الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
العيص والدور المفقود لرجال الأعمال
التاريخ
2009-06-01التاريخ الهجرى
14300608المؤلف
الخلاصة
زايد الشهريالعيص والدور المفقود لرجال الأعمالزايد الشهريإن ما تعرضت له منطقة العيص من كوارث طبيعية تسببت في تشريد أبنائها من مساكنهم والعيش بعيدا عن مناطق الخطر من الأمور شديدة الصعوبة على اهالي تلك المنطقة . وقد قامت الدولة رعاها الله بواجب المحافظة على سلامة الأهالي وتأمين المساكن المؤقتة لهم لحين انكشاف الغمة ويعود اصحاب تلك القرى والهجر الى مساكنهم سالمين غانمين . الا أن الملاحظ عدم مشاركة رجال الاعمال والشركات والبنوك في التفاعل مع هذه الكارثة الطبيعية التي حلت بإخواننا في مناطق البراكين وكأن الأمر لا يعنيهم بأي حال من الأحوال . إن روح المواطن الصادقة تلزم من يستطيع أن يقدم أي عون أن لا يتأخر وأن يبادر بالمساهمة في تخفيف معاناة إخواننا المقيمين في دائرة البراكين . إن ديننا الإسلامي يلزمنا بالمساهمة في تخفيف المصاب على من وقع ضحية لأي كارثة سواء كانت طبيعية أو بشرية ونحن والحمد لله في هذا الوطن تعودنا سرعة النجدة إلى المحتاجين في أي رقعة من العالم انطلاقا من واجبنا الديني الذي يدعونا إلى ذلك . إن بلادنا حماها الله سهلت لإخواننا أصحاب رؤوس الأموال البيئة المناسبة لمزاولة أعمالهم التجارية ليعملوا بحرية تامة ضمن قواعد وأنظمة تضمن لهم العمل بعيدا عن أي رسوم مقابل ما يحققونه من أرباح , في جو اقتصادي يراعي المتطلبات الضرورية لممارسة أعمالهم التجارية في جو آمن مستقر . حيث يتصف البعض منهم بعدم الاكتراث في المساهمة في تنمية مجتمعاتهم من خلال المشاركة بأعمال خيرية ينعكس خيرها على الجميع , وتكون المشاركة في تخفيف المعاناة عن المتضررين من الكوارث الطبيعية آكد وأشد إلحاحا . إن المواطنة الصالحة تبرز بوضوح في مثل هذه الحالات ردا لجميل الوطن الذي يعد تاجا على رؤوس الجميع وإشعارا لذوي الحاجة بأن ما أصابهم قد أصاب الجميع بالفعل وأن رفع المعاناة عنهم ومشاركتهم المصيبة واجب فرضه الدين الحنيف والمواطنة الصالحة . ولعل ما قام به شباب مدينة حائل من تقديم أنفسهم فداء لإنقاذ إحدى سيدات المجتمع يعتبر من أعظم التضحيات مما أكسبهم احترام وتقدير جميع المواطنين وتجاوب واحترام قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الذي كرمهم بأرفع الأوسمة تقديرا للعمل البطولي الذي قاموا به . لقد قدموا تضحية تعد بحق مضرب المثل في الشهامة وإنكار الذات عندما جمعتهم الصدفة مع هذه الأسرة المنكوبة بانجراف سيارتهم بالسيول العارمة التي داهمتهم وقد كان الوفاء والتقدير من قيادة الوطن لهم بمستوى ما قدموه مكافأة لبطولتهم وتشجيعا لبقية أبناء الوطن . إن الدولة بذلك تؤكد على أن تعرض أي جزء من الوطن أو فرد من أفراده لمكروه عندها تسقط الحواجز بين المسؤوليات الحكومية والشخصية ويكون التفكير منصبا فقط على رفع المعاناة دون التفكير بأن ذلك من واجب الجهات ذات العلاقة فقط . لأن ذلك يتناقض مع الفطرة السليمة والشيم والأخلاق الرفيعة التي تأبى أن تبتعد عن الواجب لأي سبب كان . أتمنى مخلصا أن نسمع ونرى مشاركة ممن يستطيع القيام بتخفيف العبء عن إخواننا المنكوبين بهذه الكارثة والمساهمة لاحقا في بناء وإعادة ما تدمر بسبب الزلازل التي ضريت منطقة العيص , وهذا لا يستغرب من أبناء هذا الوطن الطيب الذين وصلت مساهماتهم إلى جميع منكوبي العالم وقد شهد بذلك العدو قبل الصديق , فكيف إذا كانت الكارثة لحقت بجزء من الوطن الغالي . الملاحظ أن الأجهزة المعنية في الدولة باشرت الحدث وأدت الواجب على أكمل وجه ولكن لا يجب أن نتخلى عن مسؤولياتنا وكأن الأمر لا يعنينا بشيء , خصوصا أن أفضل العطاء ما قدم بنية صافية وبمبادرة شخصية دون طلب من أحد . نسأل الله أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها وأن يجنبها شر المصائب وأن يلهمنا حسن العمل لخدمتها تحت قيادتنا الرشيدة . Abuzaid_1000@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
436258النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13135المؤلف
زايد الشهريتاريخ النشر
20090601الدول - الاماكن
السعوديةالمزاحمية - السعودية