الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة تعريب إدارة الأزمات ؟
التاريخ
2007-02-09التاريخ الهجرى
14280121المؤلف
الخلاصة
قمّة تعريب إدارة الأزمات؟ وليد شقير الحياة - 09/02/07// يُطلِق استحقاق انعقاد القمّة العربيّة المرتقبة أواخر شهر آذار (مارس) المقبل في الرياض ديناميّة جديدة، قد تجعل منها إحدى أهمّ القمم العربيّة، بعد مضي سنوات على تراجع هذه المؤسّسة التي جمّد اجتماعها سنوات بين أواخر التسعينات وأوائل القرن الحالي. وحتى القمم التي انعقدت في السنوات الأربع الماضية غلب عليها الضجر والخلافات. ولو لم يؤد تبنِّي قمّة بيروت عام 2002 مبادرة السلام العربيّة التي كان أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين كان ما زال ولياً للعهد، إلى بعض التحرّك الديبلوماسي، لكانت قمم السنوات الماضية كلها بلا لون أو طعم أو رائحة. سواء صحّ الاعتقاد الذي ساد لدى بعض النخب العربيّة الحاكمة بأن اندفاعة إدارة جورج بوش التي سيطر عليها المحافظون الجدد، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية على نيويورك وواشنطن، نحو المنطقة هي التي عطّلت مؤسّسة القمّة العربيّة أم لا، فإن حجّة الاندفاعة الأميركية باتت ضعيفة إلى الحد الذي لا يبرّر أن يبقى العرب هامشيين في معالجة قضاياهم. ثمّة أسباب موضوعيّة تسمح بإحياء مؤسسة القمّة العربيّة في آذار المقبل، بصرف النظر عن نخوة القادة العرب في هذا المجال. ومثلما أنشأت الاندفاعة الأميركية وقائع على الأرض، فإن وقائع لغير مصلحة هذه الاندفاعة تأكدت ايضاً: الفشل الأميركي في العراق الذي لا يمكن للغطرسة المستمرّة أن تعوّضه، ويستحيل على السياسة الأميركية الاحادية في إدارة أزمات العالم أن تغيّر في واقعه، العجز الإسرائيلي عن مواصلة سياسة إلحاق الفلسطينيين بالدولة الإسرائيلية وفشل نهج تدمير الشخصيّة الوطنيّة لهؤلاء بأبشع أنواع الإبادة والقتل والعزل والتجويع وهو عجز أثبته عدم قدرة الآلة العسكرية على إخضاع هذا الشعب على رغم ما تعرّض له من خسائر، وأكده الفشل الإسرائيلي في حرب لبنان الصيف الماضي، وتفاعلاتها داخل المجتمع الإسرائيلي على رغم فداحة أضرارها على لبنان وشعبه، فشل المساومات القصيرة النظر لدى واشنطن في استيعاب الطموحات الوطنية والاقليميّة للدول المحوريّة على المسرح الاقليمي، خصوصاً إيران... إنّ القمّة العربيّة فرصة ذهبيّة لإطلاق مبادرات عربيّة واعية بعدما أصيبت الأنظمة العربية التي أقعدت القادة العرب عن أي جهد فاعل، بالفرملة. ومن دون أوهام خطابيّة حول إمكان دحر أميركا في المنطقة، فإن هذه الفرصة تتيح التحرّر من ضغوط الدولة العظمى بعد أن ثبت أن ثمّة حدوداً لجبروتها. ومن دون طموحات كبيرة حول مدى قدرة مؤسّسة القمّة على استعادة المبادرة من الإدارة الأميركية، فإن باستطاعة القادة العرب السعي إلى الإمساك بزمام إدارة أزماتهم بدلاً من أن يديرها لهم مَن بات يحتاج إلى مَن يدير له أزماته، تمهيداً لقيام رؤية عربيّة تفضي إلى حلول لهذه الأزمات. وإذا كانت المملكة العربيّة السعوديّة قرّرت استضافة القمّة بعد أن كانت فضّلت العام الماضي أن تكون في شرم الشيخ، على رغم أنها برئاستها، فلأنها استشعرت الحاجة إلى إدارة مختلفة لهذه الكمّية من الأزمات المتراكمة التي راقبت عن كثب كيف ساهمت السياسة الأميركية في المنطقة في توالدها وفي تعقيدها، وصولاً إلى مرحلة باتت تهدّد فيها بحال كارثية على دول هذه المنطقة. إن مقوّمات عقد القمّة في الرياض تفترض أن القيادة السعودية ستسعى إلى خروجها بقرارات ناجحة تؤسِّس لمسار جديد في التعاطي مع أزمات المنطقة. فهذه القيادة نجحت في لعب دور ضاغط من أجل وقف الحرب على لبنان الصيف الماضي، وحالت ضغوطها الديبلوماسية في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي دون انفجار الصراع المذهبي في لبنان بحؤولها دون احتلال مقاتلي «حزب الله» السرايا الحكوميّة ومن ثم سعت إلى عدم تكرار مواجهات تهدّد بوقوع هذا الانفجار، وتلقفت في سرعة حرص إيران على تجنّب الصراع السنّي – الشيعي المتفاقم في العراق ورغبتها في السعي إلى إطفائه وعدم امتداده إلى لبنان فجهدت لفتح خطوط قناة التفاوض مع طهران بديلاً من العصا الغليظة التي ترفعها واشنطن في وجهها لأن استعمالها سيؤدي إلى كارثة في المنطقة، وانتزعت من الإدارة الأميركية تسليماً لها بدور سلمي، وأخيراً نجحت في إلحاح استثنائي دام شهوراً في انتزاع الاستعداد الأميركي لتحريك عمليّة السلام (بالاشتراك مع الإلحاح المصري والأردني) في شكل سمح لها «باقتحام» الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية لتهدئتها على النحو الذي يحصل في مكة المكرمة. إنّ الديبلوماسيّة «الهجوميّة» التي اتّبعتها الرياض، خلافاً لعادتها باعتماد الديبلوماسيّة الصامتة، تجعل من القمّة المقبلة تحدّياً كبيراً لقدرة العرب على «تعريب» إدارة أزماتهم المدوّلة من رأسها إلى أخمص قدميها، تمهيداً لرؤية لحلّها
الرابط
قمة تعريب إدارة الأزمات ؟المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
430310النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16016الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
وليد شقيرتاريخ النشر
20070209الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
العراق
الولايات المتحدة
ايران
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة