الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
كان الله في عون الوزير على هذه (البلاوي)!
التاريخ
2009-03-21التاريخ الهجرى
14300324المؤلف
الخلاصة
كان الله في عون الوزير على هذه (البلاوي)! علي مكي أبقى يوماً آخر مع (الصحة)، ولا ضير أن أمدد إقامتها في هذه الزاوية أياماً أخرى إذا اقتضى الحال وتطلب الأمر، فلا شأن يعلو فوق شأن الصحة، كما لا يهمني أي تأويل يلقي بظلامه فوق سطوري، لأني أثق بكلماتي وأنها أقوى نورا من (غبش) بعض المفسرين، لأن نبع محبرتي هو (الوثيقة) لا الادعاء! وجذور ورقتي هي الواقع المعاش لا أرض الخيال والمبالغات!، لذا لن يفت من عزم هذا الأنين (طبلٌ) أو (زمّار) خرج بغتة يضرب بالدف أو ينفخ النشاز في ناي (مضروب) ليشوش على المعنيين كي يصرف نظرهم عن المستنقع الآسن بتطبيل مكشوف لم يستفز أحداً للرقص سوى المُطبِّل والمُطبَّل لهم، فهنيئاً رقصهم (الأهبل) الذي يصلح نواة لتأسيس جمعية (المطبلين) الجديدة! أما أنا فسأعود لوزارة الصحة لأضع بين يدي مسؤولها الأول رسالة طازجة وساخنة كرغيف خبز الفجر في قرى الجنوب، هذه الرسالة وصلتني من أهالي بارق وفيها حمَّلوني أن أبلغ معالي الوزير تحايا السلام والاحترام ثم طلبهم من معاليه الغوث في محنتهم العصيبة وإنهاء معاناتهم التي مضى عليها نصف قرن وهيمستشفى بارق الذي تعاقبت الوزارات عليه وتتابعت الأجيال هناك وهي تتناقل حكايته فكم من دماء سالت حتى آخر قطرة دون أن تبلغ المستشفى وكم من مريض سكر توفي قبل أن يكمل الطريق للعلاج خارج دياره في أنصاف الليالي! وثمة من أجاءها المخاض فكانت بطون الأودية الخالية من النخيل مكاناً لولادتها المتعسرة ليموت طفلها ويدفن مكان ولادته ولم تجد أمه جذعاً تهزه ليساقط عليها رطباً جنياً!!.مطالب أهالي بارق استمرت حتى اكتشف أهلها أن لديهم مستشفى أو على الأصح مركز تشخيص وولادة تصرف ميزانيته سنوياً كما أن ملاكاته الوظيفية (أي الطاقم الطبي والإداري) مشغولة ولكن ليس على الواقع بل على الورق! وهكذا حرمنا من حقنا المشروع الذي منحته لنا حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تسعى أن ينال كل مواطن هذه الخدمة. ويختم أهالي بارق رسالتهم المؤلمة بقولهم: إننا واثقون بأن هذه المخالفات الإدارية التي ارتكبتها الشؤون الصحية في عسير ووزارة الصحة سوف يحقق فيها، ويُحاسب المسؤولون عنها بما يجيب عن السؤال أين كانت تذهب ميزانية هذا المستشفى طوال عشرات السنين الماضية وأين كادره الذي شغل وظائف الصحة؟!هذه الرسالة وصلتني منذ شهرين، ولم أصدق أن وضعنا الإداري الصحي بالذات قد وصل إلى هذه الدرجة القبيحة _ بدون أسف هذه المرة!! لقد جبت بارق ولففتها شبراً شبراً وأنا أمسك بالوثائق التي بعثوا بها إليّ أطابق بين ورق الوزارة الرسمي القائل بوجود مركز تشخيص وولادة في بارق ولم أجد له أثراً!! استعنت بأكثر من صديق وتوزّعنا جهات البحث عن المستشفى أو المركز المفقود وعبثاً حاولنا حتى السرج أشعلناها ليلاً ورحنا نفتش دون جدوى لا مستشفى ولا مركز ولادة ولا حتى قبور موتى!! ليس سوى السراب تتردد صدى قهقهته في جنبات المكان!!كان الله في عونك يا دكتور عبدالله الربيعة على هذه البلاوي والمصائب!!ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!! 0 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
424072النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
0الهيئات
وزارة الصحة - السعوديةالمؤلف
علي مكيتاريخ النشر
20090321الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية