التحفّظ ... وضرب لماذا!
التاريخ
2009-06-01التاريخ الهجرى
14300608المؤلف
الخلاصة
التحفّظ... وضرب لماذا! جميل الذيابيأحياناً تكون الكتابة ضرباً من جنون الكلمة «الناطقة»، ضرباً من الوعظية والنصيحة «الممجوجة»، ضرباً من الوصاية والإقصائية «المكروهة». الكتابة ليست مهمة «صعبة»، وفي الوقت نفسه «صعبة»، خصوصاً عندما تكون أشبه بلوحة «سبورة حائطية» ترص عليها كلمات وحروف بلا معنى، لمجرد ركل الأسطر خلف بعضها. الكتابة لغة تفاعلية بين كاتب وقارئ يبحث عن معلومة مفيدة بعيداً عن المداهنة أو الفزعة المعنوية. الكتابة لغة تواصل إنسانية بها حميمية لو لحّنها كاتب في الغرب لعزف على أوتارها قارئ في الشرق، الكتابة أشبه بـ «بلسم» عند الاتفاق أو الاختلاف متى ما تسامت معانيها واتسمت بسؤال رصين وجواب سديد لا الرد بدافع العصبية وما يسمى «الحمية الوطنية».القارئ لا يحتاج إلى مقالات «مشبعة» بـ «يجب» و «لا بد»، مرصوفة بكلمات دفاعية «انتقائية» وتعبيرات تتجاوز النور وتتشبث بـ «القشور». مسكينة (لماذا) شبعت ضرباً مبرحاً، وقالت دعوني لمن لا يعرفون سوى (لماذا) من علامات الاستفهام! الأسبوع الماضي كتبت مقالة بعنوان «التحفّظ الإماراتي... لماذا؟» تساءلت فيها عن سبب تحفظ الإمارات، لم أدافع فيها عن السعودية بقدر ما كنت متسائلاً عن أسباب تحفّظ شقيقة السعودية وأخواتها، وطارحاً تساؤلات يستدعي التذكير بها.هناك من أراد الرد، فقرع الطبل فرحاً بتحفّظ الإمارات وعدم ولوجها مع شقيقاتها في العملة الجديدة، وهذا شأنه، لكنه تجاهل ماذا تعني كلمة «اتحاد» أو « تعاون» أو «مجلس واحد» أو «مصير واحد»، إذ قفز على المعاني لمجرد «فش الخلق» والرد على ما كتب جميل بـ «غير جميل».لو يعلم هؤلاء كم أنا محب للإمارات حكومة وشعباً، وتربطني بقيادتها وأهلها علاقات واسعة ذات مساحات شاسعة في قلبي، لا تكفي هذه المساحة لسرد تفاصيلها. كنت على يقين ان بعض أبناء الخليج «حساسون» عندما يقرأون النقد ولو كان مغلّفاً بمدح لا قدح، ويتجاهلون التاريخ والجغرافيا، ويتناسون ان الاتفاقات لن تبقى دائماً «بيضاء»، لكنها قابلة للإصلاح السريع من دون ان تشتد الأزمات وتتزايد التحديات والتفاصيل الرمادية.لذلك فليتذكر «المولولون» بالفزعة، اننا أبناء أرض واحدة، وخليج واحد، ومصيرنا واحد، بمقتضى ما وقّع عليه قادة دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي عام 1981، فهل نحتاج إلى وضع علامات استفهام صغيرة أو كبيرة الحجم بحثاً عن «خلجنة» جديدة؟!لقد جاء رد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعليقه على انسحاب الإمارات كافياً وواضحاً، خلال حواره مع صحيفة «السياسة» الكويتية، عندما طبع شهادة «نموذجية» بحق الإمارات وأبناء الشيخ زايد، وهم يستحقون ذلك. لا أحد يزايد على ان الإمارات، دولة مهمة، تسير بثبات وتحقق تقدماً نوعياً في مجالات عدة، بقيادة الشيخ خليفة وسيره بالبلاد بمنهجية واضحة على خطى والد الجميع الشيخ زايد (يرحمه الله).من حق الإمارات ان تنسحب من العملة النقدية ومن غيرها إن شاءت، فهذا شأنها، لكنني كمواطن خليجي أصر على وجهة نظري السابقة بـ «عدم إيجابية» انسحابها لمصلحة مسيرة المجلس. ومن حق الإمارات ان تصر على موقفها «الانسحابي»، لكن من حقنا ان نفتقد في عملتنا الجديدة عروساً خليجية، ومن حقنا التعليق على التصريحات وفق استيعابنا، وعلى غيرنا التوضيح إن أراد. متى نتجاوز الحساسية عندما يكتب أحدنا انتقاداً عقلانياً لمصلحة جماعية؟ متى نبتعد عن التحزّب عندما نطرح قضية خليجية بموضوعية، خصوصاً ان كانت أفكاراً تحفيزية تحرّض على بقاء الوحدة وشد جدار التكتل لدفع عمل الحكومات وإفادتها في حل الأزمات؟! أحدهم كتب في صحيفة كويتية «مغمورة» يتساءل عما كتبت وليته لم يفعل فقد كان غارقاً في وحل التسول وداعياً لقمع حرية الرأي، فلم يكن «يوسف» في سؤاله ولا «خالداً» في جوابه. تعجّبت ممن حاول الخلط بين تساؤلي «النقي» في مقالتي السابقة وشيء في نفسه، محاولاً الاصطياد في ماء عكر، معتقداً انه يتذاكى وهو يغرق في بحيرة «صامتة» بلا مد ولا جزر. أخيراً، الكتابة أشبه بـ «ضرب متناثر» على أوراق بيضاء وفضاء «عنكبوتي» لا يفرق بين وجوه الأذكياء والأغبياء ممن يسلقون حروفاً «عمياء» ثم «يولولون» على موال «أحمدي». فاحذروا أقلام هؤلاء الذين يكتبون وفق أهوائهم وإغوائهم.
الرابط
التحفّظ ... وضرب لماذا!المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
422660النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16859المؤلف
جميل الذيابيتاريخ النشر
20090601الدول - الاماكن
الاماراتالسعودية
دول مجلس التعاون الخليجي
أبو ظبي - الامارات
أبوظبي - الامارات
الرياض - السعودية