الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
كبد الحقيقة بين خطاب الملك وتصريح الأمير
التاريخ
2007-05-18التاريخ الهجرى
14280501المؤلف
الخلاصة
كبد الحقيقة بين خطاب الملك وتصريح الأمير د. عبدالعزيز بن عبدالله الأحمد إن عقلاء الأمم في قديم الزمان وحديثه يؤكدون ان نشوء الحضارات وقيامها واستمرارها يرتكز على أسس صلبة من البناء المعرفي والقيمي والتربوي، وكل ذلك يرجع إلى تحول أنظار بُناتها إلى ذواتهم وتقييمها تقييماً صادقاً هادئاً عاقلاً جاداً بعيداً عن المزايدات أو رمي الخطأ على الآخر.. أو الخارج!! ولو أجال الناظر منا بصره فيما حوله من نجاح أو فشل أممي أو فردي لرجع إليه بصره بنتيجة مؤداها ان المستبد الذي يظن أنه وصل القمة وهو غافل عن التدقيق والتقييم قد أذن بالسقوط والحقائق ماثلة للعيان بخلاف من يسعى للصعود فإذا وصل قمة زاده ذلك تقرباً وتواضعاً ومراجعة.. بخطى متزنة وعاقلة. ولقد ظهر ذلك لكل ذي عينين حينما صرح بذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته الرائعة المختصرة أمام ثلة من قادة العرب والمسلمين: (إن اللوم الحقيقي يقع علينا نحن قادة الأمة العربية.. فخلافاتنا الدائمة ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة.. كل هذا جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا.. وتفقد الأمل في يومها وغدها). أرأيتم كيف شخص - حفظه الله - داء من الأدواء بكل صراحة وشفافية، مؤيداً ذلك بمحاسبة النفس والآخرين أمام العالم.. بإعلامه وأعلامه! إن الاصلاح كما يقوله المتخصصون بمسارات الأمم وحضاراتها وبناة الذوات ومعدلو سلوكياتها يمر عبر ثلاث مراحل. أولاً: الشعور أو الاحساس بالخطأ أو الداء، إذ عدم الاحساس به دلالة حمق وجهل مركب بغيض. ثانياً: الاعتراف بذلك بواقعية وموضوعية وعدم التحايل لانكاره. وكلا هذين الأمرين ظاهران في خطاب خادم الحرمين الشريفين ففيه استشعار الداء والاعتراف به. ثالثاً: التصحيح للخطأ والسعي لمعالجة الأدواء والعلل.. وهي الخطوة الجبارة اللاحقة.. غير أنها لا تجدي ما لم تتحقق الخطوتان الأوليان محلياً قوله بالآية الكريمة في سورة الرعد والأنفال: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). نطق المليك فطاشت النظرات وتراقصت في ثغره الكلمات قلت الحقيقة والحقائق مرة متلوة تزهو بها الآيات ان التغير في النفوس يعوزه قلب يصان وتصلح العادات ولقد تكاملت الصورة حيال هذا الموضوع المهم الخطير أكثر وأكثر حينما صرح (الأمير الحكيم) وزير الداخلية - سلمه الله - في المنتدى الإعلامي الرابع مشير إلى نموذج سلبي أراد التغيير غير أنه جافى المنهج الصحيح في مداواة الداء (ممن لديهم ارتداد خطير من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين) كما أنه يوجد صنف آخر يرتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكلتا الفئتين تزيدان نير الفتن ويذكون أتون الفرقة.. والأمة عطشى للنظرة العاقلة المتزنة السائرة على منهج التوسط والاعتدال المقومة لذاتها قبل الآخرين فحينها تتجه سفينتنا نحو الاجتماع والأمان والعز في الدنيا والآخرة. وهي دعوة لكل أمير وعالم ووجيه ومدير أو مسؤول.. ان اقتدوا بما قاله رأس الهرم ولي أمر هذه البلاد. فإلى الشعور والاعتراف.. والسعي للتصحيح.. وما بقي على الجميع إلاّ التأسي والسعي لتحقيق ذلك واقعاً عبر نظرات وتطبيقات.. وللحديث بقية. @ المشرف العام على مركز وموقع حلول للاستشارات والتدريب
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
421526النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14207المؤلف
عبدالعزيز بن عبدالله الاحمدتاريخ النشر
20070518الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية