الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حزن أكبر من الكلمات
التاريخ
2009-12-02التاريخ الهجرى
14301215المؤلف
الخلاصة
حزن أكبر من الكلمات غازي عبداللطيف جمجوم الحزن على ضحايا كارثة سيول جدة الذين بلغ عددهم حتى اليوم 108 أشخاص، وما زال في ازدياد، والمعاناة الفائقة للآلاف غيرهم أكبر من أي كلمات يمكن أن تكتب. لذا يكون الصمت أبلغ مقال. ولكنه ــ أي الصمت ــ يصبح هنا أصعب الأشياء. ومع ازدياد الشعور بالألم تستعر المعركة بين هذا الصمت البليغ وبركان الحمم المحبوسة تحت ضغط المشاعر الهائل. تخرج الكلمات مرغمة كانسياب الحمم في محاولة لتهدئة الجحيم الداخلي المستعر. لا شيء في البداية يسبق مشاركة من فقدوا الأهل والأحباب مصيبتهم الفادحة والدعاء لهم من الأعماق أن يجـبر رب العزة والجلال مصابهم ويعزز صبرهم ويتغمدهم هم وشهداءهم برحمته التي تسع كل شيء وحنانه الذي يحتوي كل مصاب. نعزي أنفسنا جميعا ونعزي وطننا كله وكل أبنائه وعلى رأسهم ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير مكة المكرمة وكل من يهمه أمر هذه البلاد ويؤلمه مصابها. ولا تقتصر المشاركة على الكلمات بل يجب أن تمتد إلى كل ما يمكن تقديمه من عون. يجب أن تشحذ الهمم لتنظيم طريقة تقديم المساعدات العاجلة والتعويضات العادلة إلى كل متضرر. وأن تتكامل المساعدات التي تقدمها الدولة مع ما يمكن أن تقدمه الجمعيات المختلفة والأفراد وأن تتجاوز حواجز الروتين الثقيلة. هذا وقت تفعيل العمل الجاد وترجمة الأخوة الصادقة مع المصابين. بعد ذلك، وليس قبله، يأتي وقت تحليل أسباب الكارثة بهدوء وروية لكي لا تختلط الأحكام المنصفة مع الاتهامات المتشنجة والاجتهادات المنفعلة. في هذا الوقت يكفي أن تطرح الأسئلة والاستفسارات وتوضع الاقتراحات على مائدة البحث. أهم سؤال يتبادر إلى ذهني ولم أجد له تغطية كافية بين الكم الهائل مما نشر في الأيام الماضية عن كارثة سيول جدة هو: ألم يكن هناك أي نظام للإنذار المبكر ولماذا لم يلعب مثل هذا النظام ،إن وجد، دورا يذكر في تحذير سكان الأحياء الواقعة على مجرى السيول من الخطر الداهم وحثهم على إخلاء مساكنهم والانتقال إلى مناطق آمنة وكذلك تحذير السائقين المتجهين إلى الطرق المهددة بالخطر وغلق الأنفاق الواقعة على مجرى السيول؟. هل كان هناك سوء تقدير لكمية الأمطار القادمة وحجم السيول المتوقعة بحيث لم يتم تفعيل مثل هذا النظام والاستفادة منه ؟ وما سبب ذلك؟ أم كان هناك انشغال تام بالحج؟.. لقد شاهدنا كيفية وفعالية تطبيق إجراءات الإخلاء السريع لملايين الناس في أعاصير....
الرابط
حزن أكبر من الكلماتالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
437892النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15803المؤلف
غازي جمجومتاريخ النشر
20091202الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية