الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الإنسان العربي بين «القمة» و«القاعدة»!
التاريخ
2009-01-21التاريخ الهجرى
14300124المؤلف
الخلاصة
الإنسان العربي بين القمة و القاعدة زياد بن عبدالله الدريسالحياة- 21/01/09// 1عشرون يوماً متواصلة من القصف الوحشي والهمجي الاسرائيلي على أطفال ونساء غزة، وسط تشتت وارتباك عربيين في محاولة البحث عن موقف رسمي عربي موحد يوازي الموقف الشعبي العربي الموحد.عشرون يوماً.. تَوحّد فيها الشارع العربي كما لم يتوحّد من قبل... وتمزق فيها النظام العربي كما لم يتمزق من قبل!ليس جديداً أن يتمزق النظام العربي، فقد كان من قبل خلال احتلال الكويت وحرب لبنان وتحرير العراق، لكنه كان طوال ستين عاماً موحداً أمام قضية فلسطين.فلسطين وحدها دوماً التي تجمع الفرقة العربية، وتوحد المتخاصمين.فإذا تفرق العرب أمام فلسطين، فماذا بقي لهم من ملجأ يسترجعون فيه قوتهم الوحدوية؟!عشرون يوماً.. قصف عسكري على فلسطين وقصف إعلامي في ما بين العرب.. في الطريق إلى القمة!في اليوم الحادي والعشرين من الحرب.. وُلدت في أرض العرب قمم بدلاً من قمة واحدة:يوم الخميس: قمة الرياضيوم الجمعة: قمة الدوحةيوم الأحد: قمة شرم الشيخيوم الأثنين: قمة الكويتفي اليوم الحادي والعشرين من الحرب، لم تظهر القمة فقط، بل ظهرت القاعدة أيضاً، فها هو ابن لادن يعلن في شريط صوتي موقف القاعدة من الحرب على غزة.كان الانسان العربي يترقب طوال عشرين يوماً موقفاً عربياً واحداً تجاه الحرب الوحشية، ففوجئ بانتثار المواقف من القمة و القاعدة ، وفي اليوم نفسه.. يا للمصادفة!هل حُكم على الانسان العربي أن يبقى معلقاً بين القمة و القاعدة ، لا هو راغب في البقاء في قعر القاعدة .. ولا هو قادر على الارتقاء إلى القمة !مزايدات وبيع وشراء في دماء الأبرياء، باسم المناورات السياسية والدهاء الديبلوماسي، تعزز ذلك وتنفخ فيه وسائل إعلام تستثمر الخلاف للمزيد من الانتشار .باسم المهنية الأخلاقية أحياناً، وباسم الرأي والرأي الآخر أحياناً أخرى، تتواجه بلدوزرات الاعلام العربي لتسحق في طريق مواجهتها المشاة العرب السائرين في طريق الوحدة.وسائل إعلام، تصغّر الكبير وتكبّر الصغير.. من الأسماء، وتصغّر الكبائر وتكبّر الصغائر.. من الأفعال!والانسان العربي ما زال معلقاً ومتشبثاً بمحاولة الصعود إلى القمة خوفاً من السقوط في القاعدة .. كما سقط كثيرون قبله من الذين يئسوا من الوصول إلى القمة!2في اليوم الخامس والعشرين، وفي الكويت.. خرج الاخ الأكبر ليعلن عن نهاية المهاترات والمزايدات. خرج ليعلن بكل شجاعة ضرورة تعقيم اللسان العربي من التلوث الذي أصابه طوال الأيام الماضية، وتجهيز اليد العربية للتصافح. دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز كعادته في مبادرات الصلح والتسامح إلى مصالحة لا تنتهي بانتهاء المصافحة.بعد أن كان الناس يتوقعون في قمة الكويت مزيداً من التلاسن والتشرذم والتشفي، أوقف خادم الحرمين الشريفين هذه الظنون وقلب التوقعات وجعل القمة قمة فعلاً.وقد قيل مراراً إن الكبار قد لا يملكون مفاتيح الاختلاف، لكنهم حتماً يملكون مفاتيح المصالحة، فما بال الشارع العربي يقحم نفسه في غرفة مظلمة قد يعرف طريق الدخول إليها، لكنه حتماً لا يعرف طريق الخروج منها؟ ولماذا يتهادى مع الضوء المخادع الذي تضعه بعض وسائل الإعلام في فخ الطريق نحو الغرف المظلمة، وهو يدرك دوماً أن وسائل الإعلام هذه ستنسلخ في أول نسمة تصالحية!مزعج ٌأن ترى التلاسن والتشاحن بين السعودي والسوري، والمصري والقطري، في تعليقات القراء على المواقع الالكترونية للصحف والمنتديات، بهدي وتهييج من الاعلام المستقطب.وسأكرر ما سبق أن قلته هنا من قبل، فنحن لا نرجو من وسائل إعلامنا أن تكون ماءً يطفئ حرائق السياسة، فما خُلق الإعلام ليكون ماءً، وإلا اصبح إعلاماً بلا لون ولا طعم ولا رائحة! لكننا نرجو من وسائل إعلامنا أن لا تكون حطباً يزيد حرائق السياسة العربية اشتعالاً.ها هو الاخ الأكبر يأتي كعادته ليطفئ حرائق أشعلها الإعلام، أو على الأقل زادها اشتعالاً. يأتي الاخ الأكبر ليثبت كما دوماً أنه أكبر من أن يتجاوب لمهاترات إعلامية، إذ لم تكن المملكة العربية السعودية يوماً منذ عهد الملك عبدالعزيز طرفاً في صراعات، كانت دوماً أكبر من أن تكون مجرد طرف.الله.. ما أجمل التسامح والتصالح، خصوصاً إذا جاء من كبير قادر على ما سواه.3إذا لم تعتنِ القمة بالانسان العربي، فلا عجب أن يهوي إلى القاعدة !! * كاتب سعودي ziadalhayat@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
426639النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16728الموضوعات
الاعلام - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المؤلف
زياد بن عبدالله الدريستاريخ النشر
20090121الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
العراق
الكويت
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
غزة - فلسطين