الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تغيير حكومة أم تطيير محكمة ؟
التاريخ
2006-12-10التاريخ الهجرى
14271119المؤلف
الخلاصة
تغيير حكومة أم تطيير محكمة غازي العريضي لا يزال الحدث في لبنان وأي حدث للأسف حدث الانقلاب على كل الوضع السياسي الدستوري القائم، وعلى كل القيم والأعراف والتقاليد في الحياة السياسية اللبنانية . فإذا كان التظاهر والاعتصام وحرية التعبير عن الرأي حقوقاً كفلها الدستور والتزمت الحكومة بواجب حمايتها فإن ما يجري في ساحات بيروت وعلى منابر المعتصمين من أجل إسقاط الحكومة شكل اعتداء من أصحاب الحقوق عليها وعلى الوطن والمواطنين . نعم من حق أي فريق أن يطالب بتغيير حكومة . وأن يطمح إلى أقصى الحدود ولكن ليس من حق أحد أن يجنح بالبلد وبالناس إلى الخطر تحت هذا العنوان . ومن حق أي فريق أن يعترض ويعبر بالوسائل الديموقراطية لكن ليس من حق أحد أن يفترض أنه على كل شيء قدير ويخرب البلد تحت هذه النظرية !! إن الله سبحانه تعالى هو وحده القادر على كل شيء . ومن التهور أن يتصرف أي فرد مهما علا شأنه أنه الآمر الناهي والقادر على كل شيء وأنه إذا وعد بشيء - أي شيء يتصوره - يجب أن يخضع له الآخرون. لقد فلت الاعتصام من أيدي منظميه . وانحرف إلى غير غايته . وإلى غير مساره . خرج عن إطاره السلمي وتحول إلى حالة هرج ومرج في بعض شوارع بيروت . أساء إلى المقاومة وصورتها ورصيدها وهي التي كانت قيادتها تؤكد دائماً : إن التحرك سلمي. فجاء عكس ذلك وسال دم في شوارع بيروت . وعمت الفوضى وظهرت ممارسات ميليشياوية في المدينة ذكرت أهلها بالحروب الأهلية ولا أحد منهم يريد العودة اليها . وكانت تؤكد أن تغيير الحكومة هو الهدف فثبت للجميع : إن الهدف هو تطيير المحكمة الدولية المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى ذات الصلة. وأكدت القيادة على البعد الوطني للتحرك، فإذا به يبتعد عن ذلك ليبث الخطباء على المنابر كل أنواع سموم المذهبية والطائفية والتحريض والتعبئة ضد شركائهم في المواطنية اللبنانية وضد غالبية إخوانهم العرب المسلمين وقياداتهم. قبل التحرك كانت الأنظار مسلطة على اسرائيل، وسقوط هيبتها وهالتها واسطورتها في لبنان . وعلى مسؤوليتها عن الحرب والدمار والخراب وتشريد الناس . وكانت الحكومة اللبنانية تستعد لمقاضاة اسرائيل دولياً . وكانت العيون شاخصة نحو الوضع الداخلي الاسرائيلي المفكك بسبب الاتهامات والتناقضات والاستقالات والإقالات في صفوف الجيش، ونحو المتغيرات الدراماتيكية التي يعيشها هذا الجيش، والمجتمع الاسرائيلي عموماً . الكل في اسرائيل كان في مأزق . الكل كان في دائرة الاتهام. أما اليوم . فالكل يتطلع إلى بيروت . لم يعد أحد يتحدث عن النازحين والمشردين والفقراء الذين لا يزالون تحت البرد، إلا فؤاد السنيورة وحكومته . فهو يخرج من لقاءات ويتابع تطورات ليمضي ليله يتابع عملية إعادة الإعمار . يوقع المعاملات ويكتب المراسلات ويقوم عمل الوزارات والمؤسسات . لم يعد أحد يركز على أولوية استكمال تطبيق النقاط السبع وتأمين انسحاب اسرائيل من الغجر ومزارع شبعا واستعادة الأسرى إلا فؤاد السنيورة وحكومته رغم كل ما يتعرضون له . نعم هذه حقيقة . هو في السراي الكبير رغم كل ما يحيط به ومحاولات استهدافه واستهداف الحكومة يقوم بعمله وعينه على الهدف الأساس. وفي المقابل هيبة المقاومة ورصيدها يتعرضان للاهتزاز في الداخل والخارج . وخصوصاً في الخارج . وهذا أمر لا يريحنا . لأن المقاومة شرف وعز وكرامة في وجه اسرائيل . لكن الانحراف عن الهدف الأساس تكون نتائجه دائماً سلبية. وكما أن المقاومة قوة للبنان فإن المجتمع اللبناني الذي احتضنها وحماها ورعاها كان سبباً في قوتها وانتصارها . فأي ضعف وتفكك يصيبان هذا المجتمع، وأي أثر سلبي يلحق بتجربة المقاومة ينعكس سلباً على كل لبنان وهذا ما حصل بالفعل فكيف عندما يصبح الجميع يحذر من خطر الانزلاق إلى مواجهات في الشوارع وتفكك في البلاد ولماذا كل الذي جرى هل صحيح أن السبب هو تأمين المشاركة في الحكومة ومنع التفرد والاستئثار لم يعد ذلك مقنعاً لأحد . فالفريق الذي يدعي هذا الهدف سبباً لتحركه هو الذي يمسك برئاسة الجمهورية التي عطلت وتعطل كل شيء في البلاد . حتى أن الرئيس دعا في بداية تحرك هذا الفريق، الموظفين إلى عدم الامتثال لقرارات الحكومة !! ورئاسة المجلس النيابي في يد هذا الفريق . ومفتاح الحلول في المجلس عنده . والمجلس معطل وبالتالي الأكثرية فيه معطلة - وإن كان السبب المعلن من الرئيس نبيه بري أنه يريد تجنيب البلاد أي انقسام وخطر أيضاً ليبقى موقعاً للتلاقي والتفاهم والحلول - وفوق ذلك يطلب هذا الفريق بكل وضوح الثلث المعطل في الحكومة !! وبالتالي تصبح قدرته على التعطيل مطلقة في كل مواقع الدولة فقط لأن ثمة فريقاً جاء بأكثرية إلى المجلس النيابي بانتخابات حرة وديموقراطية !! لقد انكشف كل شيء . فالمطلوب تطيير ا
الرابط
تغيير حكومة أم تطيير محكمة ؟المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
428085النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14048الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودرفيق الحريرى
فؤاد السنيورة
فتحي يكن
نبيه بري
المؤلف
غازي العريضيتاريخ النشر
20061210الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
لبنان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بيروت - لبنان