الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الشرق الأوسط مفتاح السلم الدولي
الخلاصة
القمة العربية تتجه إليها أنظار العرب والعالم لأنها قمة الآمال المنتظرة وقمة التحدي مع الذات والواقع الذي تعيشه المنطقة, خصوصاً منذ الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) الذي كان نقطة تحول إلى الأسوأ حيث لم يكن الحل في استخدام القوة وخلق مشكلات جديدة ذات نطاق أوسع وتأثير أعمق في الأمن والاقتصاد بل زيادة المخاوف من أي أحداث قد توتر الوضع أو تقود نحو ما لا يمكن تفاديه. لذا فإن هناك شعوراً لا يمكن إخفاؤه في أن الترقب والحذر والتخوف من خيبة أمل أصبح من العناصر الملازمة لأي جهد سياسي لإخراج المنطقة من أزمتها وحل عقدتها التي ليس لها من دون الله كاشف. ولكن التفاؤل قائم والأمل معقود على نجاح القمة العربية والوصول إلى اتفاق مشترك لكيفية معالجة الأزمة الحالية ليس بين الدول العربية والمجتمع الدولي فقط ولكن بين الدول العربية التي ظهر التباين الكبير في كيفية معالجتها الواقع الحالي المؤسف. إن انعقاد الأمل ليس مجرد تفاؤل بحت ولكن هناك شواهد ونجاحات حققت تقدماً ملموساً, فعلى صعيد القضية الفلسطينية نجحت القيادة السعودية في نزع فتيل الاقتتال بين أبناء الشعب الفلسطيني, وكان اتفاق مكة المكرمة وما تبعه من تفاهم فلسطيني والتزام من قبل الأطراف المعنية في داخل فلسطين المحتلة دليلا أكيدا على أن ما تبناه خادم الحرمين الشريفين كان هو الحل الأسلم بل والحل الوحيد, فحين توقف سير القطار الدولي نحو السلام وحين تحولت الساحة الفلسطينية إلى ساحة حرب أهلية لم تنجح الاتصالات والتهدئة وكان لا بد لبلد مثل المملكة أن يتدخل بكل ما له من ثقل ديني وعربي وسياسي وتاريخي ليضع حداً لهذا الانزلاق الخطير في الموقف الفلسطيني الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ القضية الفلسطينية، ثم إن امتلاك عناصر التأثير القوي في المواقف ليس بالضغط الدبلوماسي ولا بالابتزاز السياسي ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة, من هنا كانت النتائج تعكس حسن النوايا وسلامة المقصد. ولأن المملكة ليست ذات مصلحة مباشرة في أي قضية ولكنها ذات منهج واضح في ضرورة الالتزام بمبادئ السلم الدولي ومصالح الشعوب وتجنب كل ما يمكن أن يسيء إلى العلاقات بين الدول أو يؤثر في سير الحياة التجارية والعلاقات الاقتصادية. هذا الخط الواضح أكتسب المصداقية لأنه ليس وليد اللحظة بل هو طريق ثابت الالتزام، برز إلى الوجود منذ قيام الدولة حيث لم يكن هناك تمييز في المواقف أو تباين في أساليب معالجة الأزمات ولأن هذا النهج كان له الدور الفاعل في إنهاء الحرب اللبنانية والانتقال إلى حالة السلم الأهلي واستعادة الشرعية الوطنية لدولة لبنان فإن ما تعيشه لبنان اليوم من انقسام حاد في معالجة قضاياه الداخلية وعلاقاته مع دول الجوار يحتاج إلى تنسيق عال مع من يمتلكون عناصر التأثير في الساحة اللبنانية الداخلية. ولقد شرعت القيادة السعودية وبعناية شخصية من خادم الحرمين الشريفين إلى نزع فتيل الأزمة السياسية في لبنان، والعمل على تقريب وجهات النظر ولأن الجميع في لبنان يعرفون تماماً أن المملكة ذات موقف محايد من جميع الأطراف ولكنها لها موقف واحد مع لبنان ذاته كشعب ودولة وتاريخ فهو كيان واحد تقف المملكة على مسافة متساوية من جميع الأطراف فيه. إن البوادر التي ظهرت في الساحة اللبنانية أخيراً من تخفيف حدة التصعيد الإعلامي واللقاءات الشخصية بين القادة السياسيين وتبادل الرغبة فيما بينهم لوضع حد ونهاية يقبلها الجميع دون أن يكون هناك غالب ومغلوب بعد كل تلك المواجهات إنما هي ثمرة تحرك دبلوماسي سعودي على الصعيد الإسلامي وعلى الصعيد العربي ولعل القمة العربية تكون الفرصة السانحة لتثبيت هذه المكاسب على صعيد القضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية. إن الاقتصاد هو أول المتضررين من تأزم الموقف وهو أول الكاسبين من انفراج الأزمة, وإذا كان الشعب العربي يراقب نجاح القمة فلأنه يعرف تماماً مدى انعكاس نجاحها على الوضع المعيشي في كل الدول العربية وعلى الأخص لبنان وفلسطين, لأن الاقتصاد والسياسية وجهان لعملة واحدة, فالأمن الدولي يوفر البيئة الجيدة لنجاح الأعمال ونموها والعكس صحيح. أما الشرق الأوسط الذي بات اليوم مفتاح السلم الدولي فإنه وبدوله وحكوماته وشعوبه يعبر عن مواقفه من خلال القمة العربية ويتطلع أيضاً وفي الوقت نفسه إلى أن يتفهم المجتمع الدولي ما تريده الحكومات والشعوب ويتطلع إلى دعم التوجه العربي والإقليمي نحو السلام وإيجاد المخرج من الأزمات ليس بقرع طبول الحرب ولكن بالجلوس إلى مائدة المفاوضات والعودة إلى مشروع السلام ودراسة المبادرة العربية للسلام التي لا بد أن يسمعها المجتمع الدولي إذا كانت هناك رغبة جادة في تحسين الاقتصاد الدولي بمشروع الاستثمار في السلام وليس الاستثمار في الحرب, فقد حان الوقت لوضع الاقتصاد في المقدمة لكي يقود عربة السلام الدولية. حفظ طباعة تعليق إرسال
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
427831النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4911الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20070323الدول - الاماكن
السعوديةالشرق الاوسط
العالم العربي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان