الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
طفل سعودي نابغة في الجامعة !
التاريخ
2006-08-28التاريخ الهجرى
14270804المؤلف
الخلاصة
سؤال مجرد د. محمد الحربي طفل سعودي نابغة في الجامعة! اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «يحفظه الله» برعاية الموهوبين يأتي ضمن إيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لبناء الأمة ورفعة الوطن، ويندرج في ذات سياق اهتمامه ببناء الإنسان السعودي ورفعته بشكل عام، وهذا ليس بمستغرب على قائد يحمل رؤيته العميقة هذه. ولكن رعاية الموهوبين بهذه الصورة غير المسبوقة في تاريخنا نحن السعوديين تحديداً، تركز رؤيتنا على أي نوع من الأمم يريد أن يصنعه الملك عبدالله. الموهوبون.. هم النخبة الحقيقية الأكثر فاعلية في صناعة أمة متقدمة علمياً وصناعياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً أيضاً.. وهم الأولى بأن يحظوا ليس بمجرد رعاية الدولة فقط.. ولكن بالرعاية الفائقة جداً.. والدعم المادي والمعنوي اللامحدود لتمكنهم من تطوير وصقل مواهبهم لتتحول إلى مواهب منتجة تقطف بلادهم ثمرتها وتستفيد منها مستقبلاً. ورعاية هؤلاء النخبة المتميزة من أبنائنا ودعمهم وتوفير المناخ المناسب لهم والدعم الكافي هو الطريق الوحيد الأكثر وضوحاً لتحويلنا من أمة مستهلكة لما ينتجه الآخرون إلى أمة مصنعة ومنتجة ومصدرة لما تصنع وتنتج إلى الخارج.. وهذا ما تسعى حكومات وقيادات التكنوقراط لتحقيقه دائماً، والتركيز عليه لأنه الأهم. وأنا أتابع كل ما يكتب وينشر عن رعاية الموهوبين هذه الأيام، عادت بي الذاكرة لأكثر من عشرين عاماً عندما كنت طالباً في جامعة البترول والمعادن قبل أن يتم تغيير اسمها إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. وتذكرت أحد زملائنا آنذاك.. وكان طالباً أفغانياً حديث السن.. حصل على منحة للدراسة في الجامعة بسبب نبوغه الفريد وقد كتبت عنه الكثير من الصحف في حينها.. انخرط مع مجموعة من الطلاب الذين يحملون في عقولهم توجهاً خاصاً وتمكنوا من احتوائه تماماً، فانصرف عن النبوغ وعن تحصيل العلم.. وانتهى به الأمر خارج أسوار الجامعة سريعاً للأسف. وتذكرت أيضاً الكثير من النماذج التي أقرأ عنها في أمريكا أو بريطانيا عن طلاب وطالبات يلتحقون بالجامعة وفي تخصصات علمية نادرة.. وهم لم يبلغوا سن العاشرة بعد.. وكيف أن إحداهن رفعت قضية على والدها قبل عدة سنوات لأنه حرمها طفولتها وألعابها وأجبرها على الدراسة والعلم، حتى دخلت الجامعة وهي في السابعة من العمر فهل سنسمع قريباً عن طفل سعودي نابغة يلتحق بالجامعة وهو لم يتجاوز العاشرة؟ قد يبدو ذلك مستحيلاً في ظل الروتين والبيروقراطية والقوانين المتجمدة في نظام التعليم في المملكة.. حيث يجب أن يمر الطالب بجميع المراحل الدراسية كاملة وبدون استثناءات.. يجلس الطالب الموهوب النابغة إلى جانب الطالب الكسول والبليد الذي سرعان ما يغادر قاعات الدرس بعد الحصول على شهادة الكفاءة أو الثانوية في أحسن الأحوال. رعاية الموهوبين وتوفير البيئة المناسبة لهم ودعمهم مادياً ومعنوياً يجب أن يصاحبها تغيير جذري في قلب وجوهر نظام التعليم في المملكة على مستوى المناهج والأنشطة اللامنهجية في المدرسة والنادي والمراكز الثقافية والبرامج التلفزيونية الموجهة للطفل.. وقبل كل هذا الاهتمام بتوعية وصناعة أسرة سعودية قادرة على إنتاج وصناعة أطفال موهوبين ونوابغ يصنعون منّا أمة تقنية علمية صناعية متقدمة.. هل تستطيع وزارة التربية والتعليم أن تستثني طفلاً موهوباً من نظام التعليم لتقفز به سنوات للأمام من خلال اختبار قدراته وحجم نبوغه؟! وهل ستسمح وزارة التعليم العالي بتسجيل طفل نابغة سعودي في أي جامعة سعودية إذا ما استوفى شروط النبوغ وتجاوز اختباراتها؟! هل هذا صعب؟!
الرابط
طفل سعودي نابغة في الجامعة !المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
446805النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14611المؤلف
محمد الحربيتاريخ النشر
20060828الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية