الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عندما تكون أخلاق الرجال أفعالهم
التاريخ
2009-01-22التاريخ الهجرى
14300125المؤلف
الخلاصة
لم تكن الكلمة الضافية التي القاها خادم الحرمين الشريفين في الكويت أمام مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة)، من نوع تلك الكلمات والخطب العصماء التي يلقيها السياسيون في المحافل الدولية وهم يبتسمون أمام وسائل الأعلام، بل كانت من نوع تلك الكلمات المثخنة بالجراح المدوية في أرجاء القلوب والتي لايختلف اثنان على صدقها وعفويتها. كيف لاوقد عرفت عنه أخلاق الأبوة لشعبه وأبناء عمومته من الشعوب العربية قاطبة والشعب الفلسطيني خاصة.ولعل المتمعن في كلمته حفظه الله لإشاراته المباشرة لمبادرة السلام العربية وتحذيره المباشر لإسرائيل بأن عليها أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا لها في كل وقت، وأن هذه الخيارات لن تبقى على الطاولة للأبد، يلمس الحرقة الداخلية التي يعيشها الإنسان بداخل هذا الملك الشاهق في إنسانيته السابق في عفويته على كثير ممن سواه من القادة والزعماء الذين امتلأت بأسمائهم كتب التاريخ. تفتح هذه الكلمة نافذة في المدى، لاسيما وهو يتبعها بالفعل بتحميله المسؤولية للقادة العرب جميعاً ودون استثناء عن هذا الوهن الذي تعيشه الأمة العربية وما أصاب وحدتها على مدى السنوات الماضية في بادرة لشفافية مرتقبة قلما نجدها في زعماء الدول النامية، ليرسم بذلك طريقا واضحة المعالم لمصارحة الذات التي أحوج مايكون لها الانسان العربي في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها في علاقته مع قادته. وهي ذات الحكمة التي تقتضي مواجهة الأخوة الأشقاء في فلسطين بأن فرقتهم السابقة والحالية أخطر على قضيتهم من العدوان الإسرائيلي البغيض، مذكرا إياهم بقول الحق تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا». ومناشداً الجميع بتجاوز الخلاف والارتقاء على الجرح وإخلاف ظن العدو المتربص، والوقوف جميعا صفاً واحداً لتحقيق المواقف المشرفة على الأقل أمام التاريخ الذي قد لايجد الكثير من الزعماء الحقيقيين في الأمة الأسلامية كما هو الحال للعظماء من أسلافهم في الماضي التليد.كما أنه وما ذلك بغريب على مثله وقبل أن تخرج الإحصائيات الدقيقة لتكلفة إعادة إعمار غزة يبادر بإعلان تبرع المملكة باسمه ونيابة عن حكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمليار دولار مساهمة لإعادة إعمار غزة. محيياً هؤلاء الشهداء والأبطال وكل من بذل جهداً لوقف نزيف الحرب ومعلناً وعلى رؤوس الأشهاد أن قطرة واحدة من دماء شهداء غزة لايعدلها في نظره كنوز الأرض جميعاً.إنها أخلاق الرجال من العظماء الذين يلجمون الأقوال بالأفعال ولايمارسون الخداع والتظليل ولا يجيدون الألاعيب السياسية التي يعلمون جيداً انها لم تعد تنطلي على كثير من الشعوب في ظل الوعي الشعوبي العربي بقضيته.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
423068النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15489الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
العلاقات الاقتصادية
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
فيصل بن عبدالله العتيبيتاريخ النشر
20090122الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين