الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
صفر من المشاكل
Date
2009-10-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14301026Author
Abstract
صفر من المشاكل غسان شربلأول درس يتعلمه الصحافي العربي هو ألا يسارع الى تصديق ما يسمعه من تصريحات أو ما يقرأه من بيانات. والدرس مفيد. فالتصريحات والبيانات تحفل عادة بأرقى المشاعر وأرق التمنيات ثم يكتشف الصحافي أن رسائل الودِّ هذه لا تنتقل الى العلاقات الفعلية التي تستمر أسيرة الحساسيات والمخاوف والتنازع على الأدوار. لهذا يتعلم الصحافي العربي استقبال كل ما يسمع بالكثير من الحذر وقدر من التشكيك.قبل شهور سمعت في أنقرة كلاماً لم نعتد سماعه في منطقتنا. قرار تركي حاسم ينص على ان علاقات تركيا الخارجية ستستند الى مبدأ مفاده «صفر من المشاكل مع جميع دول الجوار». ولأنني صحافي عربي لم أصدق ما سمعت.فعلاقات تركيا مع جيرانها تحمل الكثير من جروح التاريخ. تركيا الحالية ولدت من ركام السلطنة العثمانية وفي ظروف أشد إيلاماً من ولادة روسيا من الركام السوفياتي. هناك ملفات حدود. وهناك ملفات وجود كملف الأكراد، من دون أن ننسى جرح المذابح التي تعرض لها الأرمن.خلال أسبوع واحد رأينا تركيا تترجم قرارها هذا في محطتين لافتتين. الأولى: توقيع بروتوكولين مع أرمينيا لتطبيع العلاقات بين البلدين وإرساء قواعد التعاون. الثانية: عقد المجلس الاستراتيجي التركي – السوري وتدشين العمل بإلغاء تأشيرات الدخول. واختصر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الخطوة وهو يجتاز الحدود بالقول: «إن الألغام والبوابات الحدودية والأسلاك الشائكة لن تبقى بيننا». وحرص على القول إن هذه العلاقة مع سورية ليست موجهة ضد أحد وليست بديلاً لأي علاقة أخرى، وكرر قرار بلاده «صفر من المشاكل مع جميع دول الجوار».تشكل القفزة التي حققتها العلاقات التركية – السورية حدثاً غير مسبوق في العلاقات في إقليم الشرق الأوسط، يستدعي ملاحظات عدة. إنها قفزة بين دولتين تعيش كل منهما في ظل نظام مختلف عن الآخر، وفي ظل خيارات ليست متطابقة على الصعيد الدولي. ذلك أن تركيا دولة أطلسية وتقيم علاقات مع إسرائيل. جاءت القفزة ثمرة قرار قاطع بالخروج من جروح التاريخ، وبناء علاقات ترتكز على قراءة متأنية للمصالح المشتركة وحسابات الاستقرار والازدهار، أي حسابات المستقبل. تشير الخطوة الى الثقل الحاسم للحسابات الاقتصادية في صنع القرارات التي كانت تستند في السابق الى الحسابات السياسية وحدها، ومعها التخوف من الاختلافات.ثمة ملاحظات أخرى تقفز الى ذهن المتابع. تبدو العلاقة التركية – السورية علاقة تنطلق من الحاضر بهاجس المستقبل، ولغة التعاون ومفردات الحلول والاستقرار والاستثمار، في حين تبدو العلاقة الإيرانية – السورية علاقة في الحاضر تستند الى عقود ماضية ولغة الممانعة والمواجهة والاعتراض. ثمة ملاحظة سؤال: هل يمكن ان نشهد علاقات سورية – عراقية وعلاقات سورية – لبنانية على قاعدة صفر من المشاكل مع دول الجوار، وشبيهة بالعلاقات السورية – التركية؟ وسؤال آخر: هل تستطيع إيران بناء علاقة مع العراق شبيهة بعلاقات تركيا مع سورية فيغيب منطق التدخل والإمساك بالأوراق الداخلية ليحل منطق التعامل المتكافئ والتعاون والتبادل واللقاء في المستقبل؟في القمة الاقتصادية في الكويت أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة لدفن الخلافات العربية، أي صفر من المشاكل بين العرب. إن العرب في أمسّ الحاجة اليوم الى خيار صفر من المشاكل بينهم ليتمكنوا من حفظ مصالحهم في الإقليم، ومخاطبة الدول الكبرى من موقع مختلف.
Link
صفر من المشاكلPublisher
صحيفة الحياةVideo Number
432927Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16995The name of the photographer
غسان شربلDate Of Publication
20091015Spatial
ارمينيااسرائيل
السعودية
الشرق الاوسط
العراق
الكويت
ايران
تركيا
دار العلوم
سوريا
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
بغداد - العراق
دمشق - سوريا
طهران - ايران
يريفان - ارمينيا