الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مشروع خادم الحرمين والغربلة المطلوبة لآليات التعليم
التاريخ
2007-03-24التاريخ الهجرى
14280305المؤلف
الخلاصة
أود هنا الإشارة إلى مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام حيث أدخل هذا المشروع الجهات العلمية أوسع الأبواب وخصها بأكبر ثواب فما عليها إلا أن تسعى سعياً حثيثاً في غربلة آليات التعليم وإعادة هيكلتها وتطويرها آخذة في الاعتبار عاملين العامل الأول: توفير التدريب والتطوير لصقل المهارات والاحتراف لدى المعلم ورفع مستواه بشروط الكفاءة والجودة ليكون أسوة وقدوة حسنة ومعلم مرب يقدم من خلال هذه القدوة رسالة إيجابية للمناهج النابعة من تعاليم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف تترجمها أرضية الواقع تكون دليلاً يقينياً يبطل مقولة الذين يجادلون بالباطل. والعامل الثاني: تقديم الحوافز المادية والمعنوية على قدر أهمية هذه الرسالة كيف لا وهو يتسلم فلذات أكبادنا ويرعى الأجيال فهو يقوم برسالة مجتمع. وجاء هذا المشروع الذي بين دفتيه أربعة برامج تدعم العملية التعليمية وهي على النحو التالي: شؤون المناهج، شؤون المعلمين، الأنشطة غير الصفية، والفصول الدراسية. ولعل النقص والتقصير بحسب ما هي في آلية المعلم أعلى بكثير بالنسبة للمعلم أو المنهج ذاته وهذه النقطة تدخل في البرنامج الثاني من المشروع (شؤون المعلمين). ولا يعني هذا القول النفي عن احتياج المعلم والمنهج للتدريب والتطوير بل العملية مرنة لكل جانب. والعملية التعليمية تقوم على خمسة أركان: - هدف (المنهج) (البرنامج الأول من المشروع) - مستهدف وهو (الطالب) - منفذ للهدف وهو (المعلم) (البرنامج الثاني من المشروع) - بيئة التنفيذ وهو (الفصل أو ما يعادله) (البرنامج الثالث من المشروع) - أدوات التنفيذ (الوسائل) فإذا أُخذت قضية آلية المعلم ونوقشت مشكلاتها ووضعت حلولها كقضية مستقلة تجد بقية البرامج ما هي إلا تحصيل حاصل عسى ألا تكون زخماً من اللجان والازدواجية في الصلاحيات, وإذا تم خلاف ذلك فلا غرابة على وجود فئات تتمرد على شرعية أمتها وتنخر في كيانها وتخترق نظامها في الاتجاه المعاكس لأنهم تمردوا على معلمهم في الفصل وارتفعت اصواتهم على صوته الذي يفتقد آلية تهديه وحصانة تحميه تضمن حقوقه فأصيب بعد هذا الاستعلاء من قبل تلاميذه وطلبته بالإحباط الذي حول رسالته العظمى إلى وظيفة روتينية ينتظر مثل غيره آخر الشهر. فماذا عسى أن نرجو من أبنائنا بعد هذا الإحباط إلا أحد أمرين: إما أن يسيروا على خط الروتين الممل وقد ينقطع بهم السبيل ولم يصلوا للغاية المرجوة، وإن وصلوا وصلوا بفكر منشحن ومتراكم غيض على سقطات قومهم فكل الناس على خطأ وهم فقط الذين على الصواب!!.. وإما أن ينتهجوا الاختراق المخل باهظ التكاليف التي قيمتها الجنايات على الأنفس والأموال والمقدرات (عيني عينك)!! تكاد لا ترى مثلها إلا في الأفلام. إذاً، المعلم المربي هو فكر الأمة وعلى المجتمع أن يصونه ويحميه ويرعاه حتى يخرَج لهم النماذج المكتملة والمستوية في المثالية. فكيف نحن أمام مثل هذا المشاريع الجبارة التي نحتاج إلى عقول تفكر في المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة وفي النفع المتعدي قبل النفع المقيد، ولعلنا نتناول جزئية من إحدى جزئيات أحد البرامج الأربعة ولنفترض أنه سيتم تجهيز مائتي ألف فصل تجهيزا إلكترونيا واحسبوا لو جهزوا فقط الفصول تلك بعارض بروجكتر وسعره أقل شيء ثلاثة آلاف ريال فقط فيكون السعر النهائي فوق نصف مليار ريال. ولنفرض أن المخصص لتجهيز الفصول من المشروع ملياران من الإجمالي التسعة مليارات يعني 25 في المائة من المبلغ ذهب في جهاز واحد فقط ويرمى في البلدية هذا الجهاز بعد عامين يعني خلال ست سنوات تحتاج إلى أن تشتري مثل هذا الجهاز ثلاث مرات يعني مليار ونصف ويتبقى من المبلغ المخصص للفصول فقط نصف مليار فكيف ستصرف على باقي التجهيزات المهمة والكثيرة للفصل؟ هذا الأمر يعطيك الصورة الواضحة والقاتمة لأي مدى يحتاج القائمون إلى ذكاء وخبرة وحنكة ونزاهة في إدارة هذه الأموال، والآن للأسف المعلم المربي يعيش إحباطا هائلا في جهاته الأربع المنهج والفصل والطالب والمردود المادي. إذن نحتاج إلى أن توجه هذه المبالغ لإيجاد العقول المخلصة المهتمة بأمر هذا البلد وبالرغم من كلامي السابق أنا أعلم إخلاصا في القيادات العليا في البلد ويحتاج إلى إدارة ذكية لإدارة هذه الأموال لكي لا يكون مصيرها مصير المشاريع التي باءت بالفشل. بندر غزاي - الرياض
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
425642النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
4912الموضوعات
السعودية - التخطيط التربويعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم
المؤلف
بندر غزايتاريخ النشر
20070324الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية