البلاد تحت راية التوحيد وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه حتى تستمر الحياة السعيدة لمواطنيها. 1 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
417680النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3271الهيئات
وزارة الداخلية - السعوديةالمؤلف
عبد الملك الجنيديتاريخ النشر
20090913الدول - الاماكن
السعوديةاليمن
الرياض - السعودية
صنعاء - اليمن