الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عكاظ ترصد لحظات التحول الكبير في مسار القمة خادم الحرمين مسك بدايتها .. وبداية مسكها
التاريخ
2009-01-22التاريخ الهجرى
14300125المؤلف
الخلاصة
لم تكن قمة عادية ..لأن رجلها لم يكن قائدا عاديا .. فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .. حفظه الله ..استطاع أن ينقل قمة اقتصادية كانت موعودة بالتفجير .. والتصادم .. وتكريس الانفسام .. إلى قمة مصالحة تأريخية .. بل علامة فارقة في تاريخ القمم العربية الطارئة منها والدورية .. العادية والاقتصادية . كانت الأيام التي سبقت هذه القمة تؤشر إلى أننا إزاء منعطف صعب في تاريخ العلاقات العربية العربية . كنا أمام لحظة الحقيقة حيث توقع المراقبون أن نشهد الاصطدام الهائل بين ماسمي محور الاعتدال ومحور الممانعة ..وبالمناسبة العرب مهووسون بالتسميات والتقسيمات فمنذ الخمسينيات أصابتهم حمى (الفرقة ) كانوا يسموننا قوى الرجعية وهم قوى التقدم !! أعود لموضوع القمة .. وحالة الترقب والحذر والتوجس التي كانت تسود الشارع العربي بطيفه الواسع حيث كانت المعطيات كلها تؤشر إلى أن العلاقات العربية المتهدمة .. والمتصدعة ..والمتداعية التي استحكمت بها حالة مستعصية من فقدان الثقة لا ينقصها سوى شرارة التفجير .. لتحدث المواجهة والتصادم الذي لطالما تم تأجيله ..وتأخيره .. في انتظار المجهول .. كان الجميع يتوقع أن قمة الكويت ستطلق الشرارة !! وأن قصر بيان هو ساحتها وملعبها . بل تعزز هذا الاعتقاد ..وهذا التوقع بعد أن قدم اثنان من القادة العرب خطابيهما وكانا معبأين .. ومشحونين .. ويشيان باستعداد مسبق للمواجهة. وضع الجميع أيديهم على قلوبهم وفجأة ..استأذن الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت ضيوفه بإدخال تعديل على جدول الأعمال بإضافة متحدث إلى القمة .. فأعطى الكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ..حفظه الله.. بعد أن اعتذر من الضيف صاحب الدولة في الكلام فتحدث الملك من القلب بنبرة معبرة ومؤثرة .. باثا مشاعره العربية الصادقة ..إلى أمته العربية من الماء إلى الماء .. مطلقا نداء صادقا ..مدويا.. لوحدة الصف .. وتناسي الخلافات التي لولاها لما تغول الإسرائيليون على أبناء فلسطين ..ولما تمادت بعض القوى الإقليمية في عبثها في القضايا العربية قال حفظه الله : {مضى الذي مضى واليوم أناشدكم بالله جل جلاله ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة ،باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والإباء باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس، أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا، وأن نسمو على خلافاتنا، وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به أمتنا}. .. بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أعلن عن نسيان الماضي .. وطي صفحة الخلافات العربية المريرة .. عندما قال حفظه الله : {اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلافات وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله نابذين خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص }. تركزت أنظار كل من في قاعة التحرير بقصر بيان على خادم الحرمين الشريفين وهو يلقي كلمته التاريخية بنبرة متصاعدة صارخة بالوجدان العربي : (كفى !!) وما انتهى حفظه الله من كلمته حتى دوت عاصفة من على امتداد الوطن العربي يصغون بحواسهم الخمس إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين .. قال لي أحد الإعلاميين العرب، وكان يجلس إلى جواري عندما كان خادم الحرمين يلقي كلمته إنه لو جرت انتخابات في كل الوطن العربي غدا لفاز بها خادم الحرمين الشريفين !! ولم تنته القصة عند هذا الحد .. فما هي إلا دقائق من فراغ الملك عبد الله بن عبد العزيز من كلمته حتى بدأت تتسرب لنا نحن الإعلاميين من داخل قاعة اجتماع القادة معلومات عن لقاءات مصالحة ومصارحة .. فقد بدأت مفاعيل كلمته -يحفظه الله- سريعا .. فالظروف لا تسمح بإهدار المزيد من الوقت .. والعمل الجاد الصادق والمخلص .. يحتاج إلى مبادرات خلاقة .. و هكذا تأكدت الأنباء عن احتضانه -حفظه الله- للقاء المصالحة في مقر إقامته بالكويت !! كنا كإعلاميين نتابع هذا التحول الدراماتيكي المثير في مسار القمة .. ونحن نعي جيدا أن كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وما اعقبها من لقاءات ستؤثرعلى المشهد السياسي العربي .. وعلى مجمل العلاقات العربية العربية .. والعلاقات العربية مع القوى الإقليمية الأخرى .
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
428915النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15489المؤلف
صالح الفخيدتاريخ النشر
20090122الدول - الاماكن
السعوديةالكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين