الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لمصلحة من ؟
الخلاصة
لم يعد مشروع الشرق الأوسط الجديد يتحدث عن الديمقراطية والإصلاح، وإنما عن التغيرات في الخريطة السياسية والجغرافية التي تصنعها الحروب الجديدة في المنطقة ، ولم يعد العراق هو النموذج لهذا الشرق الأوسط الجديد بعد أن أصبح لبنان نموذجًا جديدًا بعد التعديل الذي أجرته الإدارة الأمريكية على المشروع القديم الذي لم يعد يتماشى مع الأهداف التي وضع من أجلها عندما أعطى الحرب على الإرهاب الأولوية على الحرب على المقاومة، وأخرج عملية الدمقرطة التي كان يبشر بها عن مسارها المفترض الذي كانت تتوقعه وتحبذه واشنطن . ليس من الصعب لأحد التكهن بأن التنسيق الأمريكي - الإسرائيلي في تلك الحرب في مرحلتها الجديدة تعتبر الخاصية المميزة في مشروع الشرق الأوسط الجديد المعدل من خلال إعطاء دور أكبر لإسرائيل في تحقيق التغيرات والتعديلات الجديدة بعد أن ظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ إدارة الرئيس بوش الأب - ترفض إشراك إسرائيل في الحروب الجديدة . ويمكن إثبات هذه الفرضية من خلال موقف الإدارة الأمريكية التي تنظر إلى الحرب الدائرة الآن في لبنان بكل ما تخلِّفه من قتل للمدنيين الأبرياء وتدمير للمباني السكنية والمنشآت الحيوية على أنها تدخل في إطار الحرب الموسعة ضد الإرهاب ، ومن تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندو ليزا رايس مع بداية اندلاع تلك الحرب بأنها المخاض المؤلم الذي يسبق ولادة الشرق الأوسط الجديد ! مبررات التحول في الموقف الأمريكي تنطلق من الرغبة الأمريكية في أن تخوض إسرائيل الحروب الأمريكية الجديدة في المنطقة نيابة عنها، أو بالاشتراك معها استنادًا إلى خبراتها العسكرية الطويلة ، واقتناعها بأن قيام إسرائيل بهذه المهام سيقلل من التكلفة الباهظة لتلك الحروب فيما لو قامت بها أمريكا بمفردها بشكل مباشر . ولا شك أن تلاقي التوجهات الأمريكية والإسرائيلية عند هذا المفصل التاريخي الهام يضع المنطقة أمام منعطف خطير في مواجهة التحدي الأكبر الذي تواجهه منذ نهاية الأربعينيات من القرن الماضي ، وهو ما نبه إليه مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الأول برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما أكد على أهمية التصدي لهذا التوجه الأيدلوجي الذي يسعى إلى تفجير المنطقة وإذكاء أسباب الفرقة والانقسام داخل دولها كما هو حادث في العراق وفلسطين وتجري محاولات تنفيذه في لبنان أيضًا . ويبقى السؤال الذي يحمل التاريخ القريب وحده الإجابة الشافية عليه : هل ما يحدث الآن في لبنان يصب في مصلحة واشنطن أو حتى إسرائيل ؟ .. ومَن هو المستفيد الأول والأخير من هذه الحرب القذرة التي تعتبر امتدادًا للحرب العراقية ؟
الرابط
لمصلحة من ؟المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
423587النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15806تاريخ النشر
20060802الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الشرق الاوسط
العراق
الولايات المتحدة
لبنان
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
واشنطن - الولايات المتحدة