الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قط القطاع الخاص !
التاريخ
2005-09-01التاريخ الهجرى
14260727المؤلف
الخلاصة
لن أتحدث كثيراً ولا قليلاً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فثمة قامات أسمق من أن تٌستطال بمداد الحروف, وأعظم من أن تُستجدى لها الأقلام .. ولن أحاول رصد مراكب الفرح التي عربدت في عروق الوطن ورفعت منسوب الأمل وأسالت الدعوات .. إلا أن ألمي وغضبي يتجمهران وأنا أرى تيار الخير ينحسر عن آخرين لا يقلون مواطنة عن أولئك الذين تفيأوا بها لا لـشيء سوى أنهم ينضوون تحت مظلة القطاع الخاص. ومنذ إعلان المكرمة الملكية والصيحات تتعالى والنداءات تزجى من كل جانب بل إن الوطن بأكمله بُـح من أجل أن يقتفي مسئولو هذا القطاع آثار الحكومة ويقوموا برفع مرتبات موظفيهم خاصة أولئك الذين يقبعون تحت الخط الأحمر - وما أكثرهم - وكأننا ننفخ في رماد. حاولنا استمالتهم بـ الخجل من حاتمية الحكومة حيناً, وراح البعض يرتل على مسامعهم أناشيد الوطنية .. فماذا كانت النتائج؟ استجاب البعض واستصم الأغلب. يبدو أن هذه الكلمة قد شُطبت من قواميسهم وربما اعتقد البعض الآخر أن الوطنية التي أزعجنا مسامعهم بها ما هي إلا شركة منافسة تجيد تدبر أمر دعايتها. هذا ليس موقفهم الأول ..فكلما اختبرناهم فشلوا بنجاح باذخ وكلما استعنا بهم خذلونا بجدارة ..ولن يكون الأخير ما داموا يتفاعلون مع يوميات هذه الأرض بمعايير الربح والخسارة .. ولسنا بحاجة لمن يذكرنا بمحاولات وزير العمل المستميتة من أجل أن يوظف هؤلاء أبناء وبنات هذا البلد, واضطر إلى تقديم الهدايا والدروع والدعاية المجانية لكل شركة أو مؤسسة غامرت بتوظيف هكذا نكبة , ويكفينا كمداً ذلك الشعار المثير للشفقة حد البكاء كن سعوديا ووظف سعوديا يا إلهي هل وصلنا إلى الحد الذي أصبح فيه توظيف السعودي أمرا كارثيا لا يمكن قبوله أو تبريره إلا بالحديث عن الوطنية وبربطه بجوائز وترسية عقود وقروض ويا ليتـها تجدي !!.. أتساءل أين مكمن الخلل في كل هذا؟ ولماذا تضطر الحكومة إلى هذه الأساليب من أجل إقناعهم بأن يوجدوا فرصة للعيش لأبنائهم وبناتهم ..؟ هذا كله يستدرجنا - بشكل أو بآخر- إلى ذلك الجدل القديم والعقيم عن عزوف الشباب السعودي عن الالتحاق بوظائف القطاع الخاص وإصرارهم الشديد على وظائف الحكومة وعن كونه - أي العامل السعودي - يعد هذه الفترة مرحلة انتقالية ومؤقتة أو محطة - لابد منها ـ للتزود بخبرات معينة ثم ينتقل مع أول فرصة إلى وظائف القطاع العام, الأمر الذي يسبب خلخلة في الهيكل العمالي وقد يؤدي بالتالي إلى عرقلة تراكم الخبرات في هذا القطاع .. صدقاً قد يكون هذا الحديث منطقياً ..لكن من المسئول عن كل هذا؟.. إن كل ذي لب يدرك أن هذا العزوف ليس مصدره الكره من أول نظرة ولا عقدة وجاهة اجتماعية كما يردد البعض, فمع مقارنة بسيطة بين حال العامل في القطاعين ترجح دون أدنى شك كفة القطاع العام حيث الأمان الوظيفي والمدخول المنتظم اللذين يشكلان بدورهما نقطة سوداء في حوض القطاع الخاص, خاصة أن صحافتنا المحلية تنشر بشكل دوري - تقريباً - أهم انجازاتهم في هذا الحقل, حيث تتصدر القائمة الفصل التعسفي وتأخر الرواتب، أما إصابة العامل - ولو كان ذلك أثناء أدائه عمله - فتُعد سبباً كافياً لفصله, ولأن نظرية القط الذي يٌحب خناقه لا تكون نافذة في هذه الحالة تجد هذا القط يفر هارباً من رمضاء القطاع الخاص بعد أن تستجيب الأيام لابتهالاته. وإلى أن يتغير الحال - وهو لن يفعل على الأغلب - سيظل للقطاع الحكومي طعم العسل في أفواهنا الجائعة بينما سنظل نشعر في القطاع الخاص بطعم الحنظلالذي لن يرضى أحد بتجرعه إلا مضطراً.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
428927النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
11766الموضوعات
الاجورالسعودية - الأوامر الملكية
السعودية - المكرمات الملكية
القطاع الخاص
الموظفون - مرتبات ومعاشات
المؤلف
نورة عبدالعزيزتاريخ النشر
20050901الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية