الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اضحك فأنت في جدة
الخلاصة
مدينة جدة ثاني أكبر المدن في المملكة بعد العاصمة تغزل بها كثيرون ووصفوها بصفات عدة كعروس البحر الأحمر وأكدوا ذلك من خلال شعار (جدة غير) وقارنوها ببعض المدن الدولية كدبي وبيروت وباريس بل حتى لندن وأقاموا بها المؤتمرات الاقتصادية والدولية والسنوية والمنتجعات السياحية والمهرجانات واعتبروها مدينة سياحية ودعوا الناس لزيارتها وترشيحها لجوائز عديدة وفي كل يوم نسمع عن افتتاح مراكز تسويق ضخمة فيها هنا وهناك وتخصيص ميزانيات ضخمة لعديد من المشاريع الرئيسية، التي تكلف مئات الملايين بها، وفي كل يوم نسمع عن وجود عدد من الرؤساء والشخصيات الكبيرة العالمية التي تأتي إليها من كل مكان، ومع كل إعلان ميزانية تنتعش نفوس أهاليها وتحلق آمالهم بأنه في هذه السنة سيكون الفرج وفي هذه السنة ستنتهي المعاناة وتكتمل المشاريع الرئيسية من تحلية مياه وصرف صحي وكهرباء ويكاد لا ينقضي أسبوع إلا وهناك عدد من المقالات عن جدة، التي لا أملك نفسي عند قراءتها إلا أن أضحك وأنا أرى كتابها يقارنون بينها وبين مدن أخرى زاروها ويصفون تلك المدن بشيء من الضيق ويلحقون ذلك بالإمكانات البسيطة لتلك الدول، التي لا تقارن بإمكاناتنا ويطالبون بتوفير خدمات أخرى مشابهة لما هو موجود في تلك المدن مثل مطار مناسب آخر أو توسيع للمطار الحالي وانسيابية الشوارع التي ضاقت مع زيادة عدد السكان أو المطالبة بالحدائق أو الملاعب أو غيرها من الأمور الأخرى التي من رأيي تعد أمراً ثانوياً بل هامشياً بجوار الاحتياجات الرئيسية لجدة. ومع كل هذه التطلعات فإن أجزاء من مدينة جدة ( العالمية ) تعيش اليوم بلا ماء أو كهرباء أو صرف صحي، تخيلوا نحن نطالب بالعديد من الخدمات الأخرى وبعض البيوت لم يصلها الماء منذ أسابيع بل منذ أشهر وبيوت أخرى لا يوجد بها ماء أو كهرباء أصلاً وإن وجدت فعادة ما تنقطع دون سابق إنذار. هذا بالنسبة لما هو موجود فضلاً عن أولئك الذين وضعوا كل ما لديهم في أراض تبعد 40 و50 كلم من وسط المدينة وهم في انتظار الفرج أن يأتيهم ليبنوا مساكنهم عليها لعدم وجود أراض في داخل جدة يقل المتر فيها عن 1000 ريال أو أولئك الذين أكملوا مساكنهم وفوجئوا بعدم وجود الخدمات الرئيسية بعد وعود ووعود أغرتهم بالشراء ثم أخلفت . إننا في حاجة ماسة لأن نسخر إمكاناتنا وجهودنا وخطاباتنا ومقالاتنا لتوفير الاحتياجات الرئيسية لجدة كالماء والكهرباء والصرف الصحي والخدمة الهاتفية وغيرها من الأسس التي توفر الحياة الكريمة لسكانها، أما إصلاح الشوارع ورصفها وتوفير الحدائق وتنظيف الكورنيش وغيرها من الأمور فقد أصبحت بالنسبة لسكان جدة شيئاً من الرفاهية ومن الكماليات التي على سكان جدة ألا يطالبوا بها وأن يهتموا بالأوليات فبعضهم يعيش بلا ماء ولا كهرباء. إن سكان جدة هم جسد واحد ويجب على هذا الجسد أن يتكاتف ويتحد ويتضامن في سبيل أن يعيش أهالي المدينة باطمئنان وألا يكون هناك تفرقة أو تميز في الخدمات التي تقدم لهم ، فكيف يهنأ بعض أجزاء شمالها بالنوم وجزء من جنوبها ينقصه الماء والكهرباء وكيف يهنأ جزء من غربها بالأشجار والظلال وجزء من شرقها يعيش في ظمأ، يكسوه الظلام في المساء بل كيف نسعى لإنشاء مدن جديدة نموذجية بالقرب من جدة وجدة تعاني ما تعانيه من نقص شديد في الخدمات الأساسية، إنها مدينة واحدة فلا بد للخدمات فيها أن تكون واحدة وأعز الله خادم الحرمين الشريفين، الذي قال في كلمته التي ألقاها عند توليه الحكم (خدمة المواطنين كافة بلا تفرقة).
الرابط
اضحك فأنت في جدةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
419641النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5273الموضوعات
السعودية - السكانالمشروعات البلدية
المواطنة
تنقية المياه
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
تاريخ النشر
20080319الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية