الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لئن شكرتم لأزيدنكم
التاريخ
2006-12-24التاريخ الهجرى
14271203المؤلف
الخلاصة
حمود البدر لئن شكرتم لأزيدنكم هذا وعد من الله سبحانه للشاكرين، وهو مقرون بالتهديد بالعذاب الشديد للناكر الذي يكفر النعم، وهو تهديد لمن لا يرع نعمه التي أنعم بها على خلقه. ونحن أمة حبانا الله سبحانه بنعمة الإسلام وجعل بلدنا هي منبع هذا الدين القويم والرسالة الخاتمة إلى يوم القيامة. وإذا لم نشكر هذا التكريم الإلهي فإننا بذلك نعرض أنفسنا وبلادنا للعذاب. وعلينا أن نتذكر كيف كان حالنا منذ أكثر من قرن حينما كنا فقراء متفرقين يُحارب بعضنا بعضاً، وكيف أصبحنا بعد أن منّ الله علينا بالوحدة على يد قائدنا الأول المرحوم الملك عبدالعزيز ورجاله الكرام الذين بذلوا الغالي والنفيس بما في ذلك أرواحهم في سبيل هذا الكيان الشامخ. ثم أكرمنا بالتلاحم فيما بيننا وبين قادتنا من أبناء ذلك الرجل الفذ، وأكرمنا كذلك بأن صارت هذه البلاد مصدر دخل تحسدنا عليه الكثير من الدول والشعوب.. فالحمد لله على منّه وكرمه، والشكر له على أن أعاننا على أنفسنا أولاً، ثم على أن من الله علينا بقيادة همها الأول حفظ الأمن ثم ازدهار الوطن، ولا يستطيع من لم ير كيف كان حالنا من قبل (من حيث الفقر والعوز والخوف والوجل)، أن يقدّر هذه النعمة حق قدرها، ثم الشكر على هذا الخير العميم المتمثل في دخل غير مسبوق خلال العام المنصرم مما جعل الميزانية للسنة القادمة حدثاً نادراً بلادنا بحاجة لنقلة نوعية يريدها قادتنا لننافس الشعوب الأخرى جعل القيادة تحدد الاعتمادات لمن طلب من الوزارات والمؤسسات، ومن لم يطلب بناء على تقديرات أولياء الأمر في سبيل تحقيق تنمية متسارعة تنقل هذا الوطن إلى مصاف البلدان المتقدمة مرفوعة الرأس. سمعنا قائدنا وحبيبنا خادم الحرمين الشريفين -بالأمس- يحث المسؤولين ألا يتهاونوا في صرف ما وفرته الميزانية من اعتمادات لمؤسساتهم ويحذرهم ألا عذر لهم في عدم صرف تلك الاعتمادات في ما اعتمدت له وفي حدود الزمن المتاح حتى لا تعود في نهاية العام إلى وزارة المالية. وليس الهدف تكديس الأموال ولا تدويرها، وإنما الهدف هو صرفها في ما يعود على الوطن والمواطن بالرخاء والرعاية في جميع المجالات وليس الهدف هو التباهي بالغنى، ولكن الهدف هو تحقيق نقلات نوعية في كل مجال من مجالات الحياة، وبخاصة مجال التطور البشري من خلال مرافق تعليمية متطورة متجددة. وليس الهدف بحجم المشروع بقدر ما هو الهدف في النتائج التي يؤدي إليها ذلك المشروع، وأكبر دليل على أهمية الكيف في مقابل الكم أننا صرنا نباهي بعدد الطلاب في هذه الجامعة أو تلك ولكن لا نعلم عن مدى ما تقدمه لهم من خدمات تعليمية متطورة تتماشى مع احتياجاتهم بعد التخرج. وليس الهدف في صياغة نظام يحكم نشاطاً معيناً من أنشطة الحياة بقدر ما هو مطلوب من أن يحقق النظام حماية للوطن والمواطن، وتنشيطاً لطموحاته المشروعة. مثلاً: لدينا أنظمة جيدة للمرور لكن عدم الحزم في تطبيقها يجعلها متخلفة من حيث تحقيقها للأهداف التي وضعت من أجلها. ولعل هذا وذاك هو ما دفع قائدنا حفظه الله وإخوانه وأعوانه ورزقه البطانة الصالحة، بأن يؤكد في كل مناسبة أن يقدم المواطنون النصح الصادق والمشورة في ما يحقق المصلحة العامة. إن ما أعلن من مشروعات حيوية في ميزانية الخير لهذا العام يلزمني ويلزمك ويلزم كلا منا أن لا نتوانى في تقديم النصح والمشورة لكل من نرى أن تلك النصيحة أو المشورة يمكن أن تساعده لتحقيق المصلحة العامة بشكل أفضل، وعليه أن يتقبلها كما أعلن عن ذلك قائدنا ومليكنا المفدى. ميزانية الخير يجب أن نعاملها بشكل مختلف عما كنا نعامل به الاعتمادات المالية في الميزانية السابقة عندما كان هناك شح في الموارد. ذلك أن البلاد في حاجة إلى نقلة نوعية ينشدها القادة كما ينشدها المواطنون. ويلزمنا بها التنافس الشريف مع الدول والشعوب الأخرى. فشكراً لله أولاً على منه وكرمه، ثم شكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه الشفافية الواضحة في التعامل مع أبنائه وإخوانه من المواطنين، والشكر لبقية أعضاء القيادة الذين يتنافسون على الرقي بهذا الوطن، وفاء لوالدهم رحمه الله، ورغبة في الوصول الى ما وصل إليه من سبقونا بالتنمية والتطوير. والحمد لله على نعمه التي أنعم بها علينا، فلنشكر الله على ذلك قولاً وعملاً.. ظاهراً وباطناً..
الرابط
لئن شكرتم لأزيدنكمالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
431915النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14729الهيئات
وزارة المالية - السعوديةالمؤلف
حمود البدرتاريخ النشر
20061224الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية