الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هل يستفيد السعوديون من إعادة بناء غزة ؟
التاريخ
2009-01-21التاريخ الهجرى
14300124المؤلف
الخلاصة
كنا جميعا – ولا زلنا - نتمنى أن تكون الأمة العربية أكثر قوة وصدقا و توحدا، وأكثر حزما في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتبعاته ، والتي تمثل جريمة غزة واحدة منها ، في سلسلة مستمرة وستستمر في ضل الضعف العربي والإسلامي ، فهل يعقل على سبيل المثال أن تستمر هذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أكثر من ثلاثة أسابيع ، بعد حصارها وتحويلها إلى سجن كبير منذ أكثر من سنة ، بينما سفارات ومكاتب إسرائيل في بعض الدول العربية ، ظلت مفتوحة طوال أيام جريمة الإبادة الجماعية ، والتي من الظلم تسميتها حربا ، ومن الغباء القول إن المقاومة انتصرت فيها ! فهذه جريمة إبادة جماعية ، وليس لها تسمية غير ذلك ، ويجب أن يطالب العرب بمحاسبة مرتكبي هذه الإبادة ، أو على الأقل فضحهم أمام الرأي العام العالمي ، بدلا من الانقسام والصراخ الفضائي الفاضي حول هل انتصرت المقاومة أم لا ، بينما لم يكن هناك حرب أصلاً !. وكنا نتمنى – ولا نزال - أن تكون الفصائل الفلسطينية جبهة واحدة ضد الاحتلال بعيدا عن التنازلات المجانية المستمرة انتظارا لوهم السلام على الطريقة الإسرائيلية من جهة ، وبعيدا عن المصالح الضيقة والشعارات الجوفاء من جهة أخرى . صحيح أن الخيارات أمام الفلسطينيين في غاية القسوة والصعوبة في ظل احتلال إرهابي لا يرحم ، مع دعم مطلق من أكبر قوة على وجه الأرض ، ومن مجلس الأمن الدولي الذي لم تطبق إسرائيل أيا من قراراته في مهزلة إنسانية ما كانت لتستمر لو كان العرب والمسلمون أكثر قوة وصدقا و توحدا بعيدا عن المصالح الضيقة وبعيدا عن الصراعات المذهبية ، ولكن مهما كانت الحال فإن على كافة الفصائل الفلسطينية إعطاء الأولوية المطلقة للوحدة الوطنية ، وتقديم كل التنازلات لتحقيق هذا الهدف. و رغم أن قطرة دماء واحدة من طفل فلسطيني أغلى من كنوز الأرض ، ورغم أن الاقتصاد مهما كانت أهميته لا يمكن أن يساوي الحياة نفسها ولا الكرامة التي لا تطيب الحياة بدونها، وقد شاهدنا الأيام الماضية المناظر البشعة والدامية والمؤلمة والمجازر الجماعية والتي نفذت تحت بصر العالم على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية ، وذلك كما قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته حفظه الله أمام القمة العربية في الكويت ، والتي أعلن فيها عن تبرع المملكة ب ألف مليون دولار مساهمة منها في البرنامج المقترح لإعادة إعمار غزة . ** رغم ما سبق ، ولو تحقق ما تمت الإشارة له في بداية المقال لما تم تدمير غزة ، ولما أصبح الحديث اليوم عن إعادة البناء ، ولكن ما دام الحديث عن إعادة البناء فإنني أكرر ما سبق أن اقترحته في هذه الزاوية ، وهو أن تكون مساعدات المملكة في مشاريع إعادة البناء مشروطة بقيام شركات المقولات الوطنية بتنفيذ عقود إعادة البناء، و استخدام منتجات محلية متى ما توفرت، مع حق شركات المقاولات المحلية في الاستعانة بمقاولين آخرين بموجب عقود من الباطن في حالة حاجتها لذلك. وفي سياق هذا البديل يكون تقديم المساعدات عبر الاقتصار على تنفيذ شركات محلية لمشاريع محددة وتقديم مواد معينة منتجة محليا ( لتستفيد من ذلك الشركات والمصانع المقامة في المملكة إن كانت سعودية أو أجنبية أو مشتركة) مع إضافة شرط جوهري هو أن يكون للشركة التي يتم التعاقد معها دور فعال في توظيف المواطنين. ولا يوجد ما يمنع في هذه الحالة أن تقول المملكة إنها ستتبرع بمبلغ معين في مشاريع إعادة بناء إحدى الدول، إلا أن هذا المبلغ سوف يدفع للشركات العاملة في المملكة التي ستقوم بتنفيذ مشاريع إعادة البناء، أو بتوفير المواد اللازمة للمعونات.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
443862النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14821الهيئات
مجلس الامن الدوليالمؤلف
خالد الفريانتاريخ النشر
20090121الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين