الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وصية الملك للمبتعثين : كل واحد منكم يعتبر نفسه سفيراً للمملكة
الخلاصة
قرأت ما كتب في جريدة الجزيرة بالعدد (12905) تحت عنوان (المبتعثون يشكرون خادم الحرمين الشريفين)، مما جعلني أكتب في هذا الموضوع شكراً لملك الإنسانية أولاً وتوجيها للطلبة المبتعثين سفرائنا في الخارج ثانياً. عندما هممت بالخوض في هذا الموضوع جمعت ما يمكن جمعه من وثائق ومسودات وكذلك شهود ولقاءات ممن هم في الخارج من الدفعات الماضية. وفي البداية: الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذه الفرصة الجيدة لأبنائه الطلاب للارتقاء بمؤهلاتهم العلمية وذلك بالدراسة في أرقى الجامعات الخارجية في مختلف المجالات من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ولعل المبتعثين قد وجهوا عبارات الشكر لملك الإنسانية ولكن الشكر الحقيقي ليس بالكلمات والخطابات، بل بالفعل وذلك أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يكونوا خير سفراء لبلادهم في الخارج وأن يجعلوا وصية خادم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله نصب أعينهم والتي جاء فيها (كلمة من القلب إلى القلب، أوصيكم بتقوى الله وخدمة دينكم ووطنكم وأمتكم الإسلامية وكل واحد منكم يعتبر نفسه سفيراً للمملكة وعليه العمل بجهد وإخلاص راجياً لكم التوفيق والنجاح وأن يوفقكم الله لخدمة دينكم ووطنكم وأمتكم الإسلامية). ونبدأ في صلب الموضوع وأساسه وهي الخاصة بمن حزم حقائبه وسافر أو سيسافر قريباً ليدرس هناك سواء لشهادة البكالوريوس أو للدراسات العليا ويعود بشهادة يخدم بها بلده (وإن كنت أتمنى أن يقتصر الابتعاث على طالبي الدراسات العليا)، والآن وقد حان وقت ابتعاث الدفعة الجديدة كان لابد من ذكر بعض الممارسات الخاطئة والممارسات الجيدة من قبل المبتعثين في الخارج. وإذا ما علمنا أن وزارة التعليم العالي قد عملت ما هو مطلوب منها وذلك بتنظيم الملتقيات الخاصة بهؤلاء المبتعثين وذلك بإلقاء المحاضرات من قبل العلماء والمشايخ والأكاديميين وكذلك الملتقيات مع ممثلي السفارات من سفارة كل دولة يذهب إليها المبتعثون وكل ما ذكر يدور حول أخلاق المسلم ومسؤوليته تجاه وطنه، وكذلك تهيئته النفسية، والتعريف بالأنظمة القانونية للدولة المبتعث لها وبعد هذا وذاك فإن المبتعث ليس له عذر عندما يقع في المحظور أين كان بل يجب أن يكون متماشياً معهم بما لا يخالف دينه وقيمه، فقد تحدث لي أحد المبتعثين قائلا: إن هناك أشخاصاً يسيئون لسمعة البلد بتصرفاتهم الطائشة كتلك التي يعملونها هنا (ولا داعي لذكرها) وهناك قد تضاعف العقوبة طمعاً بتعويضات كبيرة عندما يعلمون أن المخطئ سعودي ومن بلاد هي الأولى في تصدير البترول وهناك أشخاص قد جعلوها سياحة وليست دراسة، حيث تحدث لي واحد ممن زار أحد الدول الآسيوية وقال واجهني هناك شاب سعودي، وقال أعطني مالاً ففوجئت أنه سعودي فقلت لماذا تفعل هكذا فقال: إن مكافأة البعثة تنفذ قبل انتهاء الشهر فاضطر للسؤال، وعندما أخبرني صاحبي استفسرت عن مكافأة تلك الدولة فإذا هي كافية بالنسبة لمن أراد الدراسة فقط، فأين ذهبت المكافأة إذن؟ الله أعلم. وفي المقابل هناك أشخاص مبتعثون يعلمون أنهم سفراء لبلادهم فاحترموا قوانين الدول الأخرى وتحلوا بالأخلاق العالية التي تعطي انطباعاً عن بلادنا بكل تأكيد لأن المبتعث لن يقال له فلان ابن فلان بل يقال ذاك السعودي العربي، فقد أخبرني أحدهم أنهم أمضى ثلاث سنوات ولم يزل زلة ولو صغيرة، فهذا هو نعم السفير وخير المواطن الحقيقي. وقد تحدث أحد مبتعثي الدول الآسيوية أنه قد وفر مصروفاته فقسم للدراسة وقسم للسكن وقسم للأكل والقسم الأخير قد قسط به سيارة بما يعادل 500 ريال، فهذا نموذج للمكافح الذي ذهب للدراسة واستثمار المكافأة بما ينفعه دون تبذيرها واللجوء للسؤال كحال صاحبنا الأول. فحكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة التعليم العالي قد صنفت الدول لفئات وذلك لتكون المكافأة كافية ومتماشية مع دخل الفرد هناك وغلاء المعيشة أو رخصها فهناك الخمسة وهناك الستة آلاف وجميع المكافآت مقاربة لهذه الأرقام وتزيد للضعف عند مرافقة الزوجة وتزيد أيضا عند وجود الأطفال متضمنتا بدلات العلاج والكتب وغيرها، وكذلك دراسة الأبناء على حساب الملحقية في المدارس هناك. وختاماً هل تعلم أخي المبتعث أنك سفير لبلدك وهل تعلم معنى أن تكون سفيراً لبلاد هي قبلة المسلمين ودار الآمنين وموطن السلام والأمن والأمان، وهل تعلم أن الدولة قد دفعت مئات الملايين من أجل أن تأتي في يوما من الأيام حاملا شهادتك وتبدأ بالعمل لخدمة الدين ثم الوطن، وهل تعلم أن أهلك في انتظارك حبا في لقائك في أسرع وقت، ووطنك لمعانقتك في أسرع زمن، هل تعلم أن الدولة وضعت ثقتها بك، فهل ستكون على قد الثقة والمسؤولية، وهل تعلم أن هناك من يتمنى وقوعك بأي خطأ ليستغله لصالحه، أتمنى منك أخي المبتعث أن تكون (خير سفير لخير وطن).
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
452132النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
12913الموضوعات
الابتعاثالثقافة العربية
السعودية. وزارة التعليم العالي
المنح الدراسية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي - السعوديةوزارة التعليم العالى - السعودية
تاريخ النشر
20080205الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية